المعلومات التي تتسرب عن عمد وبعضها يكشفها الساعون عن نشر الحقيقة من صحفيين وباحثين عن السبق الإعلامي، والتحركات والأقوال التي تشهدها أكثر من عاصمة غربية، جميعها تشير إلى أن سيناريوهات توجيه ضربات عسكرية إلى إيران باتت جاهزة وأنها نقلت من الورق إلى مناطق التدريب والتمارين العسكرية، وأن العد النهائي لهذا العمل العسكري قد بدأ وأن توزيع المهام على الدول والسياسيين والعسكريين قد اكتمل.
أولى الإشارات تواصل توجيه الإنذارات النهائية إلى إيران، البداية كانت من واشنطن ثم تبعتها باريس وبعدها بريطانيا، ثم ألمانيا، وقبل ذلك روسيا الاتحادية، ولم يبق من 5+1 سوى الصين التي التقى قادتها مع الرئيس أوباما، ولا بد وأن موضوع إيران كان على بساط البحث.
هذه الدول تكاد تكون قد أجمعت على أن نهاية العام الميلادي هو آخر موعد لتنفيذ إيران الشروط التي وضعتها الدول الست، وأهمها قبول إيران بتخصيب اليورانيوم التي تقول إنها تريد استعماله في البرامج السلمية خارج إيران.. هذه الشروط لا يمكن التنازل عنها، خاصة بعد أن فقدت هذه الدول والمنظمة الدولية للطاقة الذرية ثقتها في إيران بعد ادعاء الغرب والمنظمة بأن إيران أخفت عنها كثيراً من الحقائق وأنها كذبت عليهم.
في المقابل يزداد موقف إيران تصلباً، بل يرى كثير من متابعي ملف إيران أن أحمدي نجاد ومعه مرشد الثورة، وبعض المراكز الدينية المتشددة تدفع الموقف إلى الصدام مع الأسرة الدولية، وأن ما يقوم به بعض المسؤولين الإيرانيين من (مناطحة) أشبه ما كان يقوم به النظام العراقي إبان احتلاله لدولة الكويت، حيث قدمت له كل فرص النجاة من فعلته البشعة المتمثلة في الاعتداء على دولة مستقلة واحتلالها، وسحب قواته، إلا أن رأس النظام ركب رأسه حتى طرد جيشه شر طرد، وكانت بداية الانهيار والدمار.
الآن الأجواء في إيران نفس ما كانت عليه الأجواء في العراق إبان احتلال الكويت فكل الدلائل والمؤشرات تشير إلى أن الاستعدادات قد استكملت للقيام بهجوم عسكري صاروخي، أو هجمات بالطيران الحربي، أو إنزال لقوات في مناطق محددة تشهد بدايات للتمرد على النظام أو كل هذه مجتمعة. وسواء أعطيت المهمة للإسرائيليين أو للأمريكيين فإن كل المؤشرات تقول: إن إيران معرضة لهجوم عسكري لإجبار قيادتها للانصياع لإرادة المجتمع الدولي وتكسير قرونها لإنهاء المناطحة مع الأسرة الدولية.
jaser@al-jazirah.com.sa