البحرين - جمال الياقوت:
بترحيب من مملكة البحرين وتحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء بمملكة البحرين انعقد في المنامة عاصمة مملكة البحرين الملتقي الإعلامي العربي الأول لقادة الإعلام العربي، وذلك في الفترة من 2 إلى 3 ديسمبر 2009م.
وقد جاء انعقاد هذا الملتقي بالتعاون والتنسيق بين وزارة الثقافة والإعلام في مملكة البحرين وهيئة الملتقى الإعلامي العربي وذلك مبادرة مشتركة أثمرت انعقاده كأول تجمع مهني تنظيمي لقيادات الإعلام العربي وللمسئولين عن تسيير العمل في مؤسسات الإعلام العربي العامة والخاصة بما فيها المؤسسات ووسائل الإعلام التي تعمل من خارج المنطقة العربية.
وحرص منظمو الملتقى على إشراك إعلاميين من خارج المنطقة العربية تأكيداً لاقتناع الإعلام العربي بأنه جزء من الساحة الإعلامية الدولية.
فعاليات الدورة الأولى من ملتقى قادة الإعلام العربي الأول
عُقدت جلسة افتتاح الملتقى الأول لقادة الإعلام العربي في فندق الخليج بمملكة البحرين تحت رعاية وحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر -حفظه الله- وبحضور معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة والإعلام بمملكة البحرين وعدد من السادة الوزراء والسفراء, وأعضاء الوفود المشاركة، وأعضاء السلك الدبلوماسي للبلدان العربية، وممثلي عدد من منظمات المجتمع المدني العربية.
وعقب الافتتاح ألقت معالي وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة كلمة ترحيب، ووجه الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى كلمة إلى الملتقى الإعلامي العربي ألقاها نيابة عنه د. محمود عبد العزيز، ثم ألقى الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي عبد الله الخميس كلمته. وأكد المتكلمون جميعاً على ضرورة أهمية انعقاد الملتقى في هذه الظروف التي يتزايد فيها دور الإعلام على الصعيدين العالمي والإقليمي، سعياً إلى ترسيخ دور الإعلام في بناء المجتمع ليصبح ركناً أساسياً لا غنى عنه في مجرى التطور والتقدم اللذين تشهدهما البلدان العربية وغيرها من البلدان على كل الصعد.
تابع المشاركون في نقاش جدي وعميق فعاليات الملتقى سعياً إلى دور مميز للإعلام العربي وتأثيره في المجتمعات, وتطرق المشاركون في مداخلات مهنية وموضوعية إلى سبل تفعيل الحوار في الملتقى كي يأخذ الإعلام دوره المنوط به والتاريخي بأدواته المرئية والمسموعة والمقروءة.
ومع التطلع إلى ازدهار الصلات فيما بين مؤسسات الإعلام العربية، وبين الإعلاميين العرب، والعلاقات بين وسائل الإعلام كافة والمدونات والمواقع الإخبارية والصحافة الإلكترونية بطيفها الواسع على شبكة الإنترنت، وأمل الجميع أن يُبذل المزيد من الجهود الطوعية لتطوير أساليب الحوار وفق المعايير المهنية الدولية، وفي إطار القيم العربية فيما بين وسائل الإعلام، التقليدية منها والجديدة.
وتوافق رأي المشاركين على أهمية إسهامهم في تعزيز أساليب الحوارات الإعلامية وفق المبادئ المهنية وأطر القيم الإعلامية، وأن تشمل هذه الإسهامات تشجيع الجهود الطوعية وعقد المزيد من اللقاءات بين المهنيين العرب لهذا الغرض.
كما أشادوا بهيئة الملتقى الإعلامي العربي لما تقوم به من جهدٍ كبيرٍ في تدعيم أواصر الصلات بين الإعلاميين العرب، وتمنوا للملتقى المزيد من النجاح ومواصلة العمل من أجل تحسين أوضاع الإعلام العربي وجعله إعلاماً متطوراً قادراً على الصمود والتحدي.
محاور النقاش في ملتقى قادة الإعلام العربي الأول:
ناقش الملتقى المحاور الأساسية التالية:
أولاً: الإعلام.. والمتغيرات الدولية.
ثانياً: تأثير رأس المال على صناعة الإعلام.
ثالثاً: مستقبل الإعلام العربي.. أزمات وعوائق.
وقد خلصت المناقشات ومداخلات المشاركين إلى توافق الرأي على التوصيات التالية:
أولاً: لدى مناقشة محور العلاقة بين رأس المال وصناعة الإعلام لاحظ المشاركون في مداخلاتهم وتعقيباتهم أن هناك تعددية في أشكال ملكية القنوات الفضائية والاستثمار فيها مابين الملكية العامة والخاصة (شركات أفراداً) ولاحظوا أن هناك صعوبة في تعميم خلاصة أكثر أشكال الملكية نجاحاً.
ودعوا مؤسسات الإعلام العربية والمراكز البحثية والندوات المتخصصة إلى ايلاء اهتمام لدراسة العلاقة بين أشكال الملكية والاستثمار من ناحية ونجاح مؤسسات الإعلام، وخاصة القنوات الفضائية، من جهة أخرى، وذلك بهدف التوصل إلى فهم أفضل للجوانب الاقتصادية التي يمكن أن تلعب دوراً هاماً في نجاح المنتج الإعلامي.
ثانياً: في هذا السياق أيضاً أوصى المشاركون المستثمرين العرب والجهات المانحة لتراخيص البث على حدٍ سواء بالحرص على إعداد مشروعات إعلامية وخاصة بالنسبة إلى إطلاق القنوات الفضائية ضماناً لجدية المشروع، وتحقيقاً لسلامة الاستثمار وتمكيناً لمثل هذه المشروعات من الاستمرار في أداء مهامها والحؤول دون تعثرها مستقبلاً.
ثالثاً: أظهرت المناقشة والمداخلات في محور الإعلام والمتغيرات اقتناعاً بضرورات التعامل مع أشكال الإعلام الجديد والتكيف معها مؤكدين في هذا السياق على مبدأ المسئولية الاجتماعية للإعلام وعلى أن تحرص المؤسسات الإعلامية العربية على مراعاة المبادئ والمعايير المهنية للممارسة الإعلامية.
رابعاً: أوصى المشاركون مؤسسات وأجهزة الإعلام العربي الالتزام بمبادئ ميثاق الشرف الإعلامي العربي باعتباره مجموعة المبادئ التي ارتضتها الإرادة العربية المشتركة كأطرٍ للعمل الإعلامي العربي، مؤكدين في هذا الشأن على أهمية وضع المعايير الاحترافية كأولويات في رسم وتنفيذ الخطط البرامجية لمؤسسات الإعلام العربية.
خامساً: دعا المشاركون مؤسسات وأجهزة الإعلام العربية إلى تكثيف توجهاتها نحو إرساء مفهوم الثقافة الجدلية الإيجابية.
سادساً: في مناقشة محور مستقبل الإعلام العربي دعا المشاركون المؤسسات وأجهزة الإعلام العربية إلى متابعة أوجه التقدم التكنولوجي ذات الصلة بمراحل الإعداد والإنتاج والبث، مشددين على أهمية تبادل تقييم التكنولوجيات الجديدة وتبادل الرأي في جدوى كل منها.
سابعاً: أشار المشاركون إلى الدور الذي ينهض به الملتقى الإعلامي العربي في إتاحة فرص دورية لقيادات الإعلام وللإعلاميين العرب للتشاور في ٍقضايا التكنولوجيا ذات الصلة بمستقبل الإعلام، ودعوا الأمانة العامة لجامعة الدول العربية واتحاد إذاعات الدول العربية إلى موافاة مؤسسات الإعلام العربية بدراسات تتضمن الرؤية المشتركة للتكنولوجيات الجديدة للإعلام.
ثامناً: أكد المشاركون أهمية عقد دورات للملتقيات الإعلامية العربية وللإعلاميين العرب تُخصصُ لمناقشة تطورات الاندماج بين الإعلام والاتصالات وكذلك تأثيرات مثل هذه الاندماجات على مخرجات العمل الإعلامي.
تاسعاً: أوصى المشاركون بأن يأتي ضمن أولويات العمل الإعلامي العربي من أجل المستقبل صون اللغة العربية باعتبارها الوعاء الثقافي الناقل للثقافة العربية وفكرها وإبداعاتها من جيل إلى آخر.
عاشراً: اتصالاً بقضية اللغة العربية وصونها أوصى المشاركون مؤسسات الإعلام العربية، عامة وخاصة على السواء، ب(رقمنة) أرشيفها باعتبار أنه من مسئولية الإعلام صون الإنتاج الثقافي المتراكم ليثري الأجيال المتعاقبة من أجل مواصلة- بل وزيادة- الإنتاج الثقافي والفكري للعالم العربي.
الحادي عشر: أشاد المشاركون بإطلاق جائزة مملكة البحرين لحرية الصحافة مشددين على أهمية إرساء مبدأ التنافسية المهنية من خلال تعميمه عن طريق مثل هذه الجوائز التي تهدف إلى توسيع رقعة الحرية وتأصيلها كأساس في العمل الإعلامي المسئول.
الثاني عشر: أشاد المشاركون بما استطاعت أن تحققه مملكة البحرين من قفزة نوعية إصلاحية في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى، كما أشادوا أيضاً بالأجواء الحرة التي تتمتع بها المملكة وحرص جلالته على تهيئة المناخ العام من أجل المضي قدماً نحو تحقيق المزيد من التنمية والتقدم.
الثالث عشر: وفي الختام رفع الإعلاميون العرب المشاركون في أنشطة وفعاليات الملتقى الإعلامي العربي أسمى آيات الشكر والوفاء لمملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر و صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى على استضافة مملكة البحرين لهذه القمة الإعلامية، كما أشادوا جميعاً برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الذي ساند الملتقى الإعلامي ودعمه حتى خرج بهذا الشكل البهي.
كما أشاد المشاركون بجهود وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، مقدرين الحفاوة البالغة التي استقبلوا بها في مملكة البحرين وكرم الوفادة اللذين أحاطت بهما المملكة هذا الملتقى وضيوفه وفعالياته، متمنين أن يستمر تكرار هذا الملتقى الذي يعول عليه في تطوير الإعلام العربي وفي تبادل اللقاءات والخبرات ووجهات النظر.