الجزيرة - عبدالله البراك
اتفق محللون على ان الهبوط المفاجئ للسوق السعودية خلال مطلع تداولات الأمس سببه أزمة دبي وقالوا: على الرغم من تطمينات مؤسسة النقد حول تعرض البنوك السعودية لديون دبي العالمية التي قالت إنها محدود جدا، إلا أن المتابعين للسوق مع أول جلسات التداول تفاجأوا بتراجع المؤشر 125 نقطة ليعود بعدها وخلال نصف ساعة ليعوض حوالي 50% مما فقده.
يرى أستاذ المالية الدكتور محمد المسهر أن جس النبض هو سبب الهبوط المفاجئ خاصة ان المتداولين كانوا في ترقب لنتائج الشركات في تداولات الأسبوع الأخير قبل الإجازة، وأضاف: إن ربط البعض سبب الهبوط بأزمة دبي غير منطقي وظهور تصريح محافظ مؤسسة النقد قطع الطريق أمام الإشاعات، وبرأيي أن ظهوره في هذا الوقت كان إيجابيا وقضى على الإشاعات.
وأضاف المسهر: نتمنى أن تستمر هذه السياسة كونها تعطي السوق الثقة خاصة ان تعامله مع الحدث كان شفافا كما أن التصريح أدى دوره وحمى السوق من هبوط كان متوقعا ان يكون أكبر مما حدث.. وتابع: هذه السياسة يجب أن يتبعها المسؤولون الذين لهم ارتباط مع السوق المالية وطالب المسهر المتداولين بالتعامل مع السوق حسب أهمية الأحداث.. واضاف : السوق في رأيي تمر بمرحلة ترقب لنتائج الشركات.
من جانبه قال المحلل الفني ماجد العمري ان سبب الهبوط هو خوف غير مبرر من قبل المتداولين وأيضا عمليات بيع قد تكون متسرعة.
وأوضح ان ما حدث في السوق لا يتعدى كونه ردة فعل لأحداث دبي، مؤكداً أن نتائج الشركات هي الاستحقاق الأهم الذي ينتظره السوق وقال: المتداولون بحاجة إلى التطمينات وما فعله محافظ مؤسسة النقد هو التصرف السليم الذي نتمنى استمراره من قبل المسؤولين، حيث تعامل مع الحدث بسرعة وشفافية وصراحة متناهية وهذه هي الواقعية المطلوبة.
أما محلل الأسواق المالية المحلية والعالمية فايز الحمراني فربط سبب الهبوط إلى تأثر السوق بالأحداث العالمية التي يرى انه منطقيا، حيث برر ذلك بأن المتداول في أي سوق مالي يتعامل بحذر مع الارتفاعات غير المدعومة بسيولة مناسبة خاصة ان الذهب والنفط يمران بمرحلة تصحيح نوعا ما قاسية إذا ما تابعنا هبوط الذهب.
وأضاف الحمراني: عملية الربط بالأسواق العالمية منطقية خاصة ان الشركات القيادية مرتبطة بشكل وثيق بالأسواق العالمية من ناحية أسعار النفط والمنتجات البتروكيماوية، فهناك ارتباط بين الشركات القيادية في السوق السعودية والأسواق العالمية
وحول عدم تأثر السوق المحلية بالأخبار الإيجابية العالمية قال الحمراني: اعتقد أن هناك إشارات اقتصادية إيجابية ولكن لابد أن نقر بأن المنطق الصحيح هو ما قاله محافظ البنك الفيدرالي بأن هناك إشارات تعافي ولكن الاقتصاد ما زال ضعيفا ويحتاج إلى دعم.
أما الدكتور محمد المسهر فقال: يجب أن ندرك بالفعل أن السوق مرتبطة بالأسواق العالمية خصوصا الارتباط النفسي للمتداولين الذين كانو مع بداية التداولات يترقبون توجه السوق قبل الدخول وينتظرون نتائج الشركات وحول عدم تأثر السوق بالأخبار الإيجابية قال: يجب أن يتعامل المتداول باحترافية مع هذه الإشارات فعند ظهور الإشارات الإيجابية تكون هي الفرص المواتية للاستثمار والعكس.
وعن نتائج الشركات قال الحمراني: يجب أن ندرك أن نتائجها كانت تتحسن ولم تكن إيجابية ولكن هذا لا يمنع أن هناك شركات وصلت إلى مناطق سعرية لا تعكس القيم الحقيقية لها مع عمليات الهبوط وأضاف: النتائج إذا جاءت إيجابية فستعطي اشارة تشجيع لاستمرار الدعم.