بعد التفجيرات الإرهابية التي حصلت يوم الثلاثاء الماضي في عدد من المناطق ببغداد، ظهرت سيدة عراقية وهي تبكي على إحدى القنوات الفضائية العراقية وألقت اللوم على الحكومة العراقية التي قالت عنها السيدة إنها تخوض صراعاً داخلياً من خلال الأحزاب المشكّلة لهذه الحكومة، والتي كان يضمها ائتلافاً تحول إلى شراك، ومثلما ينقلب تحالف الشركاء إلى عداء، تحول وزراء حكومة المالكي إلى أعداء لبعضهم البعض، كل يتبع حزبه الذي يريد أن ينكل بالآخر ويكشف عورته حتى يفضحه ويحرمه من أصوات الناخبين، ولأن المالكي وحزبه يعتبر التحسن الأمني الذي حصل في الأشهر الأخيرة من أهم إنجازاته الشخصية، وأن هذا التحسن الأمني ما كان له أن يتم لولا إشراف المالكي شخصياً على ملف الأمن وإجراءات فرض النظام، ولذلك فقد ربط هذا التحسن من خلال تسمية قائمته الانتخابية ب(قائمة دولة القانون والنظام).
نسب فضل التحسن الأمني وتجريد وإبعاد وزارتي الداخلية والأمن الداخلي اللتين يديرهما وزيران من شركاء المالكي في الائتلاف الشيعي، أو نحر صدور حلفاء الأمس، وأصبحوا أعداءً اليوم، هكذا تذهب تحليلات المهتمين بالملف الأمني العراقي الذين تذهب أصابع اتهامهم إلى شركاء المالكي في الائتلاف ومن خلفهم الدولة الجارة التي تخطط لتحالف وتحركات الائتلاف، إلا أن تحليلات الخبراء هذه لا تتوافق مع ما تريده حكومة المالكي التي ترمي التهمة إلى خارج الحدود، ومثلما قالت السيدة العراقية في لقائها مع المحطة الفضائية العراقية: سيخرج علينا مسؤول من الحكومة ويقول إن تفجيرات الثلاثاء الدامي، هي من تخطيط سورية والسعودية وتنفيذ البعثيين والقاعدة.. وتابعت السيدة: الثلاثاء الدامي الذي انضم إلى الأحد الدامي والأربعاء الدامي، كم من الأيام الأخرى التي تجعل الحكومة تعترف أنها تخوض صراعاً بين أعضائها يذهب ضحيته الشعب الذي يعرف من هم المرتكبون الحقيقيون والذين يحولون أيامهم إلى أيام (دامية) ورمي التهم خارج الحدود واختيار دول لا علاقة لها بما يحدث إنما هو تحويل بندول الحقيقة عكس اتجاهها.
***