أن يكشف القناع عن رجال، وعن مروِّجٍ للخرافات وللميتافيزيقية المتخلفة، فهذا شيء معتاد، وهو ما نراه يحصل في العديد من الأقطار المتخلفة، فقد ادعى الكثير من المرجفين النبوة والعياذ بالله، وشهدت المدن العربية والإسلامية دعاوى كثيرة، وأصبح الناس في جميع الأقطار الإسلامية يعتبرون هذه النوعية من المدعين بأنهم مجانين، وأن ظروف الحياة وضعف قواهم العصبية تجعلهم يتصورون أشياء لا وجود لها.
كما أن ظهور أشخاص يتلبسون ثوب الدعاة ويزعمون قرب ظهور المهدي المنتظر، وأنهم تحدثوا مع الخضر في حلم رؤيا وغيرها من الأباطيل لا يمكن أن تستمر طويلاً وسرعان ما يكشف زيفها.. هكذا تعامل الناس مع ادعاء جهيمان وغيره من المرجفين. ولكن جهيمان لم يكن أكثر من (عريف) سرح من المؤسسة العسكرية التي كان يعمل بها بعد ظهور علامات انحرافه.. أما أن يظهر في هذه الأيام وفي هذا العصر الذي اتسعت فيها مدارك البشر، وأصبح الناس أكثر وعياً مما مضى، فهذا ما لا يمكن المرور عليه مرور الكرام، خاصة وأن المدعي هذه المرة والمرجف يحمل شهادة الدكتوراه في الهندسة ويشغل منصب رئيس دولة!!.. نعم ويا مصيبة العلم والعلماء، إنه فخامة الرئيس الدكتور المهندس الذي يزعم بأن الخضر تراءى له في المنام وبشره بالفوز بانتخابات الرئاسة الإيرانية التي لا يزال الشعب الإيراني يتظاهر ضد نتائجها المزورة!!.
وقبل أن يفيق الإيرانيون من هذا الزّعم، يضيف فرية أخرى، إذ يقول إن المهدي المنتظر -والذي هو من نسل محمد صلى الله عليه وسلم- سيظهر قريباً وفي هذه المنطقة، وسيقضي على جميع الظالمين، ولأن نظام جمهورية إيران الإسلامية الحالي من أنصار هذا المنتظر فإن كل القوى الظالمة تحارب هذا النظام..!!.
بالله عليكم بماذا يختلف الرئيس الدكتور المهندس عن جهيمان العريف المطرود؟!.. وما هو الاختلاف بين ثقافة النظام الذي يترأسه هذا المشعوذ عن ثقافة تنظيم القاعدة؟.. وبماذا يختلف سدنة نظام ولاية الفقيه في إيران عن (الدراويش) الذين يقابلونك أو يظهرون في الزوايا المعتمة وفي الأركان المهمة من أماكن العبادة، وهم يستلمون أكف الأيدي لتفسير خطوط الحياة في تلك الأيادي.
وعمَّ يختلف هؤلاء الذين يستيقظون صباحاً مدعين بأنهم شاهدوا رؤيا تفتح باب الانتصار، أمام قوى الاستكبار وتحكم اليهود في إسرائيل في حرب تموز، فتكون نتيجة تلك الرؤيا مقتل ألفي لبناني.
قبل الرئيس المهندس خدع جورج بوش الأمريكيين الأكثر علماً وفهماً وحضارة عن أهل الشرق، بادعاءاته بأنه يتلقى توجيهات الرب لشن حرب صليبية على أفغانستان والعراق فأغرق جنود بلاده في وحل لا مخرج منه واستقبلت آلاف الجثث.. واليوم يتحدث الرئيس المهندس عن رؤى ويهذي بقرب ظهور المهدي، ولا ندري إلى أين سيقود الإيرانيين هذا الهذيان؟.
jaser@al-jazirah.com.sa