Al Jazirah NewsPaper Tuesday  01/12/2009 G Issue 13578
الثلاثاء 14 ذو الحجة 1430   العدد  13578
إقليم الهلال العظيم؟
بقلم فهد الصالح

 

استعارة:

في حضرة لقب القرن

عبثت بي الاشواق

حدقت بلا وجه

ورقصت بلا ساق؟!

(1)

إقليم الهلال

إقليم لا حدود له!!

ولا مقاييس له..؟

ولا مفر منه!..؟

إقليم الهلال..

إقليم لا يتوقف عطاؤه!

ولا ينضب معينه؟

ولا تبخل سماؤه!؟

إقليم الهلال..

لا ترتعد فرائصه من رهبة المكان

فالأمكنة كلها له!

ولا تنتفض جوانحه من خشية الزمان

فالأزمنة كلها له؟

ولا يفكر في مواجهة من ازداه قدره أمامه

فالمواجهة بالنسبة له.. لا بالنسبة عليه!؟

ولو لم يعطي هذا الهلال جل الفرص وسوادها..

ومناقب الذهب وبنودها..

لساد وإن كان غريبا.. متوحداً

ولكثرت الحاجة إليه ولو كان فقيراً معدماً

(فالإقليم عرقا) دساساً ينتصر لصاحبه حيث كان واين حل.

(2)

ونواة صنع إقليم الهلال ذاك البالغ مشارف الخمسين صنعاً..

السبعين عمراً..

أهيف البدن

ممشوق القوام

مزجج الحاجبين

ناصيته أعنان السماء

وأقدامه أوتاد الأرض

وأقدامه أوتاد الأرض

تحسبه للوهلة الأولى اصغر بسنين

فتزعم أنك ستراه كرّة أخرى

رؤية تورث ولعاً.. وتحركه

وتقضي شوقاً.. وتوقده

فهو حالم متنقل في ظلال هذا الحلم

وواقع متجسد في حقيقة ذاك العلم

الذي تتراوحه المسافة بين الطول والقصر؟

إنه مؤسس هذا الكيان وشيخه عبدالرحمن بن سعيد

ذاك الذي شكله إقليم الزعيم حسب ظروفه واحداثه واتجاهاته!!

(3)

الآن وبعد كل هذه السنين من الجدل.. من الصبر.. من التشكيك والمماطلة

ها هو الهلال في الأوج..

قد قلع أسنانه التي وقع منها السوس!!

وحل معطفه الذي نال منه الدود؟

وقطع ذكراه التي أصابت منه كبد النون!؟

ثم خرج على عشاقه كمحارة تخرج لؤلؤة من قلبها..

خرج علينا وهو متقلداً نيشان القرن الآسيوي

تلك التي يغسل فيه

ماضيه بحاضره

وقديمه بجديده

وعتيده بضليعه

ليعيش في كيان قلوب عشاقه..

في وجدانهم..

في جوهرهم..

لا يموت أبداً..

بل أن أجمل ما في أمرهم

أنه سلوتهم إذا ضاقوا!

وأنيسهم غذا ضجروا؟

وفرحتهم إذاتعسوا؟

وإذا ساروا يداً بيد..

ودرباً بدرب..

وقلباً خدن لقلب..

في عالم لا ضحى له ولا مماثل به..

يتهامس الإتقان والإبداع بالظافر به..

فتمتد يدهم الحرة الطليقة نحوه

متلقفين وقابضين به عنان الذهب

وهل يوجد ابهى من زينة (القرن) لمعانقة تلك الصورة الوضاحة؟

(4)

أما من جار عليهم الزمن وعفى

فالشجى الآن يخنقهم

والجوى يرمضهم

ورمد المقلة تغمضهم

فهم دعاة السلطة المطلقة

استبداد الذات

ولهم الأنا

حياة في أتون البؤس!

وتململ في لجة الأمس؟

واتهام في جلسة أنس!؟

تحريض وتأليب..

بيد أن (الإقليمي) لا يبالي (بالمحلي)!

وان ربط هذا (الاقليمي) الهلالي على مائة عام من التأسيس

المحلي؟

فقد نظر في جميع الاعتبارات

وشاء في كل الاتجاهات

ثم ناءت عينه.. وانكشف قناعه

فرسمه وحديثه لا يلغز.. ولا يهمز

قلبه كبير يأخذ ويعطي..

مشاعره تتدفق وتسقي

ذهنه يبقى ويحصي

فلسفته صافية لأنها موجودة

وكثيرون من الناس يفلسفون..

فهل هم فلاسفة؟

وكثيرون من المهمشين يزعمون..

فهل هم زعماء؟

وكثير منهم يتأقلمون..

فهل هم إقليميون؟

إنها نظرة الهلال حين تكون رقراقة.. متلألئة كعشق محبيه

المكتظين في إقليمه الهائل..

(5)

أولئك

ولأنهم ينوءون بحملهم

فلا يمكن أن يتجاوزوا المحلية ويتخطونها إلى الإقليمية كما هو الهلال

اتعلمون لماذا؟

لأنهم يشكون من ضعف..

ويتوجسون من خوف..

وعندما تسألهم عن الخطب!

يرمقونك بنظرة مفترسة..

فيهولك ما يشوبهم

ويفضعك ما ينالهم

لتناجي نفسك في الغسق الجديد..

يا ااا له من هلال إقليمي يسير على ركام من توجسهم وحيرتهم وخوفهم نحو العلياء

بازغاً كفجر جماهيره الهائلة.. الهادئة.. العاشقة

تلك التي يبث بهم روح الهنيئة والفخر بصنيعه (الأسر).

ليموجوا ويمتزجوا في الغسق الأزرق الوضاح..

والصوت الشجي الصداح..

لأقصى بقعة في تلابيب الأرواح الزرقاء

ويا اا له من مجد يبزغ ويسطع في محفل النور

لا تجاويف الظلام!!

ودهاليز الغمام!؟

فسحبه تصلك أينما كانت..

وحيثما حلت..

أجل سحب الإقليم تهطل حيث شاءت

وأينما باءت..

أوليس الإقليم حضارة.. وسيادة تمتد إلى كل التضاريس..

والطقوس.. والبيئات؟

(6)

والهلال فريق الإقليم الشاسع ذاك المسمى (القرن الآسيوي)

لا يتورع في معانقة أحبابه أينما حل ليأتوه بدورهم..

مسرجين أرواحهم.. ومتجهين إلى حث نصرته في فضاءاته

الرحبة

ومشبعين ذائقتهم الشرهة

ممتعين أعينهم بكراته (السهلة الممتنعة)!؟

ومشنفين آذانهم بصوت مده الهائل..

هناك..

هناك هلال يغنينا عن بهرج القول ولغة النفاق.. هناك.

هناك هلال يكفينا النظر إلى الأشياء..

ويشدنا إلى الصدق دون زيف أو خداع أو مراوغة.. هناك إلى حيث امتزاج مواهب الزعيم بإقليمه البشري الهائل..

هناك حيث الراحة والأنس والإنسجام..

هناك حيث الحياة بمقوماتها البكر الاصلية..

عاشق ومعشوق..

استجابة مواهب لنغم الجماهير..

هناك..

صدق تسمع..

عبق تشم..

حق ترى..

توافق تعيش..

هكذا نريد أن نبقى..

هكذا نريد أن نكون!!..

(7)

هلال القمر والأرض

كيف لا.. وجماهيره تنشده الفرح.. وتقرنه الطمأنينة.

وتنسيه وحشة المكان..

وقع الزمان..

فكان الهلال على الوعد..

كلما انشدته جماهيره الفرح..

انشدها هو لحن الفوز..

كلما أنشدته موال الطمأنينة..

اجابه هو بأنشود الانتصار والعز

وكلما حاولت ثلة الجماهير (المحلية) المندسة.. النيل منه..

اختار الزمان.. والمكان..

ليقلب الطاولة..

ويرفع كلتا يديه إلى السماء

ويترك لأقدام نجومه القيام بدور محامي الدفاع!

(8)

ولا شك أن الهلال بإقليميته وقرنه المتوحد قد تجاوز أمور ومراحل كثيرة..

جعلته مع الزمن يقبع في مكان بعيد.. خلي لن يصله فيه الآخرين

بسهولة..

فالمجد صنوف..

والعز فنون..

والهلال شامخ برجاله الأوفياء..

الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل كيانهم وعشقهم

والقصص في هذا السياق تطول.. وتطول.

لعل آخرها تكبد مشقة وعناء الكيان من أجل وطن هو أغلى من الذات!!

وقبل ذلك كان (رجاله) يرفضون شرب القهوة البدوية من أجل الهلال..!!

ويسرون مع سراة الليل من أجل عيون الهلال..؟

إنها تضحيات يدركون بها أن الفريق حين يتعدى حدود المحلية إلى الإقليمية فإنهم أمام أمانة تعني إنكار الذات.. والوقوف على البذل..

وأي حلاوة أعذب وأشجى من البذل في الهلال!؟

(9)

فصحى:

ونحن أناس لا توسط عندنا لنا الصدر دون العالمين أو القبر

(10)

ولا صار ما لك اليا منك ركضت اغبره

شوري عليك اترك البيدا... وكب الطراد




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد