حاوره - أحمد العجلان :
عندما نتذكر أبرز المهاجمين الذين مروا على تاريخ النصر بعد اعتزال ماجد عبد الله فسيكون في مقدمتهم اللاعب الخلوق علي يزيد.. الذي بدأ قوياً وكان في يوم من الأيام أفضل نجوم الفريق ولكنه انتهى وسط غموض يكتنف الموقف.. علي يزيد الذي كان نجماً من نجوم فارس نجد هو الآن أحد المتابعين عن بعد وسط ترقب لعودة حقوقه المهدرة.. النجم الخلوق اختار (الجزيرة) ليتحدث عن تجاربه المرة وحقوقه المهدرة خلال زيارته للصحيفة ليقول:
في البداية.. كيف انتهيت من نادي النصر.. لقد كان الأمر غامضاً؟
- بالفعل هو كذلك.. أنا تواجدت مع النصر حتى آخر رمق ولكن النصر هو من رفضني وبالتحديد أنا لست ضحية النصر فأنا ضحية الصراعات وتصفية الحسابات.
وكيف تكون الصراعات وتصفية الحسابات سبباً في خروجك من النادي؟
- هناك في نادي النصر جهة تبحث عن بقائك وأخرى ترفضك، وبين هذه وتلك فقد أسقطت بفعل فاعل.
يقال إنك خرجت برأي فني؟
- ضحك وقال مستحيل.. فآخر مدرب أشرف على الفريق وأنا موجود في النادي هو آرثر جورج وكان يرغب فيني ولكن.. لا حول ولا قوة إلا بالله.
أنت خرجت من النادي في وقت إدارة الأمير فيصل بن عبد الرحمن.. كأني بك تشير لهذه الإدارة في خروجك من النادي؟
- بالفعل أنا خرجت من النادي في وقت إدارة الأمير فيصل بن عبد الرحمن وكانت بداية القصة أنه تم إيقاف راتبي لمدة شهرين بعد أن تعرضت للإصابة واتهمت بأنني أتظاهر بالإصابة، فالدكتور الذي نقل ذلك للإدارة هو نفسه الذي كان يعطيني (إبراً) في مواضع إصابات سابقة لكي أتحامل على نفسي وألعب المباريات وكان ذلك الأمر سراً بيني وبين الدكتور حتى رئيس النادي لا يعرفه ولكن هذا الدكتور (أحب) أن يأخذ من كعكة الوفرة المالية التي حصلت للنادي في تلك الفترة من خلال توريطي بهذا الادعاء الكاذب.
وكيف كان سيناريو الرحيل؟
- السيناريو بدأ عندما لم أجد اسمي ضمن الأسماء المغادرة لمعسكر برشلونة ومن ثم بعد العودة للرياض لم يتصل بي أحد سوى إبراهيم ماطر الذي اتصل بي وقال إن المدرب آرثر جورج يسأل عني ويطلب مني الحضور وعندها ذهبت لتمارين الفريق في مقر نادي الرياض آنذاك وتدربت لمدة يوم واحد اجتمع بي المدرب وطلب مني أن أكون مع الفريق فهو في حاجة خدماتي وتساءل عن ظروفي فأخبرته بأن العقد الذي وقّعته في وقت مجيئه الأول قبل عدد من السنوات لم أتسلّم قيمته حتى الآن فذهل وقال إنه يثق بأن الأمير فيصل سيمنحني حقوقي عندما يتحدث معه.
وماذا حصل بعد ذلك؟
- حصل أنني لم أعد للتدريبات بعد ذلك لأنني عندما خرجت من التمرين اتصل بي عضو الإدارة آنذاك الأستاذ عبد العزيز الدغيثر وطلب مني عدم الحضور للنادي وتأدية التدريبات وقال إن هذه رسالة من الأمير فيصل بن عبد الرحمن وقد كانت المكالمة مشدودة ولن أزيد حتى لا أخسر الكثير من الناس ولكن لك أن تعرف أنه بعد ذلك عندما غبت عن التدريب التالي اتصل بي ماطر من جديد وقال لي إن المدرب يسأل عنك فأخبرته بالقصة وقلت له أخبر المدرب فأنا لا أريد أن أحدث زوبعة بين الإدارة والمدرب!!
وهنا هل توقف آرثر عن السؤال عنك؟
- لا.. لم يتوقف ولكن الإدارة أخبروه بأنني حصلت على عرض من ناد آخر وأبعدوني عن تفكير المدرب.
وكم هي حقوقك؟ ومنذ متى وأنت تطالب بها؟
- حقوقي هي مليونان ونصف المليون ريال قيمة توقيع العقد في عهد إدارة الأمير عبد الرحمن بن سعود - رحمه الله - وذلك تقريباً في العام 2000 -2001م.
وهل هي مثبتة على أوراق؟
- لا، ولكن هناك شهود على مستحقاتي هذه ومنهم اللاعب محمد شريفي وكذلك الأستاذ عساف العساف والأستاذ محمد العمران عضو شرف النادي.
هل كانوا موجودين أثناء التوقيع؟
- لا، ولكن دعني أقول لك القصة وهي كالتالي: عندما أراد الأمير عبد الرحمن - رحمه الله - أن أجدد عقدي أخبرته بطلبي الحصول على مقدم عقد أسوة باللاعبين الآخرين فقال من حقك، واتفقنا على مبلغ مليونين ونصف المليون ولكن كان هناك أزمة مالية آنذاك في النادي وقد تسببت هذه الأزمة في إرباكي على المستوى الفني والنفسي.
كيف تأزمت أحوالك آنذاك؟
- الأزمة المالية تسببت في تأخر الرواتب لمدة طويلة تجاوزت ستة أشهر وكان معي سيارة إيجار منته بالتمليك وقد تسبب تأخر الرواتب في سحب السيارة مني وقد توسط لي الأستاذ عساف العساف في المرة الأولى وأعادوها لي ولكن بعد ذلك سحبت مني السيارة ولم تعد لي، بل إنني سدّدت أقساطاً كثيرة ولكنها ذهبت سدى، حيث إن القانون لا يحميني عندما تأخرت في التسديد وحتى الآن أنا بدون سيارة، بل إنني كنت أحضر للتدريب مع زميلي بدر الحقباني الذي كان يأخذني من المنزل بسيارته الخاصة ويعيدني إليه بعد التدريب بالإضافة إلى أنني (نمت) في السجن ليلة بسبب شكوى من صاحب المنزل الذي أسكن فيه لأنني لم أدفع الإيجار.
كل هذا ولم يتحرك النصراويون آنذاك؟
- لا.. تحرك الأمير عبد الرحمن وحضر لقسم الشرطة وأخرجني من السجن وغادر بي مباشرة لمنزله فقلت له يا سمو الأمير أعطني حقوقي وستنتهي كل مشاكلي بإذن الله، فقال إن هناك أزمة مالية وأنه لا يوجد لديه سوى 800 ألف ريال هي راتب شهرين للاعبين ولا يستطيع أن يمنحني سوى راتب شهرين حالياً.
وكيف كانت معاناة اللاعبين في تلك الفترة؟
- كان هناك فكرة عدم التدريب وقد اجتمع اللاعبون لهذا الغرض وقرروا ترك التدريبات ولكن الأمير عبد الرحمن عرف عن الموضوع واحتوى الأزمة قبل حدوثها.. وأيضاً كان هناك لاعب أجنبي إفريقي لم يكن يلعب أساسياً كثيراً أتذكر أنه جاء لنا (يبكي) من حالته السيئة وعدم تسديد قيمة السكن وعدم وجود (المال) معه ليأكل وأتذكر أن عدداً من اللاعبين ميسورو الحال (جمعوا) له المال وكلموا له بعض الشرفيين وأنقذوه من الورطة.
وماذا حدث بعد ذلك؟
- حدث أنه بعد أحد التدريبات - وهنا مكمن الاستشهاد - وهو أن دعاني الأمير عبد الرحمن وبحضور محمد العمران وعساف العساف وقال لي إن حقوقي المليونين ونصف سأحصل عليها وقال إنه سيمنحني (عمارة) بهذا المبلغ من أجل مصلحتي، حيث تحدث معي بأسلوب لطيف فيه من الأبوة الشيء الكثير وكان يقول لي إنه يبحث عن مصلحتي وأنا أثق في ذلك كثيراً ووافقت على عرض (العمارة) كما ذكر بعد أن استشرت أهلي وأؤكد لك مرة أخرى أن الأخوين الثقتين عساف العساف ومحمد العمران شهود على كل ذلك.
وهل حصلت على (العمارة) أو أي شي آخر؟
- لا، لم أحصل على أي شي وللأسف أنه بعدما انتهى عقدي في فترة الأمير ممدوح بن عبد الرحمن بعد وفاة والده - رحمه الله - اجتمع بي للتجديد وقلت له لا أريد التجديد، بل أريد حقوقي وحصل أنني وافقت على التجديد مقابل الحصول على حقوقي المليونين ونصف ووافق سموه على ذلك بعد أن منحني مكافأة على توقيعي على بياض هي 50 ألف ريال وفي انتظار المليونين ونصف التي لم تأت حتى الآن!!
وبعد فترة الأمير ممدوح.. كيف تعاملت مع الموقف؟
- جاءت إدارة الأمير سعد بن فيصل ولم تستمر طويلاً، وهنا لا أنسى وقفة الأستاذ حسام الصالح، حيث جلس معي وأخبرته بالقصة وقال عندما تعود لمستواك أعدك بأن أسعى في أخذ مستحقاتك على اعتبار أنها ليست من مسؤوليات الإدارة تلك وأنا لست في حاجة لشرط عودة المستوى لأن هذا حق ولكني قد أتفهم كونها ليست من المتطلبات الأساسية للإدارة وأنها حقوق قديمة.
ومن تعتقد أن بإمكانة أن يحضر لك هذه المستحقات؟
- الرازق في السماء.. وأدعو الله ليل نهار بأن يرزقني الرزق الواسع الحلال وأنا لا أستجدي أحداً.. أنا فقط أطالب بحقوقي.
هل تعتقد أنك وقعت ضحية للثقة الزائدة؟
- الأمير عبد الرحمن بن سعود رجل ثقة والأمير ممدوح كان نائباً لسموه وتعاملي كان مباشراً مع الأمير عبد الرحمن ومن يعرف الأمير عبد الرحمن يعرف أنه ثقة ولكن لا يوجد في حوزته مال آنذاك.
مرت قضية حقوقك على كل الإدارات.. هل ذهبت الآن للإدارة الحالية التي يقود دفتها الأمير فيصل بن تركي؟
- كل من تعامل مع الأمير فيصل بن تركي يثني عليه.. أنا لا أقول ذلك مجاملة من أجل أن أحصل على حقوقي.. ولكن بصراحة لا يوجد بيني وبينه علاقة وقد استخدمت وسيطاً لإيصال مشكلتي لسموه وكان رد هذا الوسيط أن الأمير فيصل لا يريد أن يفتح على نفسه باباً حتى لا يحضر آخرون ويطالبون بحقوقهم القديمة.
هل ما يحصل للنصر من تراجع هو بسبب الحقوق المهدرة لمن خدمه في أوقات سابقة؟
- لا أستطيع أن أجزم بذلك ولكن بالنسبة لي فالنصر كيان عزيز على قلبي ومن خلاله عرف الناس علي يزيد والنصر ككيان له فضل علي ولكن الأشخاص والإدارات ظلمونا.
وكيف هو وضعك الآن.. هل تعمل وكيف تصرف على نفسك؟
- الوضع أسوأ من السيئ ولكن أنا لم أحضر هنا من أجل التشكّي فأنا لا أشكو حالي سوى إلى الله عزَّ وجلَّ ولكن أنا أطالب بحقوقي فقط وأنا متأكد من أن الكل يعرف بأنهم يدركون هذا الحق ويعرفون عني صدقي ولكن!!
هل تقدمت بشكوى لاتحاد الكرة؟
- هم يتذرعون بعدم وجود أوراق ولكن كلام المؤمن ثابت والعقد موجود ولكن لا يوجد نص حول مقدم العقد وإذا كانوا يعتقدون بأن ثقتي في الأمير عبد الرحمن غلطة فأنا لا أعتبرها غلطة، فهذا الرجل وقف معي كثيراً ولا أتنكر له ولو كان سموه حياً لما صار لي كل هذا.
وماذا يحصل خلف الكواليس بينك وبين أعضاء الشرف من أجل حقوقك؟
- أبداً، فتصفية الحسابات تضرب بقوة في مشكلتي فبعضهم يتصلون بي ويحفّزوني لشكوى أشخاص معينين للشرع وآخرون أتصل بهم ولا يردون علي، بل أتفاجأ بأن من يرد على هواتفهم أناس آخرون ممن حولهم وذلك هرباً مني لأنهم لا يستطيعون أن ينكروا حقوقي ولن يعطوني إياها.
يبدو لي أنك ممتعض من الجميع؟
- ليس الكل فأنا أحب أن أشكر في البداية نادي النصر الذي عرَّفني بالناس وتشرّفت من خلاله بالسلام على الملك فهد - رحمه الله - والملك عبد الله - حفظه الله - وسمو ولي عهد الأمين، وأشكر كل من وقف معي وهم جماهير نادي النصر الذين صبرت من أجلهم، وكذلك أشخاص وقفوا معي وفي مقدمتهم الأمير الراقي الخلوق تركي بن خالد - حفظه الله - الذي وقف معي عندما كنت في النادي وبعد رحيلي وحتى الآن، وكذلك الأستاذ حسام الصالح، وأشكر شاهر الصعيري وأشكر عماد الخزيم صاحب روم الرمز، وكذلك بندر السلطان وسلطان البخيت والشيخ سعد البريك.