تجيء كثيرٌ من الكتابات ممثلة مشاعر أصحابها تجاه قضية ما، وربما بالغت، وربما بلغت، غير أن القارئ يبحث عن المعلومة والتحليل والتعليل والأسئلة؛ لتظل المقالة فناً يمارسه الأكثرون ويجيده الأقلون.
وكثيراً ما يجيء العتاب من أساتذة (بعضهم كبار) لتأخر أو عدم النشر لهم، دون أن يبحثوا في نوعية عطاءاتهم التي لا يضيف معظمها سوى تعابير إنشائية تجاوزها الواقع الثقافي المعقد الممتلئ بإشكالات وأشكال مختلفة عما ألفوه أيام كانت أبرز قضاياهم (المعركة بين القديم والجديد)، و(جيم جدة)، و(تقديم المثال على القاعدة أو العكس في تدريس النحو) تبعاً لطريقتي الاستقراء والاستنتاج، وما في فلكها من مسائل يسيرة لا نحتاج إلى الجزم برأي فيها؛ فالاختلاف حولها لن يتجاوز مماحكات سيبويه والكسائي، والنحويين والبصريين، ومَن الأفضل: الرافعي أم طه حسين؟
وربما جاز طرح استفهام غير مشروع حول أحقية الكاتب بزاوية أو حضور إذا لم يمتلك أدواتها، وهل تحجبنا المجاملة عن الاعتذار ممن لا تتطور أدواته ومعارفه، وهل تقوم الصحافة بإدخال الكتّاب بدورات مهارية ليجددوا أقلامهم ومفاتيح لوحاتهم، وهل تجبرهم على إجازات مفتوحة لتغير في خريطتها الكتابية؟
أسئلة تتوالى، لكن من يعهد الأجواء السائدة هنا، ويقارنها بما لدى غيرنا؛ وبالأخص الخواجات، سيدرك كم يبدو التغيير بعيداً.
لن نأسن إذا لم نيأس.
****
ibrturkia@gmail.com