لا يمكن وصف بيان لجنة المسابقات باتحاد الكرة الذي نشر في الصحف أمس الأول إلا أنه بيان مكابرة وبيان استفزازي للشارع الرياضي كاملاً.
فالبيان لم يصدر ليوضح أسباب توقفات الدوري الطويلة والغريبة، ولم يصدر ليعتذر عن أخطاء اللجنة بتلك التوقفات. ولكنه حمل لغة مكابرة غريبة عندما أكدت اللجنة أن التوقفات سوف تستمر أيضاً في دوري الموسم المقبل.
حسناً، لا غبار على التوقفات ولا اعتراض إن كان لها ما يبررها، ولكن أن تصدر هكذا كيفمائية وبتلك المدد الطويلة وتحت ذريعة يوم الفيفا مثلاً. فهذا غير مقبول إطلاقاً.
فيوم الفيفا هو يوم واحد فقط.. لذلك فإيقاف الدوري لمدة (17) يوماً لأداء مباراة دولية ودية واحدة للمنتخب أمر غير منطقي. ولا يدل على احترافية في العمل أو التنظيم. فيوم الفيفا لا يحتاج إلا لتجمع المنتخب لمدة أربعة أيام فقط، ثلاثة منها لأداء التدريبات واليوم الرابع لأداء المباراة إذا كانت داخلية، أما إذا كانت خارجية فيضاف لها يومان لسفري الذهاب والإياب. أي أن التوقف ليوم الفيفا لا يحتاج إلا لستة أيام فقط على الأكثر، وما زاد عن ذلك فهو هدر وتبديد للوقت.
ولا نريد أن نفتح صفحات التوقفات السابقة التي أدعي أن السبب فيها هو يوم الفيفا، بينما الحقيقة أنها توقفات مبرمجة مسبقاً على اعتبار أن منتخبنا سيتجاوز البحرين في ملحق تصفيات المونديال ويقابل نيوزيلندا في مباراتي ذهاب وإياب. وعندما خرج منتخبنا من البحرين ظلت فترة التوقف كما هي ولم تكلف لجنة المسابقات نفسها عناء إعادة تنظيمها واضطر القائمون على شؤون المنتخب لترتيب مباراتين بديلتين فكانت مباراة تونس التي تمت على عجل وعانى منها المنتخب في سفره ذهاباً وإياباً، ثم مباراة بيلاروسيا. وهاتان المباراتان غير المهمتين كلفتا الدوري توقفاً لمدة (33) يوماً.
وأعتقد أن التوقفات التي لا توازن بين مصالح المنتخب ومصالح الأندية تعود لكون مدير عام المنتخب هو نفسه رئيس لجنة المسابقات..!! وبالتالي فمصالح المنتخب (الكمالية) مقدمة لديه على مصالح الأندية (الأساسية).
فما مقدار ما كسبه المنتخب فنياً من مباراتيه أمام تونس وبيلاروسيا مقابل ما خسرته الأندية من توقفات الدوري لأداء هاتين المباراتين.!؟ للأسف لم يكسب المنتخب كثيراً في حين خسرت الأندية الشيء الكثير، حيث رأينا تذمر مدربي الفرق من هذه التوقفات التي أضرت بخططهم وبرامجهم التدريبية وجعلتهم بعد كل توقف يعودون للعمل من نقطة الصفر. وفي هذا إهدار للوقت والجهد والأموال على الأندية. وبعض الفرق تتعثر وتفقد نقاطاً عند الاستئناف بعد أن كان خطها البياني في ارتفاع قبل التوقف.
ومرة أخرى أعود وأؤكد أن توقفات الدوري التي أعلنتها لجنة المسابقات لأيام الفيفا خلال الموسم القادم إذا تجاوز أي منها ستة أيام ففي ذلك إهدار وضياع للوقت وعدم اكتراث بمصالح الأندية.