جدة - راشد الزهراني:

قام الفريق التطوعي للبحث عن المفقودين ومساعدة الأسر المتضررة جراء سيول مدينة جدة، بمسح كامل لحارة رشيد ولوادي قوس الذي دمرته السيول وأتت على ما فيه حتى غيرت معالمه.

وكان أعضاء الفريق قد وجدوا صعوبة في الدخول بالسيارات إلى الوادي بسبب خراب الطرق ودمارها الكامل، مما جعلهم يقطعون مسافة 4 كيلومترات سيراً على الأقدام، وعند وصولهم إلى قلب الوادي لم يجدوا إلا الكلاب المسعورة تجول بين منازل خالية دمرتها السيول وانقطع عنها كل شي من كهرباء وماء وأمن وحياة، وانتقل من نجا من الموت من أهلها إلى شقق مفروشة وفرتها لهم الدولة.

فريق تكاتف وجد عمال يعملون في رعي الأغنام حمدوا الله على نجاتهم وسلامتهم ولكنهم أسفوا على ما أصاب رعيتهم فقد هلك معظمها، وهم يتفقدون ما بقي من أثر لتلك المزارع والبيوت.

وقد انتشر فريق تكاتف بحثاً عن مفقودين بعد أن وجد الدفاع المدني قبلهم جثتين ويد مبتورة من مفصل الذراع، ولكن تكاتف وبسبب التربة الطينية التي صعبت على الفريق البحث، لم يعثروا في هذا الوادي على ما كانوا يبحثون عنه من مفقودين.

ورجح أعضاء الفريق أن تكون هناك جثث مطمورة في الطين أو عالقة في قلب تلك المستنقعات والغدران الواسعة، والآبار الفائضة، ولم يجدوا أحداً من السكان السعوديين الذين رحل بعضهم عن الدنيا وغاب للأبد وبعضهم الآخر رحل عن المكان على أمل أن يعود.

وقد استغرقت عملية مسح الفريق للوادي 4 ساعات عاد بعدها الفريق ليواصل العمل بتعبئة المئات من استمارات الأسر المتضررة ورفعها للدفاع المدني، كما قامت مجموعة من فريق تكاتف بمساعدة الدفاع المدني في ابرق الرغامة في توزيع المساعدات من الأغذية والملابس على المتضررين.

وقام فريق تكاتف بالانقسام إلى 3 مجموعات الأولى قامت بمساعدة فريق مواطنة في تعبئة استمارات الأسر المتضررة فيما قامت المجموعة الثانية بالمرابطة مع فرقة الدفاع المدني لتوزيع المساعدات وتنظيم المواطنين المراجعين لاستلامها، بينما قامت المجموعة الثالثة بأعمال البحث عن مفقودين وبعد أن تلقت تحذيرات الدفاع المدني بهطول أمطار، وامتلئ الجو بالأتربة والغبار، لجأ الجميع إلى مساكنهم، وخلت الشوارع من المارة، وبدأت الأمطار في التساقط في تلك اللحظة وجد فريق تكاتف طفل يبلغ من العمر 14 عاما ملقى على أحد الأرصفة في حي ابرق الرغامة، بعد أن أعياه الجوع والعطش والتعب، وأنهكه المرض، وبدا عليه الألم والحسرة، ووضح عليه انه يعاني من مرض نفسي وهو ملقي على الأرض منذ عدة ساعات، فقامت المجموعة بإنقاذه من طريق السيل وإسعافه وإطعامه وإبلاغ الجهات المختصة عنه، ولم تبرح من الموقع رغم هطول الأمطار وتزايد التحذيرات حتى اطمأنت على سلامة الطفل وسلمته للدوريات الأمنية في انتظار وصول الهلال الأحمر إليه.

ومن المقرر أن تستمر أعمال المجموعات الأخرى في فريق تكاتف من المهتمين بالبيئة والمساجد والمدارس والصحة.

من جهته قال مشرف مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بجدة قائد فريق تكاتف عبداللطيف الزاهر أن الفريق قد تجاوز تعداد الأعضاء المنضمين إليه 450 عضوا بينما بلغ عدد أفراد الفريق في الميدان 172 عضوا يعملون بالتناوب من الساعة 8 صباحاً وحتى الساعة 8 مساء.

وأضاف الزاهر أنه قد شكل في الفريق أربع لجان تنظيمية لجنة إدارية ولجنة للعلاقات العامة والإعلام ولجنة للأعمال الإلكترونية ولجنة للأعمال الميدانية، فيما تم تشكيل الفريق الميداني إلى عدة مجموعات منها مجموعة البحث ومجموعة مساعدة الأسر ومجموعة العناية بالمساجد ومجموعة العناية بالمدارس ومجموعة صحة البيئة والمجموعة الطبية والمكونة من أطباء ومختصين في طب الطوارئ وممرضين وممرضات ومسعفين.

وأكد الزاهر (انه من الضروري ترسيخ ثقافة العمل التطوعي كواجب ديني ومجتمعي)، وأضاف (أن ما يطرحه أعضاء تكاتف من اقتراحات وما يتم نقاشه يكون محل الاهتمام والتنفيذ طالما الهدف هو خدمة الوطن والمواطن ومد يد العون والمساعدة، فالجميع في حاجة ماسة لتجاوز هذه الأزمة، وإظهار روح التكاتف والتعاون بين أبناء المجتمع).