جاء الأمر الملكي الذي أُعلن يوم الاثنين 13-12-1430هـ الموافق 30-11-2009م، ليعلن عن وقفة للملك على كل (المحسوبيات) والفساد وغيرها من المفاهيم التي تكدست في عقول أصحاب النفوس المريضة. إنه ليس ببيان ملكي عادي، بل هو بوابة جديدة من بوابات الإصلاح ومحاربة الفساد لعبدالله بن عبدالعزيز.
اشتمل البيان على كلمات ومصطلحات (حالاً، فوراً، مساءلة، عاجل جداً) ليضغط - أيده الله - بأبهامه الكريم على ضعفاء النفوس والمقصرين والمتهاونين في حق أمتهم، بنفس الإبهام التي يضغط إيذاناً منه لافتتاح مشاريعه التنموية التي شملت أرجاء الوطن منذ أن تولى مقاليد الحكم.
على الجانب الآخر، كان قلب عبدالله الرحيم لأبناء شعبه يرقب ما يحصل لهم في ظل انشغاله بحجاج بيت الله الحرام، وهو يقول لهم (وبعد أن تابعنا ببالغ الحزن والألم الأحداث المأساوية التي نتجت عن هطول الأمطار على محافظة جدة وما أدت إليه من وفيات تجاوزت مائة شهيد وإصابة الكثيرين...) هو جانب من الشفافية والوضوح، حيث ذكر عدد الوفيات التي تجاوزت المائة و أنه كان على اطلاع لما يحدث أولا بأول، حتى يأتي الوقت المناسب لاتخاذ ما يلزم، وقد كان.
قد يتصور البعض أن هذا الأمر الملكي هو فقط لما حصل في (جدة)، على العكس تماماً، بل هو ديدن خادم الحرمين الذي غضب غضبة الحليم، ليحافظ على سفينة الاصلاح من جميع الجهات، قضاءً، وتعليماً، واقتصاداً، وزراعةً، وصحةً، وعلاقات خارجية، وحصناً منيعاً لمخالب الطامعين في حدود هذا البلد الأمين.
وليس لنا إلا نقف إجلالاً واحتراماً لهذا الملك العظيم، وأن نترحم على شهدائنا الغارقين في سيول جدة، وأسود عبدالله بن عبدالعزيز الذين يقومون بالذود عنا ونحن ننام قريري الأعين.
turk.mouh@gmail.com