إن من يتتبع مواقف وقرارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله بعونه وتوفيقه - سيقف إجلالاً وتقديراً لهذا الرجل الكريم الشهم الأصيل الذي اجتمعت فيه سمات القوة والحنكة والرحمة والإنسانية، ولم تكن مكرماته التي يزفها الإعلام بجميع قنواته ووسائله حديث عهد أو وليدة ساعة، بل هي من مناقبه وسماته التي قلما تجدها إلا في الرجال النبلاء الأفذاذ وقليل ما هم، فشعوره بمسؤولياته الجسام ومهامهم العظام كونه يقود دفة أمة كانت وما زالت وستظل بإذن الله ذات سيادة ومكانة وقوة وتأثير في الداخل والخارج ظل جانب الإنسانية والرحمة والعطاء بقوة وسخاء جلياً ظاهراً يترجمه واقع ويدونه تاريخ البشرية المعاصر، كل تلك العطاءات نابعة من إيمان خالص وإحساس بقيمة الإنسان في هذه الأرض المباركة التي قامت دعائمها على شريعة وسطية سمحة، وضع أسسها ورسم كيانها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رفع الله درجته في عليين - وقد دونت صفحات تاريخنا الحاضر تلك المكرمة التي تمثلت في صرف مبلغ مليون ريال لكل أسرة شهيد من شهداء الأمطار التي سقطت على جدة مؤخراً، مشدداً - رعاه الله - على ضرورة الكشف عن الأسباب التي تقف خلف الدمار الذي لحق بمدينة جدة ومحاسبة كل مسؤول كائناً من كان، ليعرف الجميع أننا في دولة العدل والإنصاف والعطاء والخير والإنسانية التي أصبحت بفضل ومنه ومنة سمات هذا البلد الحبيب ذي العطاء الجزيل الذي طال القريب والبعيد، فإن كان أقوام يفخرون بتاريخهم فإن قلة من الرجال يفاخر بهم التاريخ ويقف سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في طليعتهم، فلنا الفخر والاعتزاز بوطن ربانه ملك كريم معطاء يمثل الإنسانية في أسمى صورها عدلاً وإنصافاً وعطاء لا ينضب.

سائلا رب البرية أن يحفظ لنا قائد أمتنا ورمز وحدتنا وأن يجعله ذخراً وعزاً وفخراً للإسلام والمسلمين إنه سميع مجيب الدعوات.