لم يكن غريباً.. ولا مستغرباً أن يكون القائد والأب صاحب القلب الأبيض الملك الإنسان؛ عبدالله بن عبدالعزيز، الأقرب إلى أبنائه.. في شتى الظروف.. والأوضاع.. فرحا حين يكون الفرح ناصبا خيامه.. حزينا حين يسكن الحزن قلوب الأبناء وأفراد الأسرة، سعيداً حين يرى علامات البشر ترتسم على جبين كل مواطن، إنه قائد يتفرد برهافة الإحساس.. ينبض العطوف.. القلب المتدفق عاطفة.. والنبع الذي يروي ظمأ العطاشى..
- كارثة جدة.. تسونامي الأمطار الذي كشف الكثير والكثير.. السيول والأمطار التي عرت كل شيء.. فاجعة أودت بحياة الكثير من أبناء الوطن.. ذهبت بالكثير من الممتلكات.. حدث لم يكن بعيداً عن قائد الوطن ولم تكن الفاجعة حدثا عاديا عابرا يتعامل معه كأي حدث.. بل كان ألما.. وفاجعة بالتأكيد ألمت قائد الوطن.. وأحزنته.. وتألم أكثر مما تألمنا نحن..
- حدث كشف الحقيقة.. وبين حقائق كانت تتوارى خلف من يحاولون تورية كل شيء.. لكن الحقيقة.. لا بد وأن تتعرى.. والواقع ظهر تحت الشمس.. وحجم الدمار لن تخفيه التصريحات المتضاربة.. ولم تعالجه التصريحات الجوفاء التي استمرأنا تكرارها عند كل حدث.
- قرار قائد الوطن.. لم يكن مفاجئاً.. لم يكن مستغرباً.. أبداً.. فقد اعتدنا منه -حفظه الله- حرصه على كل مواطن وإن كان يعيش في مكان قصي من الوطن.. فهو وإخوته من سكان المدينة والبلدة عنده سواء، فهو -حفظه الله- يمثل رعاية تفوق المعتاد.. هاجسه أبناء وطنه.. سلامتهم، خدمتهم مهما كلف الدولة من نفقات.. إنه جسد بقراره مقدار ما أصابه ولامس مشاعره كراعٍ وقائد لها الوطن الشامخ العزيز. التعويضات المادية والمساهمة في التخفيف على كل من فقد عزيزا وغاليا من ذويه في هذه الكارثة، إسهام كريم منه -حفظه الله- بالتقليل والتخفيف على كل من أصيب.. لكن أن يترجم حفظه الله مطالب الكثيرين من أبنائه بالتحقيق مع كل من له دور أو عمل أو تسبب في وقوع هذا المصاب هو ترجمة فعلية لما كان يطالب به وفقه الله وعملا يفترض أن يتم لمحاسبة كل من له يد؛ كبر أم صغر.. لأن الوطن والمواطن فوق كل المصالح والأهواء والرغبات، كي يعرف كل من ضعفت نفسه.. أو تبلدت وطنيته وترمد إخلاصه وطغت المصالح، أنه لن يفلت من يد الحق والعدل، ولن يكون بعيدا عن المساءلة والمحاسبة.
قرار سيد الوطن القرار البلسم
عبر عن روح المواطنة الحقة وجسد تطلعات كل مواطن آلمه وأحزنه مشاهد الكارثة.. وصور الدمار التي طالت ثاني مدن المملكة وأهمها.. بورك عطاؤك أبا متعب وبورك قرارك.. ودمت للوطن والمواطن عزا.. ورمز فخر وافتخار.
- القريات