غداً - بإذن الله عز وجل - الجمعة 24-12-1430ه، سيصل الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود والوفد المرافق له، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظهم الله جميعا -، وجزماً سيتسمر الكثير من المحبين أمام شاشة التلفاز؛ ليتابعوا الحدث بالتفصيل، يرصدون ويحللون ويستنتجون ويتبادلون التهاني والتبريكات بهذه المناسبة السعيدة التي انتظروها منذ زمن، يصافحون ولي العهد الأمين بقلوبهم المتعطشة للقاء، وتكتحل عيونهم المشتاقة برؤية سيد الجود والوفاء (سلطان الخير). ولم يكن هذا الحب ليولد وينمو ويزداد مع مرور الزمن وتقادم السنين ويمازج شغاف القلوب في كل حين ولا لهذا الشوق الحار ليتقد بين الحنايا ويثور بين الحين والحين، لم يكن لا هذا ولا ذاك ليكون لولا كرم الله وفضله على صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز بأن منحه - سبحانه وتعالى - قلباً يفيض بالمحبة ونفساً تتوق للوفاء ويداً تجود بالعطاء، وتبرهن البيوت المنزوية والبطون الجائعة والأبدان المريضة على أياديه البيضاء التي امتدت لتمسح دمعة وتواسي مصاباً وتؤازر محتاجاً وتنقل مريضاً وتتكفل بعلاجه، وتدلل الحوادث والوقائع الشخصية والمجتمعية الداخلية والخارجية على مواقفه التي كان لها أبلغ الأثر وأقواه في نفوس الكثيرين الذين مستهم الضراء وحلت بساحتهم البلوى ولم يكن لهم - بعد الله - سوى رجل البذل والبر والعطاء سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، وما الشعر والنثر، وما القول والقلم، وما اللوحات الرائعة والإبداعات الفذة، وما... التي باحت وسطرت ورسمت ملامح هذه الشخصية الرمز إلا شاهد على ما نقول، وما هو في رحم الغيب أكثر وأشمل والله أعلى وأعلم، وإن كانت الشمس المشرقة لا تحتاج إلى برهان أو دليل إلا أنني أجزم أن في ذاكرة كل منا مئات الأدلة، وآلاف من البراهين، قصص وحكايات لن تفيها حقها الكلمات ولن تحيط بها الكتب والدواوين. ونحن أهالي حائل المنطقة نعرف كثيراً من مواقفه الرائعة التي رسم فيها على أرض الجبلين ملحمة لا يجود بها - بعد جود الله - سوى سيد الجود سلطان بن عبدالعزيز.
أعلم أن المقام ليس مقام تعداد للمناقب، ولا هو تسطير للمحاسن، ولا تعبير عن مكامن النفس وخلجات الذات، ولكنه فيض من الخاطر أسوقه بين يدي الترحيب بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين (سلطان الخير)، وبمن معه من أصحاب السمو الملكي الوزراء، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، ولا يسعني في هذا المقام، وبهذه المناسبة العزيزة على نفوس الجميع القريبة من قلوب الكل، إلا أن أرفع أسمى آيات التبريكات والتهاني إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وإلى أصحاب السمو الملكي الأمراء، وللدوحة السعودية المباركة وللشعب السعودي بأسره، وكم هو جميل أن تظهر في مثل هذه المناسبات الاجتماعية الرائعة العلاقة المتينة والصلات الوطيدة والمحبة والوئام بين القادة والشعب، وما نقرأه في الصحف وما نراه عبر القنوات الإعلامية وما نسمعه في الإذاعة السعودية غيض من فيض مما تكنه قلوب السعوديين لولاة أمرهم - حفظهم الله ورعاهم وسدد على الخير خطاهم -، والأجمل أن تتوج هذه المشاعر وتزدان بالشكر لله - عز وجل - على هذه النعمة العظيمة والفضل الكبير، وبالدعاء الصادق بأن يحفظ ولاة أمرنا ويسدد على الخير خطاهم، وإلى لقاء.. والسلام.