المواقف التأريخية لملك الإنسانية وملك القلوب صقر العروبة لم تكن مستغربة على هذا الملك الإنسان المؤمن العادل. الذي نذر نفسه لخدمة دينه ووطنه وأمته. إن أمره الذي يحمل الرقم أ - 91 وتاريخ 13 - 12 - 1430ه ....
....والذي ينص على أمور مهمة ومن بينها تشكيل لجنة برئاسة الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة. حول ما حدث لعروس البحر الأحمر - جدة من سيول راح ضحيتها عدد من الشهداء وتسببت في خسائر مادية كبيرة. لقد كان أيده الله حازماً كعادته وقت الحزم عندما أكد محاسبة كل مقصر.
وكان حفظه الله أميناً عندما أكد الأمانة وأكد محاسبة كل من يخل بهذه الأمانة، كان أيده الله عطوفاً كريماً عندما أمر فوراً بصرف مبالغ مالية لكل من لديه شهيد وكذلك تعويض كل المتضررين.
هذا الموقف التاريخي النبيل يضاف إلى مواقفه المشرفة نعم يا سيدي ويا مليك بلادي ويا خادم الحرمين الشريفين.
عرفناك بأنك لم ولن تتخاذل أمام الأحداث والفواجع ولم تكن متردداً في يومٍ من الأيام بإصدار الأمر الذي يهدف إلى رفعة الدين ثم الوطن وأمتك العربية والإسلامية.
عرفناك يا سيدي إنك طيلة حياتك المديدة بحول الله لم تصدر أمراً فيه مضرة لأحد أفراداً وجماعات وشعوباً.
عرفناك يا سيدي أنك تتألم لكل حدث في العالم يذهب نتيجته ضحايا أبرياء.
عرفناك يا سيدي إنك تفرح لكل مواطن وتسعد بسعادته.
عرفناك منصفاً عطوفاً حنوناً متواصلاً مع شعبك الذي يرفع الرأس عالياً بمواقفك وشهامتك وأصالتك ومروءتك.
عرفناك يا سيدي إنك مؤمن صادق لا تأخذك بالله لومة لائم وإنك يا سيدي أبو المكارم كلها سيدي إن كل ما تضمنه أمركم الكريم ينص على أن هذا الوطن سيبقى شامخاً عزيزاً كريماً آمناً مستقراً وان يبقى هذا الشعب أبياً مؤمناً برسالته مدافعاً عن عقيدته مطبقاً مبادئ الإسلام السمحة.
سيدي إن ما أصاب أهلنا وأحبتنا في جدة هو مقدر وكل ما هو مقدر لا مفر منه، صحيح أن الألم كبير وأن الفاجعة أكبر وأن الحدث جلل ولكن العزاء الوحيد هو أن هؤلاء الشهداء ذهبوا إلى جوار ربهم مع النبيين والصديقين.
أما ذووهم فإنك يا سيدي قد ضمدت جراحهم ومسحت عنهم أحزانهم ومآسيهم من خلال وقفتك الأبوية الحانية وبمشاعرك الكبيرة، لقد احتويتهم بقلبك الكبير وأكرمتهم بجزيل العطاء، وعرفوا أنك معهم في السراء والضراء.
لقد عرفناك يا سيدي أباً وقائداً وحامياً للوطن أدام الله عزك.
* * *