بيان لجنة المسابقات الذي صدر مؤخراً يحمل مضموناً واحداً يتمثل في أن ما حدث هذا الموسم من سوء برمجة الموسم هو بمثابة قضاء وقدر.. حيث أعلنت اللجنة عبر بيانها أنها لا تملك أية حلول لتعديل الوضع وأن ما حدث هو قضاء وقدر.. فهذه هي مسابقاتنا.. وهذه هي إمكانياتنا.. وهذه قدراتنا.. ولذلك سيستمر الوضع في الموسم المقبل كما هو هذا الموسم وعلى المتضرر اللجوء للقضاء..!!
فالأعذار الواهية التي قدمتها اللجنة والتي قالت إنها لا تملك لها حلولاً تعد من وجهة نظرها نهائية ولا حلول أخرى.. حيث ستستمر التوقفات والعشوائية إلى أن يشاء الله.. فالتوقفات التي حدثت هي طبيعية ولا يوجد مناص من القبول بها واستمرارها هكذا رأت اللجنة وهكذا قررت.
والواقع أنني سبق وكتبت بعد الظهور الإعلامي لأعضاء اللجنة أنه لا جديد لديهم ولا يملكون القدرة على تصحيح الأوضاع وتعديلها في ظل إمكاناتهم وقدراتهم.. وها هم الآن يؤكدون ذلك عبر بيانهم الشهير الذي قطع قول كل خطيب.. وفي تصوّري أن عدم معرفة اللجنة وأعضائها بالطرق المتبعة في جدولة المباريات وكيفية برمجة الموسم هو السبب الرئيسي في كل ما حدث..
ففي الدول المتقدمة يتم تثبيت الأيام التي ستلعب فيها المباريات وليكن (مثلاً) الجمعة والسبت.. ومن ثم يتم توزيع أسابيع الدوري ومبارياته عليها من أول يوم وحتى آخر يوم في الموسم والذي يخصص لمسابقة الدوري.. بحيث يكون هناك فترة أسبوع بين كل مباراة والتي تليها.. وحين يصادف موعد المباريات فترة توقف إجبارية بسبب أيام الفيفا أو المناسبات والأعياد يتم ضغط الفترة السابقة واللاحقة للتوقف لتلعب الفرق في منتصف الأسبوع.. حيث تغطي الفترة كل المباريات المؤجلة.. ويمنح وقت مسابقة كأس خادم الحرمين للأبطال ووقت مسابقة كأس سمو ولي العهد والتي في الغالب تستقطع فترة شهر لكل منها لمسابقة الدوري بحيث تلعب كل الفرق فترة الموسم من أول يوم وحتى آخر يوم لمسابقة الدوري.
أما مسابقة كأس ولي العهد فتجري وسط الموسم وفي منتصف الأسبوع حتى المباراة النهائية التي تؤجل لنهاية الموسم كالمتبع في الدول الأوروبية.. وبهذا يكون لدينا فترة زمنية مناسبة للدوري وتبقى كل الفرق تلعب حتى آخر يوم في الدوري. وبالنسبة للمباريات المؤجلة للفرق المشاركة خارجياً فلا تؤجل أو تقدم أكثر من ثلاثة إلى أربعة أيام بحيث يكون لدينا فترة أسبوع في أغلب الموسم بين كل مباراة وأخرى وهذه سيستفاد منها بلعب المباريات التي تتزامن مع المشاركات الخارجية.. وهذا هو المعمول به في دول العالم مع أهمية عدم التقيد بطريقة إعداد الجداول المتبقية والمعتمدة على جدول عكس عقارب الساعة لأنها السبب الرئيسي في معظم التأجيلات. هكذا نستطيع حل 70% من مشاكل الدوري والمسابقات مع الالتزام بكل فترات التوقف للفيفا لأنها مهمة جداً سواء للمنتخب الوطني أو للأندية التي لديها لاعبون دوليون وذلك حتى لا تفقد الأندية لاعبيها في المباريات.. لكننا يجب أن نقنن فترات معسكرات المنتخب الوطني بحيث لا تتجاوز خمسة أيام في ظل عدم وجود استحقاقات دولية رسمية هامة.. وبذلك ننهي كل الإشكاليات التي عجزت اللجنة عن التعامل معها.
الهلال يرفض حسم اللقب
بتعادله مع الشباب الأسبوع الماضي فرط الهلال بحسم لقب الدوري لمصلحته عبر الانفراد بالقمة لوحده وبفارق ست نقاط عن الشباب وخمس عن الاتحاد.. ولو حدث ذلك لارتاح الهلاليون في الصدارة طوال الفترة المتبقية من الدوري.. فالهلال فرط في إبعاد منافسيه الاتحاد والشباب في وقت واحد حين تعادل مع الشباب في مباراة لم يحسن الهلاليون التعامل معها وتقدير أهميتها.. فلكي تحقق اللقب يجب أن تهزم منافسيك وأن تأكل بيديك.. دون الانتظار لنتائج الآخرين.. وهو ما لم يفعله الهلاليون الذين لعبوا مباراة فنية في الوقت الذي كان يفترض أن يلعبوا مباراة تكتيكية.. فالمباريات الكبيرة تحتاج للقتال والاندفاع البدني وتضييق المساحات أكثر من اللعب الفني القائم على بناء الهجمات والأداء الهجومي دون التركيز على الخصم وإنهاء خطورته.. فلو لعب الهلاليون مباراة كؤوس من حيث تضييق المساحات والرقابة والحرص على كل كرة والتحكم في مسار اللعب لخرجوا فائزين خصوصاً وقد تقدموا بهدفين في وقت مبكر.. لكن الفريق ظل يؤدي بنفس الطريقة بعد الهدفين ولم يحسب حساباً للخصم والمحافظة على التفوق وقتل اللعب والمباراة.. ولدى الهلاليين فرصة ذهبية للعودة لنفس الفارق النقطي مع الاتحاد عندما يلتقي الفريقان غداً.. فالفوز الهلالي سيرفع الفارق مع الاتحاد إلى خمس نقاط وهو فارق مريح سيحصر المنافسة مع الشباب انتظاراً للقادم من المباريات.. مشكلة الهلال أمام الشباب أن سبعة من لاعبيه لم يكونوا في أفضل حالاتهم.. فالكوري لي وأسامة هوساوي والغنام والزوري ورادوي وويلهامسون وياسر لم يكونوا في المستوى وبالتالي يعتبر التعادل في هذه الحالة مكسباً بالنظر للغياب الفني لمعظم اللاعبين.. فضلاً عن التعامل المفتوح مع المباراة وكأنها أمام أحد فرق المؤخرة.. فلو هاجم الهلاليون كما كانوا يفعلون في المباريات السابقة لكان ذلك مقبولاً.. حيث سيواصل الفريق اللعب بنفس النهج والطريقة وبالتالي يحترم استراتيجيته.. ولو دافع الفريق أيضاً وتخلى عن أسلوبه الهجومي لكان هذا أيضاً مقبولاً لأنك تلعب أمام خصم قوي ومنافس عنيد.. لكن الهلاليين لم يفعلوا هذه ولا تلك ولذلك فرطوا في فوز مهم وحاسم كان سيمنحهم اللقب مبكراً.
لمسات
التردد الذي حدث في التعامل مع إيقاف محمد نور والفترة الطويلة التي مكثها أصحاب القرار قبل إصداره يؤكد بالفعل أن لجنة الانضباط غير قادرة على تحمل المسؤولية والاستقلالية في اتخاذ القرار!