في الدراسة العلمية التي أعددتها حول ظاهرة الطلاق، وصدرت في كتاب تحت عنوان: (ظاهرة الطلاق في المجتمع السعودي) في بداية هذا العام 1430هـ، حفلت الدراسة التطبيقية التي حوت استبانة لاستقصاء أسباب استفحال ظاهرة الطلاق في المجتمع السعودي، بنتائج متعددة حول طبيعة الظاهرة، وحجمها، وعواملها، مع الآثار والعلاج، وكانت هناك إجابات متنوعة ومختلفة، ومن الحالات والأسباب الداعية للطلاق: السأم والملل من الحياة الزوجية من قبل الزوجين وفتورها، ومرد ذلك أيضاً لأسباب عدة، ومنها: الرتابة المملة في حياة الزوجين، أو عدم التجديد في الحياة الزوجية، وثالثة الأثافي والطوام هي عدم تهيؤ الزوجين أو أحدهما للآخر بالنظافة والمظهر الحسن، وهذه الحالة شائعة لدينا مع الأسف من الزوجين جميعاً، من المرأة والرجل على حد سواء، فهم يرتدون في المنزل أسوأ الملابس، ولا يعرفون الطيب إلا عند الخروج من المنزل، ولا يستخدمون بعض الأواني المنزلية الجيدة إلا في حضرة الضيوف، ولا يأكلون المأكل الجيد إلا عند حضور الضيوف - إن كان لديهم ضيوف - والمرأة لا تتزين إلا عندما تدعى لحفل زواج، أو مناسبة، والرجل لا يحسن هندامه، ولا يتأنق إلا في مناسبات خاصة، يُستثنى المنزل من بينها.. وهكذا.
وحتى نكون منصفين، فليس مجتمعنا وحده هو الذي يعاني من هذه الظاهرة، وديننا حث على النظافة، فهناك مجتمعات أخرى تعيش هذا الواقع التعيس، ولعلي أستشهد هنا بما سجلته إحصائية علمية عن أسباب ارتفاع معدل الطلاق في ولاية (تيرنغانو) شمال شرق ماليزيا، حيث تصدرت رائحة الجسد، وثياب النوم، والرتابة الزوجية، أسباب ارتفاع معدل الطلاق، وبينت الدراسة أن كل عشر حالات زواج ينتهي منها ثلاث بالطلاق لهذا السبب!!
ولهذا السبب عملت الولاية، وعزمت على فتح محلات للزينة للأزواج والزوجات، فضلاً عن تعيين مستشارين للشؤون الزوجية لتقديم النصائح للأزواج، كما أعلنت حكومة (تيرنغانو) أيضاً أنها ستتيح للأزواج الذين صاروا على حافة الانفصال تكاليف شهر عسل آخر في إطار جهودها للحفاظ على استمرار زواجهم.. الجدير بالذكر أن 21% من الزيجات في ماليزيا تنتهي بالطلاق سنوياً.
وأعود لبعض الأزواج (الطملين)، فقد روى لي أحد الإخوة حديثاً دار بينه وبين زوج متذمر، يريد الزواج بأخرى، وصارحه محدثي القول عن الأسباب التي تدعوه لطلب الاقتران بأخرى، فقال رتابة الزوجة واستمرارها في ثياب الطبخ والنفخ، فقال محدثي له: وهل بادرت أنت بالنظافة والتهيؤ لبيتك، ولا أظنك كذلك وأنت الآن في حالة رثة، وروائح العرق المؤذية للآخرين تتصبب منك، فكيف حالك في منزلك؟ ففرَّ هارباً من الجواب، واعتصم بالصمت الشديد، وختمنا حديثنا مستشهدين بقول أحد الصحابة: (والله إنني لأحب أن أتزين لامرأتي كما تتزين لي).
alomari 1420 @ yahoo.com