صدر حديثاً العدد الجديد من مجلة القافلة، التي تصدرها إدارة العلاقات العامة في أرامكو السعودية، وكما هي عادتها، فقد تنوعت موضوعات عدد نوفمبر ديسمبر وناقشت بين دفتيها عدداً من القضايا المهمة في مناخاتها المختلفة.
ففي مناخ القضايا ناقشت موضوع الهدر، حيث إن تحسن الأوضاع الاقتصادية في أي مجتمع يرفع وتيرة الميل إلى البذخ والهدر بسبب الاطمئنان إلى القدرة على تحمل التكلفة المالية، إلا أن التكلفة البيئية على عكس ذلك، حيث تدفع البيئة وبالتالي الإنسان ثمناً باهظاً للهدر والاستهلاك اليومي غير المسؤول، مما يتطلب وعياً لمنع الهدر والمحافظة على البيئة معاً.
وفي مناخ الطاقة والاقتصاد ناقشت القافلة موضوعين، أولهما حول عالم استكشاف الزيت والغاز وتطوره، حيث أصبح العلم القديم مجموعة من العلوم والتخصصات المتكاملة، أما الثاني فكان حول الإعلان الإلكتروني سواء على شبكة الإنترنت أو على الهاتف الجوال، ويتوقف عند تميّز هذا النوع من الإعلان عن باقي وسائل الإعلان التقليدية بالقسرية واختراق الخصوصية، التي أصبحت قضية اجتماعية مثيرة للجدل والتساؤل.
أما في مناخ العلوم فقد تطرقت القافلة لارتفاع معدل الأعمار في العصر الحديث على مستوى العالم بأسره بفعل تحسن نوعية الحياة اليومية وتطور العلوم وعلى رأسها الطب، لكنها ناقشت أيضاً الآثار السلبية لهذا الارتفاع على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي وما يستوجب تحسبه لذلك.وفي مناخ الحياة اليومية، طرحت موضوعاً ناقشت فيه ما يخبئه عنك الذين تتعامل معهم في حياتك العامة بشكل يومي، كالمصرف وورشة السيارات وعيادة الأسنان والمحامي والطبيب وصولاً إلى النادي الرياضي، إذ يبدو أن إخفاء بعض الجوانب عند إبرام الاتفاقات والعقود، بل حتى خلال سير العمل، باتت وكأنها جزء من مناهج بعض القطاعات، الأمر الذي كثيراً ما يسبب لاحقاً خيبات أمل كان يمكن تلافيها لو تم الاطلاع على حقيقة التفاصيل المخفية.
أما في المناخ الثقافي فتوزعت صفحات المجلة على موضوعين أحدهما فني حول انهماك بعض الفنانين المعروفين بتفوقهم في مجال محدد، بالعمل في مجال فني آخر، من خلال الفنان الإسباني الشهير بيكاسو الذي عُرف رساماً ونحاتاً، لكن قلة هم الذين عرفوا إنجازاته في مجال المسرح. أما الموضوع الآخر فهو عرض لرواية إكليل الخلاص، العمل الأخير للروائي محمد المزيني.وفي الختام، أفردت القافلة صفحات الملف هذه المرة لمفهوم البطل، والتحولات التي طرأت عليه عبر القرون، ودور الأدب والفن في رسم صورته وتقديمه قدوة ومثلاً أعلى.
جديرٌ بالذكر أنه قد تم تعيين الزميل الأستاذ محمد غرم الله الدميني نائباً لرئيس تحرير المجلة. وقد عمل الدميني في قسم النشر والعلاقات الإعلامية في أرامكو السعودية محرراً، ثم مسؤولاً عن مطبوعة الشركة الأسبوعية (القافلة الأسبوعية) ثم مشاركاً في تحرير المطبوعات الشهرية والفصلية، بما فيها مجلة (القافلة)، قبل أن يصبح رئيساً لوحدة النشر العربي فيها.
