بالأمس كتب الزميل العزيز جاسر عبدالعزيز الجاسر مقالة بعنوان (العد التنازلي لكسر قرون إيران) وقد أشار في مقالته تلك إلى أنه ثمة سيناريوهات (غربوامريكية) تشير إلى اقتراب ضربات عسكرية إلى إيران وذلك لازدياد تصلب إيران من قبل أحمدي نجاد ومرشد الثورة وبعض المراكز الدينية المتشددة في مسألة عدم قبول تخصيب اليورانيوم الإيراني لاستخدامه في الطرق السلمية خارج إيران، ونوه الجاسر إلى أن ما يقوم به بعض المسؤولين الإيرانيين من (مناطحة) أشبه ما تكون بما كان يقوم به النظام العراقي السابق أبان احتلاله للكويت وذلك عندما ركب رأسه مما أفضى إلى طرده كلياً من الكويت بل وجر عليه كارثة الاحتلال الأمريكي فيما بعد للعراق ذاته.
وأضاف زميلنا الجاسر أن الأجواء الآن في إيران هي نفس ما كانت عليه الأجواء في العراق أبان احتلال الكويت وأن الاستعدادات قد اكتملت للقيام بهجوم عسكري صاروخي أو بواسطة الطيران الحربي أو إنزال القوات في مناطق إيرانية محددة لإجبار قيادتها للانصياع لإرادة المجتمع الدولي وتكسر قرون إيران لإنهاء (المناطحة) مع الأسرة الدولية. انتهى كلام صديقنا الجاسر وابتدأ كلامنا تعليقاً على ذلك الكلام.
***
صحيح أن إشارات زميلنا هي بمثابة الإشارة الصفراء للخطر الداهم القادم للمنطقة برمتها ومع أننا في هذه المنطقة سواء أكنا عرباً أم عجماً لا نريد لجارتنا المسلمة سوى الخير والازدهار في كل المجالات الصناعية التي تخدم المنطقة، إلا أن هذا التعنت الصلب الذي عانينا منه سابقاً وجر للمنطقة الكثير من الويلات والذي يشبه تماماً ما أشار إليه الجاسر، مع أن صديقنا أبا عبدالعزيز لم يتذكر تهديد أحمدي نجاد بحرق إسرائيل كاملة مع أن التهديد بحرق نصفها من قبل النظام العراقي السابق جر للمنطقة كل هذه البلاوي فكيف النتيجة إن هدد أحد بحرقها كاملة (!!).
بالطبع هنا لا نلوم رجلا مثل نجادي فيما إذا تجاهل تهديدات الغرب لأنه يرى أن سبب هجوم أمريكا وحلفائها (هو علمهم بأنه سيظهر رجل من نسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم في هذه المنطقة ليقضي على جميع الظالمين في العالم كما تقول إيران (!!)، والشعب الإيراني من أنصار هذا الرجل (!!) وأن إيران لديها وثائق تثبت ذلك (!!)، وبالطبع لم يقل نجادي إن الأرض ستخسف بالجيش الذي سيهاجم إيران لأنه يدرك في طوية نفسه أن الجيش المهاجم سيهاجمها من السماء لا من الأرض عبر ما يملك من صواريخ وطائرات وبلاوي أخرى.
كما نأمل أن لا يقول نجادي إنه هو ذلك الرجل (المنتظر) أو أحد مؤيديه من ملالي إيران!!.
من هنا فإننا نعتقد أن أمريكا لن تقبل بتكسير قرون إيران فقط بل ستكسر الرأس الذي يحمل هذه القرون وبالطبع لن يكون (رأساً نووياً) كما يحلم الحالمون!! بل هو مجرد رأس (ظبي مابه عراش) كما يقول المثل وبالطبع هنا نأمل أن لا يأتي (متحذلق) يدعي الفهم بالسياسة ليقول لنا إن إيران تتحرك بدفع من أمريكا لمجرد (التهويش) على أهل الخليج وهنا ليسمح لنا من يرى ذلك بأن نقول له كان ذلك أيام (الشاه) مع أن الشاه كان (ينطح) بدون قرون!!
أما ساسة إيران اليوم فلا ينطبق عليهم سوى (الهوسة العراقية الشهيرة) التي تقول:
العنز ال.. كانت تحلب يمك
صارت تنطح وإلها قرون
وقد حان اليوم لأمريكا أن تكسر هذه القرون.