Al Jazirah NewsPaper Monday  07/12/2009 G Issue 13584
الأثنين 20 ذو الحجة 1430   العدد  13584
(قويزة) يتجاوز الآلام بالعودة إلى الحياة.. ورفع الأنقاض ما زال مستمراً

 

جدة - فهد المشهوري

عادت الحياة من جديد إلى حي قويزة، وذلك بعد أن ملأت رائحة جثث الذين غرقوا في فيضانات جدة الأربعاء قبل الماضي أرجاء حي قويزة خلال الأيام الماضية؛ حيث يعد أكثر أحياء المدينة تضرراً بسبب وقوعه على مجرى السيل، إضافة إلى استمرار الجهات المعنية في عمليات الانتشال ورفع الأنقاض منذ حدوث الكارثة حتى اليوم.

وخلال جولة ل(الجزيرة) داخل الحي المنكوب أمس لوحظ عودة أصحاب المحال في شارع جاك إلى محالهم المنكوبة؛ حيث قاموا بإخراج بضائعهم التي تعفنت في محاولة يائسة للخروج ببعض منها سليمة، إضافة إلى الأجهزة التي كانت داخل محالهم، والتي جاء عليها التلف بالكامل.

وفي محطة وقود تقع عند مدخل قويزة على طريق الحرمين السريع تواجدت هناك عدد من لجان الإغاثة وتوزيع الإعانات وتسجيل الأضرار، كما قام الدفاع المدني بعمل مركز للعمليات الميدانية؛ وذلك بهدف التدخل في الوقت المناسب.

وينتشر الدمار الذي خلفته الفيضانات في كل شارع ومدخل من مداخل الحي؛ حيث تتراكم السيارات بكافة أحجامها وموديلاتها متقلبة ومعطوبة، فيما انهارت بعض أسوار المنازل واقتلعت السيول أبوابها، حتى المساجد دمر أغلبها وأُتلف أثاثها، إلى جانب قاعات الأفراح التي شوهتها السيول وجعلتها رمزاً للمآتم والأحزان التي عايشها سكان الحي في يوم الأربعاء العصيب.

وقد جرفت السيول التي دمرت المنازل والمحال التجارية كل ما احتوته هذه الأماكن من أثاث وبضائع بمختلف أشكالها؛ حيث استقرت. ويبدو وادي قوس في أزهى عصوره!؛ حيث تتراكم فيه أكوام من الأثاث بمختلف أصنافها والبضائع من مواد بناء وقطع غيار سيارات وأجهزة كهربائية معظمها بدت مغلفة، كما أقبلت عليه العمالة الوافدة لاقتناص بعض هذه البضائع.

ولا تزال أعمال رفع الأنقاض في الحي مستمرة بآليات ضخمة قد تكون تدخل الحي للمرة الأولى، وتواصلت أعمال الرافعات الضخمة في انتشال السيارات الخربة والمعدومة، إضافة إلى فتح الطرق الرئيسية داخل الحي. الغريب في الأمر أنه من المعتاد أن تقف خطوط الضغط العالي للكهرباء شامخة، إلا أنها في قويزة سقطت على قارعة الطريق، وبدت خطوط ضغط منخفضة؛ ما شكّل سقوطها بهذا الشكل خطراً على سالكي الطريق بسياراتهم أو المشاة.

رياض الحربي من سكان الحي يقول: ننتظر الآن أعضاء اللجنة، قويزة لا يوجد بها أحد غير عمال أجانب وسائقين.. لقد فقدت ثماني سيارات وسيارة أبنائي، إضافة إلى التلفيات التي لحقت بالعمارة، خسائري تجاوزت المليون ريال.

واستطرد في رواية مشاهداته قائلاً: السيل لم يأت دون إنذار؛ فقد قدم من أودية بعيدة؛ فكيف بالدفاع المدني لم ينذرنا ولم نشاهد أحدا؟! إنني أحمل الدفاع المدني وأمانة جدة نتيجة ما حدث.. كيف يتحدث البعض عن عشوائية قويزة ونحن نملك صكوكا شرعية وحصلنا على دعم صندوق التنمية العقاري؟ وعلى أي أساس تم تصنيفنا ضمن الأحياء العشوائية؟!!.. نحن نسكن في مخطط معتمد وحصلنا على تصريح البلدية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد