الجزيرة - منيرة المشخص:
أشاد عدد من المسؤولين والمواطنين بالأمر الملكي بتشكيل لجنة عليا لبحث أسباب فاجعة جدة، وقالوا: جاء الأمر بمثابة انتصار لأهالي جدة وإعلان قوي من لدنه - رعاه الله - للحرب على الفساد بكافة أشكاله، وهو تطبيق لسياسته التي أعلنها عند توليه مقاليد الحكم، والتي طالب خلالها بالتعاون معه للقضاء على أوجه الفساد والضرب بيد من حديد على كل مفسد.
تحدث بداية عبدالله القبيع نائب رئيس تحرير الوطن فقال: الأمر الملكي حول تشكيل لجنة عليا لبحث أسباب فاجعة جدة ومحاسبة المتسبب مهما كان يؤرخ لمرحلة مفصلية في الشأن المحلي ويحمل في طياته كل معاني الإصلاح الذي ينتهجه خادم الحرمين، وهو انتصار لضحايا سيول جدة وإعلان الحرب على الفساد. وأضاف القبيع: يكفي أن يؤكد - حفظه الله - على أن أبناء بلاده سواء مواطنين أو مقيمين (أمانة في أعناقنا). الملك عبدالله في قراره القاضي بمحاسبة كل مقصر أو متهاون الذين فضحتهم فاجعة جدة يضع الأمل الكبير في نجاح كل مشاريع البلاد الحالية والمستقبلية، وأن هناك خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها، وأن من يتجاوز الأمانة فعليه أن يتحمل النتائج، كما أنه إنذار شديد اللهجة للذين يخططون للاستفادة الشخصية دون مراعاة الواجب الوطني.
من جانب آخر يرى سمير بن علي قباني رئيس اللجنة الوطنية الزراعية بمجلس الغرف السعودية أن الأمر الصادر من قبل خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لاقى دون شك ارتياحاً شعبياً واسعاً لدى الجميع، وكان خير عزاء في هذا المصاب، وأنها رسالة واضحة وصريحة من ولي أمر يستشعر عظم الأمانة والمسؤولية التي أولاه الله إياها في حق شعبه الذي يبادله ذلك بالمحبة والولاء، ويلجأ إليه بعد الله في تخفيف مصابه وتحقيق العدل والإنصاف له في حال وجود أي إهمال أو إخلال بأمانة العمل والمسؤولية من قبل كائن من كان أدى إلى تفاقم هذه النازلة التي حلت بالناس في العاصمة التجارية للمملكة وبوابة الحرم المكي الشريف.
ويختم سمير قباني حديثه قائلاً: المكاشفة والمصارحة والحقيقة هي الخطوة الأولى والجادة نحو الإصلاح والتقدم, وهذا هو مضمون أوامر الملك عبدالله كما يقرؤه معظم الناس.
ويقول الدكتور هاني الغامدي محلل نفسي مستشار الدراسات والبحوث الاجتماعية: إن المصاب لكبير، وإنها أمانة تعجز عن حملها الجبال، فكيف لملك الإنسانية ألا يكون له تلك النظرة الثاقبة بمشاركة المسؤولين في حمل الأمانة معه، وذلك أسوة واتباعا لما فعله الصالحون في عهد الخلافات الراشدة بأن أشركوا كل مسؤول أنيط به عمل أو مهمة ليقوم ببحثه وتنقيبه عن المسببات التي أدت إلى النتائج القائمة في حينه وحسب الموقف الذي كان عليه الأمر، وما قام به ملك الإنسانية، إنما هو نهج وأمر الخلفاء في أن يسألوا ويسائلوا كل مسؤول عن دوره وعن مدى الجودة التي قدمها أو التقصير الذي تسبب فيه.
ويضيف الغامدي: إننا أمام رجل يعي تماما ماهية الصلاحيات، ويعلم يقيناً كيفية المحاسبة، وله القوة بالإيمان في ألا يخاف في الله لومة لائم، طالما أن الأمر يمس الأمانة التي في عنقه، فهنيئاً لنا بك يا والد الجميع وهنيئاً لنا بك يا ملك الإنسانية.