Al Jazirah NewsPaper Wednesday  02/12/2009 G Issue 13579
الاربعاء 15 ذو الحجة 1430   العدد  13579
تصنيف أضلاع المثلث كيف يقرؤه الخبراء؟
فنياً وبطولاتياً تصنيف البلطان (صح).. وجماهيرياً الكبار (أربعة)

 

كتب - سامي اليوسف:

أثار تصريح رئيس نادي الشباب خالد البلطان ردود فعل واسعة حينما أدخل تصنيف الثلاثة الكبار مذيلاً في كلامه مصطلح الأربعة الكبار عقب فوز فريقه على الاتحاد بالرياض بهدف طارق التايب.

وكأن هذا التصنيف الجديد ظهر على السطح ليحرك المياه الراكدة أو نطق بالمسكوت عنه، أو مس محظوراً يجب أن لا يمس!

(الجزيرة) التقت ونقلت آراء الرياضيين الذين يجسدون الخبرة الكروية والفنية والصحافية ليقيموا كلام الرئيس الشبابي من وجهة نظر فنية تتحدث بلغة الأرقام.

هل يشمل التصنيف الألعاب الأخرى

في البداية تحدث الدكتور مدني رحيمي اللاعب والإداري السابق والمحلل الكروي الحالي في art فقال: (ليس تعاطفاً مع البلطان لكن ما قاله هو المنطق بعينه.. قد تتغير المسألة بعد عشر سنوات لكن حتى ذلك الحين نقول للأمانة إن نادي الشباب أصبح يصنف من ضمن الأندية الكبار). وأضاف: بعض الرياضيين أو الكتّاب حينما يذكر الأربعة الكبار ينسى أو يتجاهل الشباب، وهذا أمر مناف للواقع لأن الشباب ببطولاته ونتائجه ومستوياته بات من الأندية الكبيرة. ففي لعبة كرة القدم يبقى الشباب أحد الأضلاع الثابتة وضمن الأربعة الكبار في الفترة الأخيرة حقق جميع البطولات بمسمياتها بدءاً بكأس خادم الحرمين الشريفين وكأس الأبطال وكأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل بن فهد. الشباب أصبح نادياً له قيمة فنية كبيرة ويعتد به منذ أن داوم على تحقيق لقب بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين لـ(3) مرات متتالية.

لكن يبقى السؤال المهم: هل نحصر مصطلح الأندية الأربعة الكبار في لعبة كرة القدم فقط أم نتوسع فيه ليشمل بقية الألعاب المختلفة؟

البلطان يعيد تصنيف الكبار

يؤكد الزميل عائض الحربي مدير التحرير للشؤون الرياضية في صحيفة (الرياض) أن رئيس الشباب يعيد تصنيف الكبار.. ويضيف عبر مقالته التي تلت التصريح: لقد فتح رئيس الشباب خالد البلطان النار على نفسه بتصريحه الذي أعقب مباراة فريقه أمام الاتحاد، فالتصنيف الجديد الذي استحدثه البلطان جاء ليصيب كبد الحقيقة حتى وإن أغضب الكثيرين، فالرئيس الشبابي وإن كنا نختلف معه في بعض طروحاته إلا أنه في هذه المرة خرق الناموس وأوجد لفريقه مكاناً ثابتاً بين الكبار، والشباب الفريق حري بهذه المكانة التي يستحقها منذ سنوات، فالفريق أصبح مع الاتحاد والهلال مثلث واجهة الكرة السعودية إن على صعيد البطولات الداخلية أو تلك التي تشارك بها هذه الفرق خارجياً. ويضيف رمى البلطان كرة النار وسيتلقفها الكثيرون فمنهم من يمضي مع رئيس الشباب في رأيه وآخرون لن تهدأ عقيرتهم حتى يروا البلطان يقدم اعتذاره، عندما نقول إن البلطان خرق الناموس فنحن نرى أنه دفع عن نفسه الميول النصراوية حتى وإن كان في يوم من الأيام من أكبر الداعمين للنصر، فالرجل لم يعد يرى سوى فريقه الشباب وهو محق، وفريقه يملأ العين فنياً أو على مستوى مهارات اللاعبين وتواجدهم في منتخبات السعودية المختلفة. والطريقة التي يدار بها شيخ الأندية السعودية طريقة مثالية سواء في تقديم واجهة النادي وهو فريق كرة القدم أو بالاهتمام بالألعاب الأخرى، أو التواجد المثالي لمكانة النادي ثقافياً أو اجتماعياً.

عندما أراد البلطان أن يعيد خارطة زعامة الكرة السعودية لم يجد إلا الواقع الفني خلال الست السنوات الماضية ليتكئ عليه، وهو بذلك قطع الطريق على أولئك الذين بدأوا بسن أقلامهم لتشريح هذا الرأي الشخصي الذي يسير معه الكثير من المتابعين الرياضيين.

لم يقطع رئيس الشباب الطريق على تواجد أي من الفرق السعودية في هذا المثلث مستقبلاً فيمكن أن يتسع هذا المثلث ويصبح دائرة تضم أكثر من ناد وربما نسمع بالخمسة الكبار أو الستة، فالعبرة بالنتائج والبطولات والحضور الفني.

العجلان والنقاط الست

ويذهب الكاتب عبد الله العجلان إلى تأييد تصنيف رئيس نادي الشباب الجديد إن جاز التعبير لأسباب عدة لخصها في ست نقاط:

الأولى: أن ذات التصنيف سبق لرئيس نادي الهلال السابق ونائب رئيس هيئة أعضاء الشرف الهلالية سمو الأمير بندر بن محمد أن تطرق إليه في لقائه مع art وكذلك الحال لمسؤول اتحادي سابق وهو عضو الشرف منصور البلوي الرئيس السابق لنادي الاتحاد ومع ذلك لم يقابل بردود أفعال متشابهة كالتي تعرض لها البلطان.

الثانية: أن فكرة التصريح تنسجم مع واقع النتائج وسجل البطولات الأخيرة بالإضافة إلى عدد اللاعبين الدوليين أو النجوم الذين يغذون منتخبات المملكة من هذه الأندية الثلاثة.

الثالثة: أن حجم الإنفاق والتعاقدات واستقطاب النجوم السعوديين أو الأجانب هو الأعلى قيمة في هذه الأندية الثلاثة وارجع إلى الـ(10) السنوات الأخيرة التي تدلل على مصداقية هذه المعلومة.

الرابعة: من الضروري عدم الخلط بين مفهوم الأربعة الكبار جماهيرياً وبين الأضلاع الثلاثة الأفضل فنياً وبطولاتياً في السنوات الأخيرة.

الخامسة: حينما أقول أو أنت تقول أو رئيس الشباب يقول مثل هذه الحقيقة المتفق عليها فإنه من المفترض على من يخالفها أو لم يقتنع أو يرفضها أن يقدم دليلاً مادياً ملموساً يؤخذ ويعتد به بعيداً عن وجهات النظر أو الآراء الانطباعية.

السادسة: نحن نعيش الآن عصر الحقائق والأرقام والمعلومات وحين يثار موضوع التصنيف فإن الأرقام هي الفيصل في الأمر فالانطباعات والآراء الإنشائية ولّى زمنها.

شريدة: نعم إنه مثلث!

بينما يشير اللاعب السابق عبد الله شريدة وكيل أعمال اللاعبين والمحلّل الكروي الحالي إلى أن كلام رئيس نادي الشباب يفرض نفسه على أرض الواقع خلال فترة الخمس أو الثماني السنوات الماضية تحديداًَ منذ دخولنا عبر بوابة الألفية الجديدة، البطولات باتت محصورة بين أضلاع هذا المثلث: الهلال والاتحاد والشباب. فلهذه الأندية التواجد الأكبر والحظ الأوفر من نصيب البطولات السعودية، وهي الأكثر ثباتاً من حيث المستويات الفنية والنتائج والمنافسة على الألقاب. ولا أعتقد أن مثل هذا الكلام يزعل لأنه حقيقة مسلم بها، الأرقام تحكي، نحن كرياضيين سابقين وحتى في دول الخليج الذين يتابعون كرة القدم السعودية يعرفون جيداً الفرق الثابتة في فوزها بالألقاب ومصارعتها على البطولات، فالهلال والاتحاد والشباب هي الأكثر حضوراً على الساحة الفنية وتزاحماً على نيل الألقاب، والشباب تحديداً استحوذ على جزء كبير من البطولات، فهو المنافس الحقيقي للهلال والاتحاد فنياً وبطولاتياً في الفترة الراهنة).

الزهراني: الشباب كبير

يقول الزميل علي الزهراني الكاتب في صحيفة (الرياضية) في عموده (في الصميم): شخصياً لن أمارس على طريقة البعض تشويه التاريخ منتقصاً من الأهلي ومتجاوزاً حقوقاً فاز بها النصر عبر عقود، فالتاريخ أعني تاريخ النصر والأهلي كبير ولا يمكن تجاهله لكنني ومن منطق حقيقة اليوم وليس الأمس أقول (الشباب) كبير ليس لأنه كسب ود القمة وفاز بألقابها، بل لأنه مع خالد الرياضي وخالد الداعم نجح بدرجة الامتياز في أن يبعثر معادلة الكبار الأربعة ويصنع لذاته مكاناً ثابتاً ويثبت بأنه بالفعل كبير وبالعمل عملاق وبالإنجازات (مارد).

نظرياً الكبار أربعة: أهلي.. اتحاد.. هلال.. نصر أما على أرض واقع اليوم فالذين فازوا بمهر المقدمة هم في كرة القدم ثلاثة: هلال اتحاد وشباب فلماذا نغضب من الحقيقة ولماذا نتألم.

القروني: معايير التصنيف ثلاثة

المدرب الوطني خالد القروني المدير الفني لفريق الرياض أكد أن هنالك ثلاثة أنواع من المعايير لتصنيف الأندية، الأول بحسب البطولات، والثاني بالمستويات الفنية، والثالث بحسب الجماهيرية.

ويضيف القروني (بالمعايير الفنية والبطولاتية نضع الشباب أكيد مع الأندية الكبار، لكن برأيي أن القمة تتسع لأكثر من ثلاثة وأربعة وحتى خمسة، ويجب علينا أن لا نختلف أو نتوقف كثيراً عند مثل هذه الأمور التي لا تقدم ولا تؤخر، فالقمة تتسع لأكثر من فريق لكن كما قلت بالرجوع إلى النتائج والبطولات كمقاييس فإن الشباب يعتبر من فرق المقدمة والفرق الكبيرة.

وتطرق القروني إلى معيار الجماهيرية بقوله: الشباب ينقصه القاعدة الجماهيرية وهذه لا تأتي بين يوم وليلة ولا سنة أو سنتين، بل تحتاج إلى مزيد من الوقت والسنوات، والبطولات تقف عاملاً مهماً في هذا الجانب وكذلك المستويات الفنية.

ويدلّل القروني على صدق كلامه بقوله: كان النهضة صاحب الجماهيرية الكبيرة في المنطقة الشرقية وكذلك نادي الرياض لكن أين هما الآن؟ وأين جماهيريتهما؟ لكل زمان دولة ورجال. وفي الختام ذكر القروني أن الشباب فريق يجب أن يحترم وعلى مسؤوليه أن لا يعتمدوا أساليب التصريحات المثيرة كي يجذبوا للنادي المزيد من الأنصار والجماهير فالكل يؤكد أن الشباب هو الفريق الثاني المحبب لأي مشجع في السعودية فمن يشجع الهلال أو الاتحاد أو النصر فريقه الثاني الذي يتعاطف معه هو الشباب ومن هنا فهو فريق محبوب من الجميع.

الحوار: انظروا إلى جدول البطولات

لم يبتعد كثيراً المحلل في قنوات art ومسئول الاحتراف بنادي الاتفاق خالد الحوار عن لغة الأرقام في تعليقه مؤكداً أنه بالعودة إلى سجل البطولات الأربع: كأس خادم الحرمين الشريفين وكأس سمو ولي العهد وكأس الأمير فيصل بن فهد وبطولة الدوري منذ موسم 2004 وحتى الموسم الحالي فإن الهلال يقف على رأس القائمة بعدد (8) بطولات، يليه الشباب بـ(4) بطولات، والاتحاد والأهلي ببطولتين ثم النصر ببطولة واحدة فقط.

الجوكم: تصنيف واقعي

وتناول رئيس القسم الرياضي بصحيفة (اليوم) عيسى الجوكم ومراسل وكالة الأنباء الفرنسية بالمملكة القضية من زاويته بقوله: إن كلام رئيس الشباب واقعي وصحيح لسببين، أولهما أن الشباب بات ضلعاً ثابتاً في تحقيق البطولات السعودية في السنوات الأخيرة ومن أكثر الأندية تغذية للمنتخبات السعودية بمختلف فئاتها الثلاث، وفي آخر إحصائية نجد أن هناك (5) لاعبين من الشباب ضمن صفوف المنتخب السعودي الأول لكرة القدم.

والسبب الثاني أن إحصائيات البطولات المحلية والخارجية للكرة السعودية منذ عام 1990م سجلت اسم نادي الشباب بأحرف من ذهب بدءاً من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين بعد تحول مسمى الدوري الممتاز إليها، حيث حقق اللقب لثلاث مرات متتالية، فالشباب يحصد بطولات محلية وخارجية منذ ذلك الحين. هذا بالإضافة إلى تقديمه للاعبين من عينة ال(سوبر ستار) في المحافل العالمية كالنجوم الثلاثة: سعيد العويران وفؤاد أنور ومرزوق العتيبي.وأضاف الجوكم (إن بعض الأندية التي تصنف على أنها من ضمن الأندية الأربعة الكبار سجلت تراجعاً بشكل مخيف كالأهلي والنصر وليس هذا فحسب، بل ابتعدت عن المنافسة عن الألقاب في بطولات الدوري ويكفي أن تنظر لمواقعها في إحصائيات البطولات في المواسم الخمس الأخيرة وفي سلم ترتيب فرق الدوري).

العقلاء لن يغضبوا

وقال المدرب الوطني سمير هلال خلال الست السنوات الماضية وفي البطولات المحلية باستثناء بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد فإن مقولة الرئيس الشبابي من الناحية الفنية هي عين الواقع؛ نحن لا نتحدث عن الجماهيرية، بل عن الأمور الفنية من حيث المستويات والنتائج داخل الميدان.. الترشيحات في الغالب لأي بطولة ربما حتى قبل انطلاقتها سوف لن تخرج عن ثلاثة مرشحين هم: الهلال والاتحاد والشباب.

كلام رئيس الشباب لن يزعل العقلاء من الجماهير الرياضية والمتابعين للكرة السعودية فقط بنظرة سريعة على إحصائيات البطولات المحلية ستجد أن أضلاع الكرة السعودية في الست السنوات الفائتة هم الثلاثة الأندية التي ذكرتها.

مقارنة مع الدوري الإنجليزي

من جهته قال المعلق فهد العتيبي: في الدوري المحلي الفرق التي تتمتع بإمكانيات كبيرة ونجوم من اثنين إلى ثلاثة أندية كحد أقصى ولذلك فهي من سنوات تتنافس على الدوري بينما الفرق الأخرى موسم بعد آخر تتراجع ولا تتطور إلا ما ندر, فهناك مسافة كبيرة بين الثلاثي الهلال والاتحاد والشباب وبين الفرق الأخرى ولم تعد دائرة المنافسة تتسع لأنديه أخرى على عكس إنجلترا، حيث حدة التنافس أكبر وبإمكانك أن ترشح أكثر من أربعة فرق للفوز بالدوري، أضف إلى ذلك التقارب الكبير في المستوى بين الأندية الإنجليزية مما يجعلك تتوقع أن يتفوق فريق صاعد للدرجة الممتازة ويستطع هزيمة تشلسي أو مانشستر يونايتد.

بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين:

- 2007-2008 الشباب

- 2008-2009 الشباب

بطولة كأس ولي العهد:

- 2004-2005 الهلال

- 2005-2006 الهلال

- 2006-2007 الأهلي

- 2007-2008 الهلال

- 2008-2009 الهلال

بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد:

- 2004-2005 الهلال

- 2005-2006 الهلال

- 2006-2007 الأهلي

- 2007-2008 النصر

- 2008-2009 الشباب

بطولة الدوري:

- 2004-2005 الهلال

- 2005-2006 الشباب

- 2006-2007 الاتحاد

- 2007-2008 الهلال

- 2008-2009 الاتحاد




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد