رغم الظروف البيئية والمناخية القاسية فقد استطاعت إمارة دبي أن تقفز من الفقر المدقع إلى الثراء الهائل بل وأصبحت عاصمتها من أغنى دول العالم لدرجة أنها أخذت تطاول أكثر العواصم رقياً وحداثة وحضارة، كما استقطبت رؤوس الأموال من كل بقاع الكرة الأرضية وتنافست الشركات العملاقة إلى أخذ موضع قدم على رمالها الذهبية وبالطبع كان الداعي إلى هذه النهضة هو فكر حاكمها السابق- رحمه الله- والذي قيل عنه أن تجار ورجال الأعمال في دبي حينما جاؤوا يشتكون إليه من التجارة الوافدة وبناء الأبراج والمجمعات العملاقة التي أخذ يشيدها رجال وفدوا إليها من بلدان الحضارة التقليدية، أقول: إن حاكمها السابق قال لهم وهل تعتقدون أن هؤلاء الأجانب سيأخذون أبراجهم ومجمعاتهم معهم إلى بلدانهم حينما يعودون إليها مهما طال بهم المكوث على أرضكم؟ وأضاف سموه آنذاك دعوا الجميع يبنون دبي فهي المستفيدة أولاً وأخيراً منهم. وبالفعل تقاطر إليها التجار من كل حدب وصوب، وأجاد شقيقه الحاكم من بعده محمد بن راشد آل مكتوم استقطاب رأس المال العالمي ووقع على العديد من المشاريع الجبارة مهما كانت غرابة هندستها بل وغرابة فكرتها أساساً مثل برج العرب وجزيرة النخلة والفنادق المتعددة الأشكال والتصاميم. وهكذا أصبحت دبي (دانة) على ساحل الخليج تضاهي أرقى العواصم والمدن في العالم ودبي لم تعتمد أو بالأصح لم يعتمد حاكمها على البنية التحتية فقط بل أنشأ بنية فوقية من الثقافة والإعلام والمدن الجامعية الراقية من حيث المستوى والسمعة الأكاديمية. ومن هنا ما دامت دبي أصبحت موقعاً مؤثراً في الاقتصاد العالمي فمن الطبيعي أيضاً أن تتأثر فيه، ولا سيما إذا عرفنا أن أمتن الدول -اقتصادياً- قد تأثرت تأثيراً بالغاً بالهزة الاقتصادية التي اجتاحت عواصم المال والأعمال. ومع أن دبي والحمد لله - لم ولن تصل بإذن الله للإفلاس - كماجاء على لسان حاكمها الحكيم بل كل ما طلبته مجرد جدولة ديون ليس إلا مثلها مثل سائر الدول المؤثرة. التي تاثرت والتي جاءت على رأسها أمريكا بكل ما تملكه من قوة اقتصادية. إذن لست أعرف ما هو سبب (التشفيّ) الإعلامي - وخصوصاً- العربي على ما حل بهذه (الدُرّة العربية) النادرة التي يفتخر بنهضتها كل عربي صميم مما يدعونا للقول (ما للعدو فرحة). فدبي لها أخواتها وشقيقاتها الخليجيات أيضاً مهما بلغ الخ