الأمير سلطان بن عبدالعزيز سيصل غداً إلى المملكة إن شاءالله، وينتظره كل متلهف وحبيب، فبصريح الود أهدى تحية إجلال على القرب والبعد، فقد جمعت يا دوحة الخير من الفضائل أجلها، ومن البصائر أدلها، وصور الخير فيك باهرة المرأى للعيان، شاهدة بأصدق بيان.
|
ومن كان بقربكم في غربتكم ثم حان رحيلكم عنه، تمازج عنده السرور بشفائكم مع الحزن على إنتزاحكم فنطق بعد أن آثر الصمت فأضحى القصيد أداة التعبير فقلت في ذلك:
|
حمداً لخالقنا حمداً لذي النعم |
لبَّى لمن جدَّ في نجواه بالسَّحرِ |
يجلو العوارض إن حلت ويبرِؤها |
والله قد قدر الأقدار بالقدرِ |
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه |
لا يذهب العرف بين الله والبشرِ |
سلطان ما قيل قولاً في ذرى السير |
إلا ذكرتك ذكر الروض للمطرِ |
وفي ظلالك إن حل الهجير ضحى |
دوحٌ جناه كثيرٌ طيبُ الثمرِ |
وما لجودك حدٌّ ينتهون به |
حتى وإن طيف بالمريخ والقمرِ |
وللنجوم دروب يستدل بها |
وفيض جودك لا يرتاد بالأثرِ |
إن جادت المزن في نجد لتورِقها |
فجود كفك سَحُّ الهطل منهمرِ |
قد خصك الله بالأخلاقِ تجمعُها |
حتى غدت في الورى ضربٌ من السيرِ |
فالسنُّ ضاحكةٌ والكفُّ مانحةٌ |
وفي فعالِك ما يغني عن الخَبرِ |
وللقيادة أوصافٌ رُزِقتَ بها |
البشر تبدي وتخفي كل مستترِ |
والحكم رؤيا لها أفق ومتسعٌ |
وفي البصيرة ما يغني عن البصرِ |
حان الرحيل فحزنٌ شابه فرحٌ |
فهذه عبرةٌ كبرى من العبرِ |
تمازجا فأنا المسرور من بَرَءٍ |
لكنني من فراقٍ دائمُ الفِكَرِ |
وزانَ شعري بكم حتى غدوتُ به |
كجالب التمرِ من رضوى إلى هَجَرِ |
يشفيك ربُّك في حِلّ ومرتحلٍ |
لا حافظاً غيرَهُ يحمي من الضررِ |
|
