Al Jazirah NewsPaper Wednesday  09/12/2009 G Issue 13586
الاربعاء 22 ذو الحجة 1430   العدد  13586

بلا تردد
عيدية مخرجات التعليم النسوي
هدى بنت فهد المعجل

 

كلُّ دائرة حكومية، كل قطاع، كل شركة، كل مؤسسة تقيم حفل معايدة لمنسوبيها بمجرد انتهاء الإجازة وعودة الموظفين إلى العمل. باستثناء السلك التعليمي النسائي!!.. قلما نقرأ أن مدرسة تعليمية نسائية، حكومية أو أهلية أقامت حفل معايدة لمنسوباتها أو للطالبات؛ حيث يبدأ اليوم كما ينتهي بحصة دراسية،

الطالبات أنفسهن لم يتهيأن لها وحلوى العيد باقٍ أثرها في فمهن وعلى لسانهن لم تتلاش! ثم نستقبلهن بحصة دراسية!! ويحدها غرباً what are you doing Huda، أو عن أبي هريرة، أو أسباب الحروب الصليبية، وأعربي ما (فوقه) خط، وطريقة عمل الكعكة الإسفنجية!!.

تتجه بناتنا، ونتجه صوب مدارسنا طمعاً (على أقل تقدير) في لوحة إعلانية علقت على جدار المدرسة الخارجي أو الداخلي تهنئ بالعيد المبجل. بقطعة شوكولا، أو حلوى، أو فنجان قهوة!! تشعر الجميع بأن الأجواء أجواء عيد، وأن العودة جاءت بعد مناسبة مبهجة، سارة، وعظيمة. فيجدن حواجب مقطبة ووجوهاً عابسة وعيوناً تكاد تقفز من فجوة أودعها الخالق بها، هذا لأنك تأخرت في الحضور الصباحي!! طالبة كنت، أو معلمة، أوإدارية، أو فراشة!!.

عدنا إلى الدوام الوظيفي تصحبنا أو ترافقنا أجواء شاعرية، ونسائم عطرية، بسماء حبلى بالسحب المكتنز ضرعها بالمطر.. فاض الضرع وانسكب على أرض عطشى ابتلت الأرض وابتل الشعر ولم تبتل قلوب البعض فيرتبوا للمعايدة المفترضة والأجواء تحرض عليها. وما من مستجيب لتلك المحرضات في السلك الموقر.

والمطر آخذ في التساقط على الأسقف، والأسطح، والممرات، وعلى الأرض أو وهو ينزلق على النوافذ الملساء سألتني إحدى طالباتي: لماذا لا نستفيد من هذا الموسم المبارك في الوقت الكريم ونخرج في رحلة مدرسية إلى مكان يثمن هذه السويعات الربانية وبالتالي ننحر روتينا اعتدناه على قارعة طريق سئمناه؟!!

فقلت لنفسي: (ومن سمعك!!).

تقليدية التعليم ضيعت على أذهان الفئة المسؤولة فكرة الابتكار تحت مسمى (التهيئة الحافزة للعطاء بعد الإجازة) وبالتالي أمسى العطاء أو(أضحى) و(أصبح) أو (بات)، قبل الإجازة لا يختلف عنه بعدها. ثم نتساءل عن العلة في تدني مستوى مخرجات التعليم وهي إلى التدهور أقرب!!.. تقليدية تكاد لا تختلف، إلا قليلاً من موقف الشاعر المنفلوطي:

يا قوم لم تخلق بنات الورى

للدرس والطِرس وقال وقيل

لنا علوم ولها غيرها

فعلّموها كيف نشر الغسيل

والثوب والإبرة في كفها

طِرس عليه كل خط جميل

مخرجات التعليم المتدنية لم تتدنّ عن عطاء جادّ، أو جهد متقن، أو سياسة محكمة، والروتين سيف قبل أن يريق الدماء يزهق الأرواح!! أرواح الهمة والنشاط والجِدَة أو العمل المنتج.

من الغباء ربط جدية الإنتاج، وصدق العطاء بحفل المعايدة ذاك!! لكن مناسبة الحدث (حدث المعايدة)، وتزامنه مع الزاوية أو مع موسم الأمطار الجارفة عذوبة، بجانب رصد مزاجية الطالبات وكسلهن أو ضعف رغبتهن في استقبال أول يوم دراسي بحصص أو حصة تعليمية أوجد هذا الجزء من الربط، وليس الربط كله. مخرجات التعليم ينبغي أن توائم سوق العمل، فهل من تلك المواءمة افتتاح التعليم بالحشو والتلقين كما ختم؟!.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد