Al Jazirah NewsPaper Monday  07/12/2009 G Issue 13584
الأثنين 20 ذو الحجة 1430   العدد  13584
الباحث الفلكي الزعاق لـ (الجزيرة):
أمطار (الوسم) تأثرت بمنخفضات هضبة جبال البحيرات ومسطحات البحر الأحمر المائية

 

الجزيرة- جمال الحربي :

أوضح الباحث الفلكي خالد الزعاق ل(الجزيرة) أن أجواء المملكة استقبلت مع بداية موسم الأمطار لهذا العام منخفضات جوية تصدرها هضبة البحيرات وهذه الهضبة تنحدر بوجه عام من جنوب إفريقيا إلى الشمال نحو سهول السودان وهي المصدر الدائم لمياه النيل الاستوائية لأنها تغذيه بالمياه معظم شهور السنة لاحتوائها على بعض قمم الجبال العالية التي تغطي بعضها الثلوج الدائمة مثل جبل كلمنجارو وجبل كينيا مضيفا بأن المصدر الرئيس للأمطار الغزيرة التي هطلت على المملكة منخفضات البحر الأحمر التي تعتبر امتدادا لهضبة البحيرات والبحر الميت والفسحة الواقعة بين جبال لبنان الشرقية وجبال لبنان الغربية.

وقال الزعاق: إن هذه المنخفضات تمر على مسطحات البحر الأحمر المائية وتتزود بالرطوبة وتمر على المنطقة الغربية وتعبر جبال تهامة ولا تؤثر بها ويبدأ تأثيرها من المدينة المنورة ويمتد نحو أعماق المنطقة الوسطى والشرقية وإذا صادفت طبقة باردة في طبقات الجو العليا تمطر السماء بأمطار غزيرة تسير على إثرها الأودية العظيمة كوادي الرمة وهو من أطول أودية العالم التي تشق الصحراء الجافة ومن أعظم وأهم أودية المملكة وذلك لاتساع عرضه وطوله فيتسع في توسعه ويسيطر على مساحة واسعة وشاسعة ويبلغ طوله من المدينة إلى القصيم 650 كيلو تقريباً.

وأضاف: إنه في نهاية الدورة المناخية المتوسطة التي تمتد من 35 إلى 40 سنة تقريباً تجهض هذه المخفضات ولا يكتمل حملها إلى أحشاء المملكة وتنزل ما في جعبتها من مياه على المنطقة الغربية كما حصل في جدة يوم الأربعاء 25 نوفمبر 2009م الموافق 8 ذو الحجة 1430هـ ولو رجعنا القهقرى إلى نهاية الدورة المناخية المتوسطة المنصرمة لوجدنا أن مدينة جدة أمطرت بمثل هذه الأمطار الغزيرة في شهر نوفمبر في عام 1969م الموافق لشهر شعبان في عام 1389هـ وبلغت في حينها 96 ملم وحينذاك لم تحصل كوارث بشرية كما حدث في هذه الأمطار والسبب ليس في ذات الأمطار بل في كيفية التعامل معها لأن السنن الكونية لا تجابه أبداً ولا تتغير والله سبحانه يقول (ولن تجد لسنة الله تبديلا) وقال أسلافنا رحمهم الله (خلو كل سيل ومجراه) أي ابتعدوا عن مجاري السيول ويقولون أيضا (لا تنام في المسيل ولو بالمقيل) كناية عن الحذر الشديد عن الجلوس في مجاري السيول ويقولون أيضا (المطر ما يمرح بالصفرا) والصفراء هي الأرض المرتفعة. وموتانا في أحداث جدة هم ضحايا من لا أمانة لهم، وضحايا سوء التخطيط البشري.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد