ميلانو - وكالات:
أفادت وكالة الأنباء الإيطالية (إنسا) صباح أمس الاثنين أن رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني الذي تعرض لاعتداء الأحد في ميلانو (شمال)، أمضى ليلة (هادئة) وكان طلبه الأول (الاطلاع على الصحف).
ونقل برلوسكوني إلى مستشفى سان رافاييلي دي ميلان منذ مساء الأحد بعدما ضربه رجل في الثانية والأربعين يتلقى علاجاً نفسياً منذ عشرة أعوام.. وقال طبيب برلوسكوني الشخصي البرتو زانغريلو المسؤول أيضاً عن قسم التخدير والإنعاش في المستشفى إن رئيس الوزراء أمضى ليلة هادئة وطلب فوراً الاطلاع على الصحف، متوقعاً أن يظل تحت المراقبة (يوماً أو اثنين).. واعتقل المعتدي ماسيمو تارتاغليا ووضع في حبس انفرادي في ميلانو تحت رقابة دائمة.. وبادر والده إلى الاتصال بالمستشفى مساء الأحد، وأفادت مصادر قريبة من المستشفى أنه أبدى (استياءه الشديد) لما قام به نجله.
من جهة أخرى أثارت واقعة تعرُّض رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني لاعتداء من قبل رجل في ميلانو اهتمام الصحف الأوروبية بشكل واسع النطاق.. وأدان أنصار برلسكوني الهجوم واصفين إياه بأنه جزء من (حملة كراهية) يقودها اليسار في إيطاليا بهدف إسقاط برلسكوني في حين حاولت صحف أخرى البحث في أسباب الهجوم.. وتطرقت صحيفة (الموندو) الإسبانية إلى طريقة تعامل أنصار برلسكوني مع الواقعة وكتبت في عددها الصادر أمس الإثنين: (من ينظر من بعيد للوضع يسأل نفسه كيف يمكن لسياسي مثل برلسكوني أن يفوز في انتخابات بعد كل تلك الفضائح المالية والشخصية التي تورط فيها؟). ورأت الصحيفة الإسبانية أن هذا الاعتداء هو إشارة تدل على (خيبة الأمل وقلة الحيلة) في وقت أثبتت فيه المعارضة الإيطالية على مدار سنوات عجزها الواضح.. واختتمت الصحيفة تعليقها قائلة: (للأسف فإن الإساءة والضرب أسهل بكثير من النقاش والإقناع).. أما صحيفة (ديزينيك جازيتا برافنا) البولندية فقالت إن برلسكوني شخصية تبدو وكأنها خليفة لقيصر روماني يخلط بين الأعمال التجارية والسلطة لدرجة أنه يستخدم وسائل الإعلام المملوكة له في الهجوم على خصومه السياسيين.. وتطرقت الصحيفة إلى التعاملات التجارية بين برلسكوني والمافيا واعتماده على خدع ضريبية بالإضافة إلى تحوله مع الوقت إلى (بطل الفضائح) واستخدامه كلمات قاسية لا يمكن قبولها في العالم المتحضر في الهجوم على الشخصيات السياسية التي تخلت عن وفائها له.. واتفقت الصحيفة البولندية مع الصحيفة الإسبانية على أن هذا الاعتداء على برلسكوني يعكس درجة الإحباط واليأس ولكنها شددت على أن مثل هذا الاعتداء لا يؤدي إلا إلى زيادة العنف.