المدينة المنورة - علي الأحمدي
لم تشهد المدينة المنورة أمطاراً (كوارثية) ولله الحمد كالتي طالت محافظة جدة في الآونة الأخيرة، لكن ما حدث هناك كشف المستور وفتح أذهان الآخرين إلى ضرورة إعادة الحسابات وتصحيح الأمور قبل تكرار الفاجعة.
فطبيعة المدينة المنورة الجغرافية تؤكّد اختراق الأودية لها من العمق والأطراف، وكانت هذه الأودية وما زالت بعيدة عن المساس بمساراتها (فدرب السيل للسيل ولو طالت المدة) كما يقولون، ويعد حي العزيزية (غرب المدينة) من الأحياء الحديثة والمأهول بالسكان وقد تم مراعاة مسار أوديته الكثيرة عند اعتماد مخططاته ولا سيما الوادي الرئيس فيه والممتد من الغرب إلى الشرق، إلا أن هذا الوادي الطويل بات يسبب القلق والهاجس الوحيد للسكان من خلال عزله عن الأودية الصغيرة المتصلة به وكذا عدم اتساعه (عرضاً وعمقاً) في بعض المواقع إلى جانب بعض السلبيات في بناء (العبارات) وحشو جوانبها بالمخلفات والكفرات كما تكشفها إحدى الصور مع ضيق الفتحات وعدم وجود سواتر أسمنتية تمنع الانهيار، فيما تكشف صور أخرى تداخل أحد المخططات السكنية مع مجرى ذلك الوادي الأمر الذي قلّص عرض مساره الحقيقي إلى النصف تماماً بما ينذر بمخاطر مستقبلية واضحة على البنيان الملاصق، وبالتالي فإن الحذر مطلوب والوقاية خير من العلاج.