خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) منذ أن تولى مقاليد الحكم في هذه البلاد الغالية جعل همه الشاغل أن يرتقي بوطنه وأمته من خلال توظيف إمكانات الوطن المادية والبشرية لتحقيق هذا الهدف. وقد تيقن (حفظه الله) أن لا مناص في تحقيق ذلك من الالتفات إلى دروب العلم والتعليم وتعزيز مقوماته وتأمين احتياجاته وتثبيت أركانه. فكان التركيز على التعليم بشقيه العام والعالي، ودعم مجالات الابتعاث والتدريب، وفتح آفاق المعرفة والمعلومات، وإنشاء الجامعات.
|
وللوصول إلى المعرفة وغرس حقولها، كان اهتمامه ورعايته بإنشاء مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، التي قامت سامقة كمؤسسة علمية خيرية تلبي كل احتياجات الباحثين من كل المشارب والتخصصات. وأتبع تلك الخطوة بإنشاء مكتبة عامة للنساء تعتبر أول مكتبة نسائية في المملكة، إلى جانب مكتبة للطفل. وكان ذلك من واقع رؤيته (حفظه الله):
|
الأم مدرسة إذا أعددتها |
أعددت شعباً طيب الأعراق |
وكذلك من واقع نظرته (حفظه الله):
|
وعلموا النشء علماً يستضيء به |
سبل الحياة وقبل العلم أخلاقاً |
وكل ذلك من أجل تعزيز البرنامج السعودي الذي تبنته المملكة بعنوان: (المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب).
|
أما جائزته العالمية للترجمة، فقد رمى من ورائها إلى الحفاظ على التراث الإنساني عامة والتراث الإسلامي العربي خاصة. إذ إن الجائزة إثراء حقيقي لكل أنماط المعرفة الإنسانية وبخاصة في فروعها الخمسة التي تركز على جهود المؤسسات، وكذلك ترجمة العلوم الإنسانية والعلوم التطبيقية من وإلى العربية، ناهيك عن دعمه السخي لمشاريع التقنيات الحديثة، مثل مشاريع النانو تكنولوجي.... وغيرها.
|
إلى جانب حرصه (حفظه الله) على إصدار موسوعة عامة عن المملكة العربية السعودية، ومبادراته العالمية في حوارات الأديان وحوار الحضارات، ونقل أطروحته إلى العالم أجمع، حيث وجد الأذن الصاغية والاهتمام من مراكز القرار والشخصيات العالمية.أما رعايته للجوانب الثقافية، فهو الرائد الأول في رعاية المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) منذ انطلاقته حتى غدا مهرجاناً عالمياً تنتظره الأوساط الثقافية العالمية للمشاركة فيه سنوياً. والاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات حين خصص جائزة للشخصيات الداعمة للمكتبات والنشاط الثقافي بلاشك وضع نصب أعينه أن تمنح الجائزة من خلال معايير عالية المستوى، وبلاشك أيضا فإن اللجنة المكلفة للاختيار قد نثرت كنانتها وعجمت أعوادها، فلم تجد أمامها سوى الانقياد للاختيار المنطقي الاستحقاقي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمنحه الجائزة من واقع ما قدمه - ومازال يقدم - من جهود مقدرة في خدمة المكتبات والمعلومات ومجالات العلوم والمعرفة، محلياً وإقليمياً وعالمياً، كان آخرها إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية كجامعة عالمية، وكذلك إنشاء مؤسسة الملك عبدالعزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بالرباط، ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني... وغيرها. وبناء على كل تلك المعطيات وغيرها مما يضيق المجال عن ذكرها جميعاً، أبت المؤشرات والمعايير إلا أن يكون خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو أول من يمنح هذه الجائزة التي تشرفت بأن تكون من نصيب شخصية عالمية في قامة وحجم خادم الحرمين الشريفين، حيث رجحت كفته في هذا المجال المعلوماتي بذلاً وعطاءً وخدمة.
|
|
إن هذه الجائزة قد صادفت أهلها تماماً، فجاءت طيعة مختارة لمستحقها وإنه لصاحبها، من واقع المعطيات ومعايير الاختيار. فإن كانت هناك تهنئة فالتهنئة للجائزة بهذا الاختيار. وحري بالقول إن الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات يرأسه ابن من أبناء جامعتنا الأبية، جامعة الملك عبدالعزيز، وهو الأستاذ الدكتور حسن بن عواد السريحي عضو هيئة التدريس بقسم المعلومات بالجامعة، وتلك مفخرة لكل الجامعات السعودية.التهنئة مرة أخرى للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات على هذا التوفيق في الاختيار.وما التوفيق إلا من عند الله،،،
|
(*) مدير جامعة الملك عبد العزيز ومدير جامعة الحدود الشمالية المكلّف |
|