تقول الطرفة الإنجليزية إن الأول قال للثاني: لقد علمت كلبي كيف يصفر، قال الثاني: وهل يستطيع كلبك أن يصفر الآن؟ قال الأول: لا أعلم، ولكنني قلت لك إنني علمته كيف يصفر. ومع احترام فارق التشبيه أقول: مطلوب منا في مدارسنا وجامعاتنا أن نعلم طلابنا كيف يصفرون، لكننا للأسف لا ندري ولا نريد أن ندري إن كنا نجحنا في تعليمهم تلك المهارة أم لا. بعبارات أخرى أقول: نحن للأسف نقدم لطلابنا تعليماً (Teaching) لا ينتج تعلماً (Learning). إنه أمر محزن أن نبني المدارس ونستأجر المعلمين ونطور المناهج ثم نأتي في النهاية لنخرب بأيدينا كل ما عملناه ونقدم لطلابنا تدريساً متدنياً ومتواضعاً. دعونا نترك هذا الحديث الإنشائي جانباً، ولنذهب إلى البحث العلمي التربوي لنرى مصداقية ما أشرنا إليه. لقد وجدت خلال فترة تفرغي العلمي معياراً تربوياً عالمياً معروفاً يقيس جودة التدريس. استخدمت هذا المقياس العالمي بعد تقنينه على بيئة المدرسة السعودية لأتعرف بنفسي على جودة ما يقدمه معلمونا لطلابنا في جانب من جوانب التدريس في عدد من مدارسنا. وكانت النتيجة المحزنة والمفزعة أن مستوى التدريس الذي يحصل عليه طلابنا بحسب ذلك المقياس العالمي كان متدنياً ومخيباً للآمال.