لو تأملنا في المنجزات الوطنية في بلادنا لوجدنا أن العمل الخيري ينال اهتماماً واسعاً من ولاة الأمر. فهذه مؤسسة الملك عبد الله لوالديه للإسكان الخيري، تمد أذرعتها في أرجاء الوطن كشاهد على الكرم والبذل. وتلك مؤسسة سلطان الخيرية التي تعد درة في جبين العطاء.
وأجزم أننا لا نختلف على أن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز رائدٌ للعمل الخيري في المملكة، سواء بما ينفقه على أوجه الخير أو من خلال دعمه الشخصي للمؤسسات الخيرية. ولعلنا البلد الأكبر الذي ينفرد بقيام الملوك والأمراء بتأسيس مشروعات خيرية على مستوى عالٍ من الخدمات للمواطنين.
ولئن كان الأمير سلطان - حفظه الله - ولياً للعهد، ويشغل بكل اقتدار هذا المنصب المهم في الدولة، إضافة إلى مناصب أخرى، إلا أنه - سلمه الله - يميل إلى اسم (سلطان الخير) أكثر من غيره من المسميات والألقاب. فليس أفضل من أن يرتبط اسمك بالخير والعطاء. والأجمل هو أن يُطلق عليك شعبك هذا الاسم اقتناعاً وحباً.
وأعجب ما يلفت النظر بهذا الرجل أنه دائم الابتسامة ! رغم الصعوبات التي يلاقيها والمهمات التي ينوء بحملها. وفي الوقت ذاته سريع البكاء والتأثر أمام المواقف الشجية أو حين يلتقي بطفل معوق أو مريض، مما يجعلك تقف محتارا ومعجبا أمام شخصية فريدة بالإنسانية. فهو يقابل التحديات الجسام بابتسامة، بينما يضعف أمام موقف إنساني، فلا يملك إلا أن يترك لدموعه أن تعبر عما في داخله ويترك لقلبه ممارسة الإنسانية بأبهى صورها، بينما تبقى تلك الابتسامة على محياه مضيئة بالتفاؤل الواسع والأمل العريض ! ورغم المرض الذي كابده؛ إلا أن الصورة التي يظهر بها من الجَلَد والصبر والأمل بما عند الله تمنح من حوله مزيداً من السرور والسعادة. وكان الله عند حسن ظنه، فقد تجاوز الأزمة بما يملك من روح متوقدة واندفاع للحياة الكريمة. ولا غرو، فبما يملكه هذا الرجل المؤمن من يقين وتسليم بإرادة الله، فضلا عما قدَّمه لشعبه من بذل وسخاء كفيلٌ بأن يمنحه الثقة بربه والطمع بما عنده دون سواه، فهو الشافي وهو اللطيف ! ويخطئ من يزعم أن المستشفيات والأطباء يشفون المرضى دون تقرب من الله - عز وجل - بالطاعات مع لطف خفي يسري في عروق المؤمنين.
فليبقَ المجد يا أبا خالد معافًى بعافيتك.
وليبقَ الكرم يا سلطان شاهداً على ما قدمتَ.
ولتبقَ أنتَ - أنت - رجل الخير بلا منازع.
ولتبقَ الوطنية سارية بعروقنا وأنتَ بيننا ترفل بأثواب الصحة والعافية.
ولتظل الابتسامة مشرقة على جباهنا، عاكسة ابتسامتك المضيئة في وجهٍ بهي. فلا تسيل دموعنا إلا خوفاً من الله، وطمعاً بما عنده، وشكراً له على ما نعيشه من رغد العيش والأمن في الأوطان.
ولتعد الطمأنينة لقلوبنا بعودتك أيها الأمير النبيل إلى وطنك وعشك الهادئ بالحب، الصاخب بالعمل والنماء.
***
خاتمة المنشود
الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف، والكلمة الطيبة جواز مرور لكل القلوب، ومن يزرع المعروف يحصد الشكر.
www.rogaia.net
rogaia143@hotmail.com