Al Jazirah NewsPaper Saturday  05/12/2009 G Issue 13582
السبت 18 ذو الحجة 1430   العدد  13582
في الصميم
مشاهد يغتالها الفكر المنتظر..!!
سلطان المهوس

 

البيئة الكروية التي يحاول الاتحاد السعودي لكرة القدم وهيئة دوري المحترفين تجسيدها واقعا داخل الأندية قبل تحولها الكامل لقطاعات خاصة هي محل التقدير والاعتزاز من الجميع على اعتبار أن الكل رابح من نتاج تلك الخطوات المميزة لكن المثير للجدل هو قدرة تلك المحاولات على الصمود في وسط لم يعتد مثل تلك النقلات التطويرية منذ سنوات طويلة..

عندما أرى مثلا رئيس ناد ما يدخل قبل المباراة ليحيي الجماهير ثم يفعل ذلك بين الشوطين ويختمها بعد المباراة إذا كان فريقه فائزا أجد نفسي مضطرا للسؤال حول قيمة مثل تلك المناظر الاستعراضية بالنسبة للمشاهد الكروي داخل الملعب أو خلف الشاشة؟؟!!

وعندما أتابع مخرج مباراة ما يتابع هؤلاء الرؤساء اكثر من المباراة ثم يتجه لإبراز جوانب لا تخص المتعة الكروية مثل رقصة مشجع أو ملاحقة شاب يستعمل الليزر أو لاعب مصاب يشاهد المباراة من المدرجات أو شرفي (بخيل) حضر للبهرجة أستطيع أن أقول إن ذلك ضد تلك الخطوات التي تهدف للارتقاء بالكرة كمتعة رياضية خالصة.!

بعض الأندية أيضا توقع عقودا احترافية مع لاعبيها لكنها تطأطأ الرأس عندما يخالفون بنود العقود وهو أمر يرجع أولا وأخيرا لعقدة الفكر القديم والذي يعتبر اللاعب النجم هو الأول والأخير بالنادي..! لازلنا نهتم بالقشور تماما كما هو الحال لسنين خلت وكم كنت أضحك عندما كنت أشاهد مباراة ريال مدريد وبرشلونة الأخيرة حيث لم يهتم مخرج المباراة بمشجع يسلط الليزر على اللاعبين بل حرص على اعطاء المشاهدين المتعة داخل الملعب ولم يهتم برئيسي الناديين أو الراقصين بالمدرجات بل قدم المتعة كما يجب.

كيف يمكن أن نرتقي وهناك من يدافع عن عنترية بعض اللاعبين وسلوكهم المشين بل كيف يمكن أن نقدم المتعة الكروية دون تأسيس فكر جديد قادر على معرفة معنى المتعة الكروية والتشجيع؟؟

أعتقد أن مجهودات جبارة ومتواصلة للمسؤولين يجب أن تتزامن مع خلق أفق جديد لفكر جديد لمعنى كرة القدم التي تتجه بمقوماتها الحالية لتدمير المنتخب السعودي وإلا من يصدق أن من يقود المنتخب حتى وقت قريب هما من أسوأ اللاعبين سلوكا داخل الميدان الكروي؟!!

كيف نقدم المتعة والاحترافية والدوري يتواصل بعد إجازة العيد واللجان نائمة والأمين العام بإجازة والمكاتب مقفلة فيما الملاعب تدور داخلها رحى التنافس بين الفرق؟؟

التأسيس هو أهم خطوات النقلة القادمة للكرة السعودية وأتمنى ألا نكرر تجربة تطبيق الاحتراف الفاشلة والتي بدأت دون تأسيس حقيقي والنتيجة أننا لازلنا نحصد ثمار فشلها يوما بعد آخر حتى أن الفيفا أصابه الملل من استفسارات مسؤوليها وكأنه يقول (حدكم هواة)..!!

لا موظفين متفرغين للجان الرئيسية ولا رابط بين الأنظمة وتغييرات متواصلة للوائح وتباين في إصدار القرارات وما خفي من صراعات وأحزاب داخل المطبخ الكروي هو أقسى وأمر..!! حتى بعد إنشاء هيئة دوري المحترفين وهي الهيئة القوية الفتية التي يقودها بامتياز الناجح محمد النويصر لا نعرف تماما ما حجم صلاحياتها واليات تداخلها مع اتحاد الكرة كما أن صوت الأندية غائب رسميا داخلها رغم أن الأندية هي المؤسس الحقيقي لعمل الهيئة..!!

لا أحاول التقليل من مجهودات أي شخص يعمل للتطوير بل انبه وبجدية تماما إلى أن الفكر يجب أن يجد مساحة من الاهتمام المباشر قبل كل شيء فبدونه ستظل المشاكل وأصحابها تتوارث جيلا بعد جيل وسيأتي اليوم الذي نعلن فيه الاستسلام لكل خطوة تطويرية..!

الهلال متعة والاتحاد غصة..!

محزن جدا ما يحصل داخل جنبات فريق الاتحاد فهو لا يكاد يخرج من مشكلة حتى يسقط في أخرى حتى تعب رئيسه المثالي من إصدار البيانات والتعليقات وعجز رغم تخصصه في مواجهة الأمراض الاتحادية التي للأسف تنتشر بسبب من يدعون حب الاتحاد وهم كاذبون مخادعون للمدرج الاتحادي والأسوأ انهم بدأوا بلعبة استخدام اللاعبين كسلاح للتخريب وهو أخطر الأمراض الاتحادية التي يجب أن يتشجع رجاله ويعلنوا البراءة من منتجها..!

في الجانب الآخر يظهر فريق الهلال كناد نموذجي برع رجاله في تحويله لمؤسسة رياضية كروية فائقة الجمال فلا مكان للصداع والتعليقات بل الأهم هو الانتصارات واحترام الخصوم وهو ما جعل نادي القرن النادي المفضل للمشجعين الطامعين بحياة هانئة وبعيدا عن إنفلونزا العنترة والتهريج والواقع يؤكد ذلك بجدارة دون تزييف.

تصويبات

حتى ننعم ببقايا نجومية محمد نور يجب أن نصارحه بأن ناديه عريق وشامخ قبل أن يولد وأن مشاهد الفهلوة تجاه الحكام وزملائه اللاعبين يجب أن تنتهي عاجلا وشخصيا أعتقد أن بقاءه بالنادي ليس بالأمر الإيجابي فقد وصل لمرحلة مرض العظمة كفانا وكفى نور البطل شره.

- لكل القراء الذين يعقبون على الزاوية أعد بأن أخصص جزء كبيرا لمناقشة كافة تعليقاتهم بكل شفافية الأسبوع المقبل بإذن الله.

قبل الطبع

فقدت الأسبوع الماضي عمي الشيخ صالح المهوس فكان فقدانه مفجعا بعد أن علمني معنى التعايش والعيش في تلك الحياة بطيبته وبراءة قلبه وما خفف المصاب سوى دعوات الجميع ومواساتهم فلهم مني خالص الشكر والتقدير والدعاء بألا يريهم مكروهاً إنه سميع مجيب.



Msultan444@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد