الأحساء - رمزي الموسى
أحيت المجالس الأسرية في محافظة الأحساء القيم الإسلامية التي أوصى بها الدين الإسلامي من أجل الحفاظ على الأواصر الاجتماعية والتلاحم الأسري والترابط الاجتماعي من خلال سعي العديد من الميسورين مادياً وعمداء الأسر بإنشاء مجالس أسرية حتى باتت أحياء الأحساء لا تكاد تخلو من تلك المجالس التي تمثل اللحمة الاجتماعية فيما بينهم، وقد وجدت المجالس اكتفاء نسبياً في الإنشاء؛ لحرص الأجداد في الماضي على التمسُّك بعادات إيجابية تمثلت في إنشاء تلك المجالس التي نهضت بأدوار ثقافية وأدبية من خلال استضافة العديد من رجال الأدب والعلم والثقافة والدين حتى أصبحت منابر علمية تفيض بمختلف العلوم والمعارف التي وجدت تنافساً حميماً فيما بينها في سبيل الرقي بالأنشطة المختلفة، واستمر عمل الأبناء في تطوير البناء وتوسعته واستمرار وتطوير فعالياته. وعهد أبناء الأحساء المجالس؛ عشقاً لنمو التلاحم الاجتماعي الذي تعدى الأسري ليشمل اجتماع أبناء حي أو أحياء مختلفة؛ فوجدت تلك الأسر متنفساً حقيقياً لمناشطها ورحمة من الله سبحانه الذي جعل للمسلمين مناسبتين عظيمتين، هما عيد الفطر وعيد الأضحى؛ لتكتظ المجالس الأسرية بمرتاديها زاهية بأجمل العبارات، مباركين تلك المناسبات الجليلة التي تزيد من التلاحم وتصفي الخلافات.. ووجد الأهالي فرصة للتعاون الاجتماعي باستغلال تلك المجالس أماكن لاستضافة المناسبات السعيدة كالأفراح ومناسبات الخطبة، إضافة إلى مناسبات العزاء، حيث تميزت الأحساء بمختلف قراها بتلك المجالس التي قد تفتقر إليها عدد من المناطق التي ضاق بها الحال لاستئجار صالات لمناسباتها في الأفراح أو العزاء، واعتبرت المجالس أحد أبرز السمات التي تميز الأحساء وحرص مؤسسيها على استمراريتها جيلا بعد جيل، رغم ما يشوب الأراضي من ارتفاع مطرد، ولكن تبقى فكرة التواصل والألفة بين المجتمع الأحسائي فوق المادة؛ لما تمثله من استمرارية ووسيلة لقطع الخلافات التي قد تشوب البعض وإصلاحها في تلك المجالس بين الأهل والأصدقاء.