جدة - صلاح مخارش :
قام صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة بعد ظهر أمس بجولة ميدانية تفقدية لعدد من الأحياء والمناطق بمدينة جدة التي تضررت مؤخراً من جراء السيول, رافقه خلالها صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة وأمين المحافظة المهندس عادل فقيه ومدير عام الدفاع المدني الفريق سعد التويجري. واستهل سموه جولته التفقدية بتفقد نفق طريق الملك عبدالله الذي تم رفع مياه السيول منه وفتحه أمام السير. ثم توجه سموه إلى مركز الإسناد والطوارئ الاحتياطي لقوات الدفاع المدني الذي أقامته المديرية مؤخراً في المطار القديم للتدخل وقت الحاجة لمساندة فرق قوات الدفاع المدني الأخرى العاملة حالياً بالمواقع المتضررة. واستمع سموه إلى تقرير مفصل عن الأودية الواقعة جنوب وشرق وشمال محافظة جدة ومساراتها من واقع الطبيعة والمسار والاتجاه الذي سلكته السيول الجارفة من هذه الأودية ودخولها إلى أحياء وشوارع المناطق الواقعة جنوب وشرق مدينة جدة. كما استمع سموه إلى تقرير مفصل عن الجهود التي بذلتها قوات الدفاع المدني حتى ظهر أمس والمتمثلة في إنقاذ 2379 شخصاً وإيواء 3246 شخصاً، وانتشال 106 من الجثث وتلقي 24 بلاغاً عن مفقودين يجري التعامل معها.
وشكر سموه قوات الدفاع المدني وأمانة محافظة على ما بذلوه من جهود وحث الجميع على بذل المزيد لإزالة آثار السيول ومساعدة المواطنين والمقيمين وتلبية حاجاتهم ورعايتهم. بعد ذلك توجه سمو الأمير خالد الفيصل إلى طريق الحرمين السريع وتفقد المنطقة الواقعة شرق الجامعة ومنطقة طريق مكة القديم من الكيلو 9 إلى الكيلو 14 وأحياء القويزة وحي الصواعد وأبرق الرغامة والجامعة، حيث اطلع سموه على حجم الأضرار والآثار التي خلفتها السيول بتلك المناطق وتفقد سير عمل الأجهزة المختلفة في تلك المناطق لإزالة الأضرار وفتح الطرق الرئيسية والشوارع الفرعية أمام السير. عقب ذلك استقل سموه ومرافقوه من المسؤولين طائرات عمودية تابعة للدفاع المدني للإطلاع على الأودية ومساراتها والأحياء المتضررة.
بحيرات الصرف الصحي
كما اطمأن سموه خلال جولته بالطائرة على أوضاع بحيرات الصرف الصحي، وبخاصة البحيرة الرئيسية، وعلى الجهود التي تبذلها الأمانة وقوات الدفاع المدني والأجهزة ذات العلاقة في مراقبة ومتابعة منسوب المياه بالبحيرات على مدار الساعة. وشدد سمو أمير منطقة مكة المكرمة على مراقبة تلك البحيرات ومتابعتها والاستعداد واخذ الحيطة لمواجهة أي تسرب قد يحدث، وتنبيه المواطنين والمقيمين وأصحاب المزارع القاطنين في مسار التسرب بأخذ الحيطة فيما لو حدث تسرب أو تدفق للمياه من هذه البحيرات لا قدر الله أو هطول أمطار.
القيادة تبدي اهتماماً كبيراً
وأكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله أبدوا اهتماماً كبيراً للحالة التي كانت عليها محافظة جدة بعد كارثة السيول.
المليك وضع جميع الإمكانات تحت التصرف
وأوضح سموه في تصريح صحفي عقب الجولة أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وجه بوضع جميع الإمكانات تحت تصرف اللجان التي شكلت لخدمة ومساعدة المتضررين من هذه السيول من ناحية إيوائهم وإسكانهم وصرف الإعانات لهم لتمكينهم من العيش الكريم كغيرهم في هذه البلاد التي يحرص قادتها دائماً على راحة وسلامة المواطن في كل الأحوال.
نظرة عقلانية
وعبر سموه عن ألمه لما شاهده من آثار السيول والتلفيات التي خلفتها داخل وخارج مدينة جده مشيراً سموه إلى أن الكوارث الطبيعية تحدث في جميع أنحاء العالم وأن ما حدث يجب النظر إليه بنظره عقلانية وحيادية.
من فقدناهم أبناؤنا
وأعرب سموه عن تعاطفه مع الأسر التي فقدت أبناءها وبناتها جراء هذه الكارثة وقال سموه (إن من فقدوهم هم من أهلنا ومن ذوينا كما هم من أهلهم ومن ذويهم وخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني يرون في كل ابن وبنت في المملكة ابناً وبنتاً لهم) داعياً الله سبحانه وتعالى أن يتغمد المتوفين بواسع رحمته.
تعويض المتضررين
وأكد سموه حرص قيادة المملكة على تعويض جميع المتضررين جراء هذا الحدث المؤلم مبيناً سموه أن مثل هذه الكوارث الطبيعية تحدث في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء بيد أن ما حدث في بعض أحياء جدة عائد إلى أن هذه الأحياء التي تضررت سويت مخطاطتها وبنيت منازلها على مجاري سيول الأودية وفي ذلك خطأ كبير في التخطيط والتنفيذ والتطبيق إلى جانب تأخر مشروعات تصريف السيول والصرف الصحي وكمية الأمطار الكبيرة التي هطلت على المحافظة.
تشكيل عدة لجان من الملك وأخرى من الإمارة
وبين سموه أن هناك لجاناً وجه بتشكيلها خادم الحرمين الشريفين ولجاناً اخرى من إمارة المنطقة للوقوف على أثار هذه الكارثة الطبيعية وسترفع تقارير هذه اللجان في أقرب وقت إلى المسوؤلين مع تحديد جميع عناصر الخلل في المخططات وإصلاح هذا الخلل بطريقة صحيحة تضمن فتح الطريق أمام السيول لتصل من الجبال إلى البحر مباشرة.
تسرب المياه من السد بحيرة الصرف
وجواباً على سؤال عن بحيرة الصرف الصحي، وتنبيه الدفاع المدني للمواقع القريبة منها، قال سموه: (ليس هناك خطورة الآن فالمفيض الاحترازي للسد هو الذي امتلأ بالسيول التي أتت من وديان أخرى، وبدأ يتسرب منه بعض الماء، وهو الآن منخفض عن آخر ارتفاع له، والتسرب ليس من سد البحيرة نفسها، وللوقاية فحسب بلغ الدفاع المدني لاتخاذ الإجراءات اللازمة بأن يبلغ الأحياء التي ربما يتسرب إليها أي شيء، وإذا حدث وفاضت المياه بشكل أكبر وهذا مستبعد الآن لكن ليكون عند أهل الأحياء خبر، لأن من واجبنا وواجب الدفاع المدني بأن ننبه أي مواطن على طريق هذا الوادي، والوادي الآن ليس فيه خطورة والتسرب إلى الآن لا يدعو إلى القلق ولكن من باب الحيطة وحتى يكون الجميع على علم وبخاصة أول حي وهو السامر 3 هو الذي بلغ أهله بأخذ الحيطة فقط).
محاسبة المسؤولين
ورداً على سؤال لـ(الجزيرة) حول المسؤول عن ما حدث خاصة وقد غرق بهذه السيول طريقا جديداً وهو نفق طريق الملك عبدالله بالإضافة إلى عمليات جرف كل شيء في بعض الأحياء قال سموه إن النتائج ستظهر قريباً جداً ونحن لا بد أن نكون صريحين في تحري الدقة والوضوح حتى على وسائل الإعلام أن تكون صريحة في تحري الدقة والوضوح واخذ الموضوع دون انفعال غير عقلاني وأهاب سموه بالصحافة والإعلام أن لا يتخذون من هذه الكارثة موضوعاً لتصفية حسابات.
استعداد الأخطار المتوقعة
وعن استعدادات كافة الأجهزة في محافظة جدة لمواجهة الأخطار المتوقعة لا قدر الله جراء الأمطار والسيول إذا ما حدثت خلال الأيام القادمة، وكذلك حصر الضحايا والأضرار بشكل دقيق وتعويض أصحاب المنازل، قال سمو أمير منطقة مكة المكرمة (إن هناك استعدادات واحتياطات كبيرة لمواجهة أي طارئ لا قدر الله مبيناً وإن عدد الوفيات وصل إلى 106 أشخاص والممتلكات لم يتم حصرها بشكل دقيق حتى الآن وهي كبيرة جداً وبالنسبة لتعويض أصحاب المنازل سيتم الإعلان عن ذلك من قبل الجهات المختصة وسوف يصدر بها تعليمات وتوجيهات).
من جانبه، أوضح أمين جدة المهندس عادل فقيه انه تم تشغيل محطة تنقية المياه على بحيرة الصرف الصحي وستنتج يوميا 96 ألف متر مكعب من المياه المنقاة اعتباراً من اليوم (أمس) وسيتم تصريفها عن طريق مجرى السيل بحي الجامعة ومن ثم إلى البحر لتخفيف منسوب المياه في البحيرة متوقعاً أن يساهم ذلك في تخفيف منسوب المياه خلال الأيام القادمة بشكل كبير.