جدة - عبدالله الدماس
قضت سيول جدة على معامل الأبحاث والحيوانات التي يحويها مركز الملك فهد للبحوث الطبية بجامعة الملك عبد العزيز بعد أن غطتها المياه. وقد دمرت السيول أجزاء من المبنى ابتداءً من البدروم الذي يعد نواة المركز لما يحويه من حيوانات ومعامل خاصة تجرى عليها تجارب. وأوضح مدير المركز الدكتور منصور إبراهيم سليمان ل(الجزيرة) أن المركز فقد ما تم جمعه طيلة 30 سنة من بحوث وسلالات نادرة من الحيوانات التي يجرى عليها تجارب يصل عددها إلى 60 ألف حيوان مختلفة المصادر من أمريكا وألمانيا ودول أخرى، إضافة إلى بعض الأجهزة الحساسة والدقيقة التي كانت تستخدم في عمليات إجراء الأبحاث.
وأشار د. سليمان إلى أن المركز بدأ التجارب بحوالي 40 زوجاً ثم تكاثرت إلى أن وصلت إلى 60 ألف حيوان متعددة السلالات مقدراً الخسائر المبدئية بأكثر من 100 مليون ريال.
وبيّن أن هناك فريقاً متخصصاً تم تشكيله برئاسة الدكتور عصام أزهر أستاذ الفيروسات الجزئية قام بإتلاف والتخلص من العينات بطرق علمية وباحتياطات احترازية حتى لا يتعرض الفريق لأي أضرار وفق طرق علمية صحيحة.وأضاف أن أهم الأجهزة والمختبرات التي تعرضت للتلف منها تمثّلت في مختبر بيض الحيوانات ومعمل تجارب الإشعاع ومحطة آلية لغسيل الأقفاص ومختبر الكيمياء الحيوية التجريبي وأجهزة تعقيم جراحية ومستودع المواد الكيمائية السائلة الخطرة ومختبر الفيروسات المستوى الثالث ومختبر المطفرات ومختبر تحليل المواد الكيمائية والصيدلانية ومختبر زراعة الخلايا ومختبر الجينوم ومختبر متكامل لفارماكولوجيا الإنجاب، إضافة إلى غرف يتم فيها إجراء عمليات خاصة بالحيوانات.
وأشار إلى أن ما زاد الوضع سوءاً هو انقطاع الكهرباء جراء دخول المياه إلى الشبكة الكهربائية، حيث إن بعض العينات تعمل على درجات معينة من البرودة.
وبيّن أن مركز الملك فهد للبحوث الطبية يعد الوحيد في منطقة مكة المكرمة الذي تتوافر فيه الإمكانيات لإجراء الأبحاث العلمية وخصوصاً أنه يحتوي على عدد كبير من الحيوانات التي تجرى عليها التجارب بجميع المجالات العلمية، وأن ما نسبته حوالي 70% من العاملين في المركز من النساء يعملن في جميع المعامل والمختبرات وبكفاءة عالية. وأضاف أن فرق من الصيانة تعمل على مدار الساعة لتنظيف المركز وشفط المياه المتجمعة وتجهيز مكاتب الموظفين خلال هذا الأسبوع ليبدأ الموظفون في الدوام، حيث يقضون إجازة استثنائية نظراً للوضع الحالي.
ويرى الدكتور سليمان أن الإسراع في إعادة تأهيل المركز يعد من أهم الأولويات لما لدوره من أهمية في تحقيق رسالة الجامعة نحو المجتمع وتأهيل الكوادر عالية التأهيل القادرة على المساهمة في التنمية والمساهمة في حل المشاكل الصحية.