Al Jazirah NewsPaper Thursday  10/12/2009 G Issue 13587
الخميس 23 ذو الحجة 1430   العدد  13587
قائد طيران الدفاع المدني بالمملكة لـ(الجزيرة):
لم نستطع اختراق الأجواء في منطقة بحرة بسبب الصواعق والأحوال الجوية وأنقذنا 29 حاجاً

 

جدة - عبدالله الدماس

أوضح اللواء طيار محمد بن عيد الحربي قائد طيران الدفاع المدني بالمملكة في لقاء ل(الجزيرة) بأن سيول جدة الاخيرة لم تكن عادية بل كان حجمها كبيرا جدا مبينا في نفس الوقت تعامل طياري الدفاع المدني مع عمليات الانقاذ وما صاحبها من صعوبات واظهار ما يملكونه من امكانيات جبارة في هذا المجال نتيجة للخبرات والدورات التي تلقوها.

وأضاف أن لدى طيران الدفاع المدني خططاً مسبقة لجميع المواسم على مر السنة بما فيها موسم الحج، ونظراً لتزامن هطول الامطار والسيول الاخيرة على محافظة جدة مع موسم الحج فقد عملت جميع طائرات الدفاع المدني طيلة الفترة الماضية سواء في موسم الحج في عمليات متابعة الحجاج والمراقبة او عمليات الانقاذ من السيول الاخيرة لجدة ومحافظاتها بمشاركة عدد 10 طائرات وبعدد غير محدود من الاجهزة والآليات المستخدمة في الطيران. حيث كان لمعالي الفريق سعد التويجري توجيهاته السديدة سواء خلال موسم الحج أو عمليات الانقاذ الاخيرة لسيول جدة حيث ظل معاليه متابعا ومرابطا معنا على متن الطائرات يتابع عمليات الانقاذ واجلاء السكان العالقين والمتضررين.

إنقاذ 29 حاجاً

وقال اللواء الحربي: أثناء وجودنا في المشاعر المقدسة لمتابعة موسم الحج ومواصلة الطلعات الجوية المعتادة أبلغنا من الفريق التويجري بضرورة الانتقال إلى محافظة رابغ ونويبع وحجر حيث كان البلاغ عن وجود حجاج تم احتجازهم بسبب السيول، وفورا تم الانتقال إلى المحافظة رغم العوائق الجوية التي صادفتنا الا اننا وبفضل الله أولا وبفضل طيارينا الماهرين وما تحمله طائرات S92 من امكانيات جبارة واجهزة ملاحية تساعدنا على اختراق السحب والكتل الهوائية. وعند وصولنا إلى هناك وجدنا عددا من الحجاج عالقين على مركباتهم في منطقة تسمى (صعبر) كانوا متوجهين إلى مكة المكرمة جراء السيول التي حاصرتهم من كل الاتجاهات وقد تم مباشرة الحادث وانقاذهم وكان عددهم 29 حاجا إضافة إلى انتشال شخص آخر والتوجه به إلى مستشفى رابغ العام. حيث رافقنا في هذه الجولة سعادة مدير الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة اللواء عادل زمزمي. كما قمنا بتمشيط بقية المواقع الاخرى والاطمئنان على عدم وجود عالقين جراء السيول.

كارثة جدة وبدايتها

بعدها تم الرجوع بطائرتنا وبناء على نداءات استغاثة من محافظة بحرة حاولنا الوصول إلى هناك وكانت الأمطار قد بدأت في غزارتها الا اننا لم نستطع اختراق الأجواء بسبب الصواعق وكثرة الأمطار والرياح في الوقت الذي كانت فيه الأمطار بدأت تهطل بكثافة على محافظة جدة وبداية تكوين السيول الجارفة لاحياء شرق الخط السريع ورجعنا إلى جدة وبدأنا في أخذ جولة لمعرفة حالة الامطار وحجمها ولكن كانت صدمة كبيرة لنا عند مشاهدتنا غزارة تلك الأمطار وبداية سريان السيول إلى الاحياء وما تحمله من مخلفات وقتها أحسسنا بأن الوضع غير طبيعي وقد قمنا فورا بتمرير معلومات عاجلة إلى المسؤولين في الدفاع المدني، ولكن نؤكد بأن حجم الكارثة كبير جداً يفوق الإمكانات. ونظراً لما نملكة بحمد الله من كفاءات عالية من طيارين ورجال إنقاذ وملاحين وتعاملهم مع الموقف بكل جدية قمنا بإخلاء بعض المواقع والتي كان السيل يشكل خطورة عليها، حيث قمنا بإخلاء حوالي 70 شخصاً من أحد المواقع، وتمت عملية انزال الطائرة على احد المواقع وصعود الأشخاص إليها قبل أن يداهمهم السيل الا اننا وبفضل الله استطعنا إجلاءهم قبل ان تغطي المياه كامل الموقع. كما قمنا أيضا بانتشال عدد من المواطنين والمواطنات والأطفال في مواقع متفرقة من على أسطح المنازل والذين هربوا من المياه التي غمرت طوابق بيوتهم السفلية وكانت عمليات الإنقاذ تتواصل ليلا ونهارا ليصل ما تم إنقاذه إلى حوالي 193 مواطنا. لذلك كلنا امل في ان تصل اللجنة المشكلة من قبل سيدي خادم الحرمين الشريفين إلى توصيات عاجلة بإيجاد حلول سريعة لجميع سكان شرق الخط السريع والقاطنين في مجاري السيول والأودية حتى لا تتكرر المشكلة مرة أخرى لا سمح الله.

صعوبات واجهتنا

وبين اللواء طيار محمد الحربي بأنه وخلال عمليات الانقاذ صادفتنا مواقف كثيرة لبعض المواطنين لنذكر منها الاطفال وخوفهم ورهبتهم من الطائرات عند محاولة الانقاذ وعدم استجابتهم للصعود إلى الطائرة الا اننا استطعنا بفضل الله ان نتغلب على تلك الصعاب وإجلائهم من المواقع. كما صادف الطيارون عدة مخاطر وصعوبات عند محاولة انقاذ المحتجزين حيث تمثلت تلك المخاطر في عدم استطاعة نزول الطائرة إلى موقع قريب بسبب أبراج الهوائيات الممتدة في الهواء وبعض أسلاك الكهرباء للضغط العالي فيما كانت المشكلة الكبيرة التي كانت عائقا كبيرة لنا هي تطاير لاقطات الستلايت الخاصة بالتلفزيونات من على المنازل بفعل الهواء الصادر من مراوح الهيلوكوبتر مما قد يسبب تطاير تلك الصحون إلى إصابة الأفراد المراد إنقاذهم.

ساعات طيران تعدت المعدل

وأضاف الطيار محمد بن عيد الحربي بأن عدد الطلعات التي قام بها طيران الدفاع المدني خلال الأحداث الاخيرة قد تجاوز 203 ساعات، وهو يعتبر معدلاً غير مسبوق في عالم الطيران، حيث ان المعدل الطبيعي هو 60 ساعة فقط، وهذا يعطي دلالة واضحة بأن الطلعات الجوية وعمليات الإنقاذ بسبب سيول جدة لم تتوقف اطلاقاً مضيفاً بأن عدد الطيارين الذين عملوا خلال هذا الفترة بلغ 32 طياراً من جميع قواعد طيران الدفاع المدني بالمملكة. وشكر قائد طيران الدفاع المدني النائب الثاني وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ومساعده للشؤون الأمنية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف على اهتمامهما الدائم بتوفير احدث الطائرات وبأحدث التقنيات الموجودة في العالم والتي تمثلت في هذا النوع من الطائرات S92 وهذا يأتي من حرصهما حفظهما الله على إيجاد الوسائل التي تفيد وتساهم في خدمة الوطن والمواطن والحرص على راحة المواطنين.

الطائرات الجديدة وما تملكه من تقنيات

من جانبه قال العقيد طيار محمد بن إبراهيم الزهراني قائد طيران الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة بأن نوع الطائرات S92 يعتبر من أحدث الطائرات التي صنعت أخيراً حيث تملك مواصفات تقنية عالية من كاميرات رؤية ليلية تعمل بالأشعة تحت الحمراء لتساعد الطيارين على عملية البحث ليلا ومشاهدة أدق التفاصيل خلال سير الطائرة. وأضاف العقيد طيار الزهراني بأن ما يميز هذه الطائرة هو تحويلها بكل سهولة لتصبح طائرة إنقاذ يتم تجهيزها في وقت وجيز. إضافة إلى قدرتها الارتفاعية من الطائرات السابقة. في حين ان سرعتها تصل إلى حوالي 297 كيلومتراً في الساعة. كما تمتاز بثباتها أثناء التحليق الأمر الذي يجعل من عملية الإنقاذ أمراً سهلاً وذلك من خلال انتشال المتضررين أو المحتجزين أو المصابين إلى داخل كبينة الطائرة بواسطة ونش الإنقاذ الذي يربط فيه أما حزام الإنقاذ أو شبكة الإنقاذ أو النقالة وتقديم الرعاية الأولية لهم على متن الطائرة ومن ثم نقلهم إلى أماكن أكثر أمنا أو إلى اقرب مستشفى من موقع الحادث إذا كانت حالتهم تستدعي ذلك. أما بالنسبة إلى مهام البحث عن المفقودين أو الهاربين فإن طائرة البحث والإنقاذ تكون فيها الرؤيا واضحة أثناء التحليق بالطائرة على ارتفاع منخفض من الأرض واستكشاف تلك الاماكن الواسعة من الأعلى وخلال تمشيط المنطقة المتوقع وجود المفقود والهارب فيها يتم العثور عليه وغالبا ما يكتب لهذه المهام النجاح بإذن الله.

كما تستخدم في انتشال المحتجزين والمتضررين الذين يتعذر الوصول إليهم أثناء الحريق أو الأمطار ونقلهم إلى أماكن أكثر أمنا والبحث عن المفقودين والهاربين في الاماكن الواسعة مثل الصحارى والجبال أو خلافه وذلك بالتعاون مع الجهات الأمنية الأخرى وتمشيط المناطق المتوقع تواجدهم فيها.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد