جدة - صلاح مخارش - فهد المشهوري
أصبحت بحيرة الصرف الصحي والشهيرة باسم (بحيرة المسك) بجدة منذ يوم أمس الأول الاثنين واحدة من أشهر البحيرات حيث تردد اسمها في وسائل الإعلام المختلفة، خصوصاً بعد ما تردد عن تسرب متوقع حدوثه حتى قال البعض إنه قد حدث انهيار للحواجز الرملية للبحيرة التي تتجمع فيها مياه الأمطار و(الصرف الصحي) سيغرق منطقة شرق جدة بكاملها.
وقد سارعت الأجهزة المعنية طوال الأيام الماضية إلى موقع البحيرة والبحيرات الصغيرة المجاورة لها للاطمئنان على الوضع خاصة مع تحذيرات الدفاع المدني الاحترازية من البحيرة التي يتجه وجهها إلى الأحياء القريبة من المواقع السكنية كحي السامر3 والأجواد والتوفيق. وأكد الدفاع المدني على ضرورة أخذ الحيطة والحذر من أي طارئ إلا أن الكثيرين من سكان الأحياء المذكورة سارعوا إلى الخروج من منازلهم إلى أحياء أخرى بجدة خوفاً من سيول أو حدوث تسرب للبحيرة. (الجزيرة) وقفت عصر أمس على البحيرة لنقل الصورة الحقيقية من موقعها عن وضعها الحالي، حيث اتجهنا في الثالثة عصراً نحو شرق جدة مخترقين الأحياء التي تسبق البحيرة، إذ كانت بعض المحلات التجارية مغلقة وبعض السكان غادروا منازلهم في الوقت الذي بقي فيه السكان والعاملون في تلك الأحياء في مواقعهم بعد أن اتجهوا نحو البحيرة ورأوا واقعها عن قرب وفضلوا البقاء على المغادرة. اتجهنا وسط طريق مليء بالوحل ومياه الأمطار حتى سرنا في طريق رملي طويل امتد الى عشرة كيلومترات وبدأت فيه حركة السيارات تقل شيئا فشيئا عدا من سيارات الخدمات (الونشات والسطحات) التي يعمل أصحابها في تلك المنطقة وينتشرون هذه الأيام لسحب سيارات تعطلت من السيول الأخيرة بذلك الطريق وبقيت على حالها، وفي الطريق أيضاً كنا نشاهد سيارات نقل النفايات الثقيلة التي كانت تقوم بالاتجاه لمرمى النفايات الجديد قرب البحيرة، إضافة إلى بعض السيارات الأمنية التي تتجول في المنطقة وسيارات أمانة جدة التي كانت تتابع الوضع في المنطقة. ووصل فريق الجزيرة إلى البحيرة بعد طريق شاق ومسالك وعرة وأسفلت مهشم بفعل الأمطار والسيول الأخيرة لنجد تواجدا من مواطنين بالقرب من البحيرة وكذلك تواجد فريق من التلفزيون السعودي حيث كان يتابع في تقارير له ما يتعلق بأمر البحيرة فكان البعض يسأل ويتابع ويطمئن ويغادر والبعض الآخر يجلس متفرجا رغم صعوبة المكوث في الموقع لوقت طويل نظرا للروائح الكريهة في الموقع، وفي الوقت ذاته كانت هناك سيارات ومعدات أحضرتها أمانة محافظة جدة تقوم بالردم والعمل المتواصل في البحيرات الأخرى الصغيرة القريبة من بحيرة المسك. مساحة بحيرة المسك الكبيرة جدا وحجم المياه الموجود وارتفاعه يؤكد صعوبة التسرب حاليا للمياه منها فالأوضاع حاليا مطمئنة تماما لأهالي جدة لان هناك مسافة كبيرة جدا بين علو البحيرة والمياه بداخلها وحسب تأكيدات المقاولين في الموقع الذين يقومون بعمليات الردم يؤكدون أيضا صعوبة التسريب منها وما يقومون به أيضا هو إجراء (احترازي).