بصراحة عندما يتميز نادٍ من الأندية بإنجازاته أو عدد بطولاته ومن ثم يمنح زعامة القارة الأكبر عالمياً ويرشح أخيراً نادي القرن فهذا مبني على معايير وأسس تم الاعتماد عليها في منح اللقب ولكن التميز عندما يتواصل في احترام الآخرين والتواصل مع الجميع من أجل مصلحة الرياضة في بلده ولم اتفاجأ عندما تلقيت دعوة من الأخ والزميل أحمد الخميس أمين عام نادي الهلال يعرض عليّ المشاركة في ورشة عمل حول لائحة الانضباط بالاتحاد السعودي يوم الأحد الماضي في مقر نادي القرن، ولقد رحبت بالدعوة ولا سيما أن أفضل ما في الرياضة هو مبدأ التواصل والاجتماعات حتى ولو اختلفت الميول.

ولم اتفاجأ بالاستقبال الذي كان عنوانه (فنجال وعلوم رجال) لا أبالغ إذا قلت لأول مرة أرى القهوة السعودية الأصيلة في دلاتها الصفراء وبأيدٍ سعودية 100% تستقبلك في نادٍ سعودي وترحب بك فعلاً أنهم رجال نادي الهلال، وبعد أن انتهى عمل الورشة الذي كان مفيداً للغاية استأذني الأستاذ أحمد إذا كان لديّ رغبة في الاطلاع على ما تم إنجازه مؤخراً في النادي وخصوصاً معسكر الأمير هذلول بن عبدالعزيز الذي أنشأه الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد على نفقته الخاصة، ولقد تجولت في داخل المعسكر الذي ذهلت مما رأيت، تصوروا أن كل لاعب لديه غرفة متكاملة أشبه بجناح، كل لاعب له خصوصيته، هذا يحدث في نادي الهلال ولا يحدث على مستوى المنتخبات التي تدعم من الدولة مباشرة.

ذهلت عندما رأيت المطعم وأجهزة البوفيه وسعة المكان وطريقة تناول الوجبات، وللعلم أنها ليست مقتصرة على معسكر المباريات فقط، فيومياً يحضر اللاعبون ويتبادلون وجبة الغداء بعد صلاة الظهر مباشرة ثم لم يقتصر على ذلك فقط، ذهلت في صالة الجلوس والاستقبال ووسائل الترفيه والتقنية العالية الموجودة لو لم أقرأ لوحة نادي الهلال لاعتقدت أنني في أحد الفنادق والمنتجعات ذات السبعة نجوم، وبعد تناول وجبة خفيفة في صالة الاستقبال كان الوداع من الجميع حتى استقللت سيارتي الخاصة ولم يقتصر عند باب المبنى الأخير الذي كنت فيه رأيت الفرق وعرفت سبب التفوق نعم إنهم يسحرون ضيوفهم بالحب والحفاوة إنهم يحترمون من يدعون ويقدرون الجميع، هذا هو سبب التميز وهو أحد أسباب التوفيق،

من حق كل رياضي سعودي أن يفتخر بنادي القرن ويتفاخر برجاله انه الهلال السعودي الذي أتشرف بزيارته لأول مرة واستعنت بصديق للوصول إليه فنعم الرجال الذين عكسوا الرياضة وسمة أخلاقها ولا استطيع أخيراً أن أقول إلا (الله خلق وفرق).

نجم الأسبوع

بصراحة إذا كان هناك نجم لهذا الأسبوع فهو الحكم الدولي المميز عبدالرحمن العُمري وإذا كانت دائماً ما تمنح الأفضلية للاعب معين أو نادٍ آخر فإنه يجب أن تمنح لحكمنا عبدالرحمن الذي أرى من وجهة نظري الخاصة أنه أعاد هيبة الحكم السعودي من خلال تميزه المعتاد.

ولقد أشرت إليه وكنت دائماً ما أتمنى أن يدير لقاءاتنا عندما كنت نائباً للمشرف في نادي النصر، ولقد أثبت للجميع أن التحكيم السعودي بخير وعلى خير من خلال إدارته المتميزة لمباراة الاتفاق والاتحاد يوم الثلاثاء الماضي، ويجب على كل مواطن رياضي غيور أن يقف مع الحكم السعودي فهو الباقي، أما الحكم الأجنبي فسوف يأتي اليوم الذي لن تروه، العُمري تميز كعادته في إدارة اللقاء بكل احترافية وبغض النظر عن بعض الأخطاء غير المؤثرة فاللعبة ما يميزها هو اختلاف الأخطاء وتقدير الحكم لها، وعلى الرغم من محاولة بعضهم إلصاق خسائر فرقهم على الحكم المحلي إلا أنه غير مقبول إطلاقاً فسيروا على بركة الله والله يرعاكم ونحن من ورائكم ودعم قيادتكم الرشيدة.

محمد نور والثلاثاء الأسود

كم كنت أتمنى أن يحصل اللاعب محمد نور على جائزة أفضل لاعب على مستوى القارة لأنها سوف تنتشله من الضغوط التي دائماً ما يواجهها من قِبل بعض أعضاء شرف ناديه أو من بعض محبيه أو حتى وسائل الإعلام المختلفة، ولقد ذكرت الأسبوع الماضي أن محمد نور ونادي الاتحاد سوف يدفعون ضريبة عدم حصول الأول على الجائزة وخسارة الثاني لكأس القارة، وبالفعل عاد الاتحاد ولم يكن الفريق الذي تعرفه وخسر من الشباب والاتفاق تباعاً، وكان هذا متوقعاً، فما زال اللاعبون يعيشون صدمة الخسارة القارية، وتأكيداً لما ذكرت انظروا إلى حمزة إدريس الإداري واللاعب الأنيق وكيف تغير سلوكه مع الحكام وبخاصة في لقاء الاتفاق الأخير.

لكن المؤسف أنه يعود محمد نور إلى ما كان عليه من تصرفات خارجة عن الروح الرياضية، لم يكن هناك مبرر للتهجم على رجل الخط الأول في المباراة ثم ضرب أحد اللاعبين قبل أن يصيب فهد المفرج الذي اعتقد أنها كانت غير مقصودة ثم يخرج بالبطاقة الحمراء بعد تلفظه على حكم المباراة،.

وكل هذا قد يكون مقبولاً في نطاق كرة القدم وجنونها ولكن غير المقبول هو ما عمله مع زميله حمد المنتشري وسحبه وهو يتحدث لقناة ART بطريقة مقززة للغاية، لم يقتصر على ذلك، فبعد المباراة كان له مداخلة مع برنامج (الدليل القاطع).

ولم أتصور أن يبدأ مداخلته بالطريقة التي بدأ بها حيث لم يلقِ التحية للأستاذ طلعت لامي حتى ولو اختلفت مع الشخص والسلام لله أولاً وأخيراً ثم يجب احترام الرجل لكبر سنه ووقاره ثم كيف يؤيد مستصحف على رجل في هامة وقامة الأستاذ طلعت لامي الذي وقف مع نور سنوات طويلة، كل هذا حدث يوم الثلاثاء الذي اعتبره يوماً أسود في تاريخ نور

نقاط للتأمل

* معسكر الأمير هذلول بن عبدالعزيز بنادي الهلال نموذج رائع يجب على جميع الأندية أن تحذو حذوه على الرغم من أنه باهظ التكلفة ولكن من أين لأي نادٍ رجل اسمه عبدالرحمن بن مساعد.

* إذا ما صحت الاخبار أن النادي العالمي في طريقه للاستغناء عن بعض الأسماء المستهلكة فإنها بداية التصحيح والبناء الحقيقي الذي طال انتظاره.

* لا أجد مبرراً للهجوم القوي على الرئيس الخلوق عبدالعزيز العنقري رئيس النادي الأهلي فليس مسؤولاً عن عدم دعم أعضاء الشرف وتوفير المال للنادي.

* يظل الشيخ فيصل العساف عضو شرف النادي الأهلي صاحب روئ ثاقبة وثقافة عالية فهل يستفيد النادي الراقي من أفكار وآراء أبو عبدالله فهو مكسب لأي صرح رياضي أو غيره.

* توقف دوري زين عدة مرات دون فائدة إيجابية تعود بالنفع على المنتخب، فاللعب مع تايلاند مرة ومرة أخرى مع فريق مغمور حتى اسمه لا نعرفه، في المقابل المنتخبات الأخرى تلعب مع البرازيل أو منتخبات أخرى مميزة.. فلا توقفوا الدوري وتقتلوا المتعة بلا داع.

* يقولون وضعت الكراسي زرقاء بسبب حرارة الشمس والطقس في الملاعب السعودية أجل أم درمان ثلوج طول العام لأجل هذا وضعوا كراسيهم أحمر وأصفر!! (يا شين استغفال الناس).

* لا أعلم ما آلت إليه نتيجة مباراة الهلال الشباب ولكن الفائز سيكون قطع مرحلة مهمة نحو المقدمة وإن انتهت بالتعادل فهو خير للجميع.

* غداً تستأنف الدراسة والأجواء رائعة في بلادنا والخير سيعم الجميع إن شاء الله ونلتقي دائماً عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي.