في كتابه (قبائل قحطان المذحجية) نقل الأستاذ عبدالله بن محمد بن محمس نصاً عن العالم الأندلسي الشهير ابن حزم، أعقبه بالجزم بأن النص مبتور وبحاجة إلى إيضاح من المختصين.
هذا ما توصل إليه صاحبنا، وفي جلسة نقاش ساخنة (وإن شئت قل محاكمة لابن محمس) وقف الأستاذ عبدالعزيز بن عميرة - وهو باحث مهتم - عند هذا النص كثيراً، وقدَّم له بعض التفسيرات، ومثله فعل زميلنا الأستاذ نايف الوسمي مؤلف الكتاب الوثائقي (الوثائق المنيرة) الذي قدَّم تفسيرات أخرى. لن أتحدث عن هذا النص الآن؛ فالحديث في تفسيراته تطول، وإنما أريد هنا مناقشة ما قاله مؤلف الكتاب في كتابه ثم في النقاش مع الزملاء في تلك الجلسة؛ حيث قال ما نصه: (هذا كلام مبتور، بحاجة إلى إيضاح من أهل العلم نفع الله بعلمهم المسلمين).
هذا ما قاله الرجل، وهو بحاجة إلى وقفة، وإن شئت قل إلى سؤال هو: هل يحق للمؤلف أن يأتي بنص معين عن ابن حزم أو غيره من العلماء ثم يذكر أن النص مبتور وغير ممكن الاستفادة منه ولا يقدم لماذا حكم بأن النص مبتور، أي هل هذا تقصير في البحث؟ أو أن هذا الأمر يحسب للمؤلف أنه نقل النصوص عن العلماء. وأشار إلى أنه اطلع على النص وقدَّمه للمختصين لمناقشته ومن ثم وضع الرأي الصواب في الطبعة القادمة من الكتاب.
قد يرى بعضهم أن المؤلف لم يقصِّر بل كان شجاعاً بأن يعترف للقارئ بأنه - وبصراحة شديدة - لم يتبين له المقصود بهذه الكلمة أو تلك.
في تقديري أن المؤلف لم يخطئ، ولكنه قد وضع تساؤلاً عند القراء كان الأولى به أن يجبهم عليه، ولا يضعهم في حيرة، وأن المؤلف هو الذي يجب أن يجيب عن هذا التساؤل للقراء لا أن يضعهم في حيرة.
tyty88@gawab.com