وفتح الهمزة (أَ) وضمها (أُ) وكسرها (إ) موجبة اختلاف المعنى حسب المقتضى، ولا يدخل في هذا مدها (آ)، لكن اللغة اليوم دخلها وهنٌ ومرضٌ وقلقٌ جاء بسبب الجهل والتعالم والادعاء ومركزية العلم ومركزية السمعة (1)؛ فتولد من هذا (التصحيف) وحسبك به من: مرض قاض على أخضر ويابس اللغة وفتش في لغة ونطق كثير من القوم تجد ذلك ماثلاً لا يريم، وتجده (وخلال ذم) بين ثنايا تكسير الحرف وتمطيط الشدقين وتفنن الالتفات وهندسة اللباس، وإني إن شاء الله تعالى آت على كثير من حالات (كسر الهمزة) لشدة الحاجة إلى ذلك في واقع: البحوث العلمية - والدراسات المحكمة - والصكوك - والوصايا - والوكالات - والخطب - والمحاضرات - وسواها، وإن كنت لن أفي الباب حقه فإن عُذري اجتهاد المجتهد حسب علمه وفهمه وطاقته، وليست اللغة وموازينها إلا فرض عين على كل من انتسب إلى (العلم والقضاء والفتيا والأدب والنقد)، فالله الله أن تؤتى اللغة من باب يجب أن يكون الدفاع عنها منه على حال حية حاضرة مسؤولة.
وما اللغة إلا أمانة، وما الأمانة إلا فهم مؤدٍّ بالشعور بالمسؤولية تجاه لغة المسلمين لها لا عليها.
إبراهيم: علم قائم بذاته، وهو علم مركب من -إبرا- و.. هيم.. وينطق إبراهام، وهي لغة أعجمية.
(وإبراهيم) ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة، ولم أقرأ (إبرائيل) ولا (إبرائيم) مع شدة الحرص على طول وكثرة النظر في (الأسفار والمعاجم وكتب اللغة) وإبراهيم من الأسماء المستحسنة وحروفه أصلية طراً.
سمي به (نبي الله ورسوله) إبراهيم عليه السلام، وسمي به ابن نبي الله ورسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - ومات صغيراً.
وتسمى جملة من الصحابة وجملة من التابعين من مختلف الطبقات. (3)
إسرافيل: مثله في العلمية والعجمة، ويراد به (عبدالله) كذلك، وهو ملك من الملائكة عليهم السلام، موكل بالنفخ بالصور.
قال تعالى?وَنُفِخَ فِي الصُّورِ?.
والملائكة جمع: (ملك) بفتح اللام (4)، وهم ذوو انقطاع للعبادة والذكر. والملائكة (مخلوقون) من (نور)، ولكل ملك وما خلق له من أمور الحياة، فهناك ملك الموت، وملك الحفظ، وملك الكتابة، وهم جند من جنود الله تعالى {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ}.
وجبريل وميكال من أفضل الملائكة، وعادتهما (يهود)؛ وذلك لخبث يهود وخيانتهم أمر الله بالوحي (5)، والملائكة عباد الله مكرمون، لهم بأمر الله تعالى أعمال وكلوا بها. ويتصورون بإذنه سبحانه، وقد يراهم من يريد الله تعالى له ذلك كحال النبي صلى الله عليه وسلم في (حراء)، وكما في قوله تبارك وتعالى ?وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى?، ونزلة المراد بها: مرة، وأخرى يعني: ثانية رأى جبريل عليه السلام على صورته التي خلقه الله تعالى عليها ساداً الأفق.
وليس هناك (ملك) يسمى (عزرائيل) فلم يصح في هذا (نصٌ) حسب علمي.
وإبليس ليس من الملائكة أصلاً خلافاً لما يظنه العوام، وعوام الكُتّاب والمثقفين، قال سبحانه في (الكهف) ?كَانَ مِنَ الْجِنِّ?. وقد رأى عمر وكثير من الصحابة (جبريل) على صورة (آدمي) شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر والنص صحيح. (6)
وتصور جبريل عليه السلام على صورة الصحابي الجليل دحية الكلبي.
إسرار: هذا مشتق من المصدر على وزن إفعال.. بكسر الهمزة في (إسرار)، وأصل المصدر أنه: اسم جامد تؤخذ منه جميع المشتقات.
والمشتق يختلف عن الاسم الجامد، فالجامد ما لم يؤخذ من غيره وهو نوعان:
1- اسم ذات.
2- اسم معنى.
وإسرار والإسرار والمسارة هو الحديث همساً ضعيفاً بين اثنين.
والهمس هو صوت حس الإنسان غير الواضح لشدة حال ما أو كرب أو خوف أو فزع، قال سبحانه ?فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا?. (7)
*****
الهامش:
(1) أنظر كتاب (نقد آراء ومرويات العلماء والمؤرخين) ص 3 - 207
(2) حبذا وزارة العدل ووزارة الشؤون الإسلامية أن تعيّنا إدارة (لمتابعة اللغة) وكذا (وزارة الثقافة والإعلام) لشدة الحاجة إلى ذلك.
(3) انظر كتابي (الاستيعاب) و(تهذيب الكمال).
(4) وملك وملاك اسمان علمان (مذكران)، وهذا موجه (للأحوال المدنية)
(5) عد إلى (سورة البقرة).
(6) البخاري ومسلم وعند الأربعة وعبدالرزاق الصنصاني.
(7) يعاد إلى (لسان العرب) و(تاج العروس) ج 1.