Al Jazirah NewsPaper Tuesday  01/12/2009 G Issue 13578
الثلاثاء 14 ذو الحجة 1430   العدد  13578
فيما تشتكي مفوضة الاتحاد الأوروبي من البطء في المفاوضات
مدير منظمة التجارة العالمية يحذر الوزراء المشاركين من مواجهة لحظة الحقيقة

 

الجزيرة - الالمانية:

بدأت منظمة التجارة العالمية أمس الاثنين في مقر رئاستها بمدينة جنيف السويسرية أول اجتماع للدول الأعضاء، على المستوى الوزاري، منذ 4 سنوات من أجل إعطاء دفعة جديدة لجولة التجارة العالمية المتعثرة وسط تحذيرات من أن الوقت ينفد أمام التوصل إلى اتفاق.

ورغم عدم إدراج مفاوضات تحرير التجارة العالمية على جدول أعمال الاجتماع الذي يستمر ثلاثة أيام، إلا إنه من المرجح أن تحتل قضية جولة مفاوضات الدوحة المجمدة موقعا رئيسيا على أجندة الاجتماعات، حيث جدد الوزراء دعمهم للتوقيع على اتفاق بحلول نهاية عام 2010، من ناحيته حذر باسكال لامي، مدير منظمة التجارة العالمية، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية من أن الوقت ينفد أمام إمكانية التوصل إلى اتفاق لتحرير التجارة العالمية.

وأضاف أن الوزراء المشاركين في الاجتماعات يواجهون الآن (لحظة الحقيقة)، وعليهم اتخاذ قرار بشأن التوصل إلى اتفاق لتحرير التجارة خلال الموعد المحدد. واعترف لامي بأنه لا تزال هناك مفاوضات شاقة قبل الوصول إلى نهاية ناجحة لجولة مفاوضات الدوحة. وبدلاً من النظر في اتفاق للتجارة، يرى لامي أن الاجتماع يقدم (منبراً للوزراء لاستعراض أداء هذه المنظمة).

وكررت مفوضة التجارة بالاتحاد الأوروبي، كاثرين اشتون، التي يتوقع أن تتولى أكبر منصب دبلوماسي أوروبي، نفس مخاوف لامي، حيث حذرت من أن المفاوضات تسير ببطء شديد للغاية(، وبدرجة تجعل التوصل إلى اتفاق بحلول الموعد النهائي عام 2010 أمراً صعباً.

يأتي الاجتماع الذي بدأ أمس ويستمر حتى 2 ديسمبر، بعد مرور عشر سنوات على اجتماع منظمة التجارة العالمية الوزاري بمدينة سياتل الأمريكية والذي هدف إلى دفع عجلة تحرير التجارة العالمية، وتمثل الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية حوالي 95% من إجمالي التجارة العالمية، وكان آخر اجتماع للوزراء عقد عام 2005 في هونج كونج، كما تم تأجيل اجتماع كان من المقرر أن يعقد عام 2007 بسبب عدم إحراز تقدم في جولة الدوحة التي انطلقت في العاصمة القطرية عام 2001م.

تأتي اجتماعات منظمة التجارة العالمية في ظل مؤشرات على تعافي الاقتصاد العالمي من أسوأ موجة ركود يتعرض لها منذ ثلاثينيات القرن العشرين. في الوقت نفسه، شدد الوزراء المشاركون في الاجتماعات بالفعل على أهمية الدور الذي تلعبه التجارة في مساعدة اقتصاد العالم للخروج من دائرة الركود. وقبيل انطلاق الاجتماعات أصدرت الدول النامية بيانا دعت فيه وزراء المنظمة إلى (التحرك العاجل) من أجل المضي قدماً في جولة محادثات الدوحة.

وقال البيان إن هناك حاجة (ملحة لترجمة البيانات السياسية إلى اتفاق ملموس في جنيف حتى يمكن تحقيق الهدف المشترك وهو إتمام جولة الدوحة عام 2010م). يضم تجمع الدول النامية اقتصادات كبيرة صاعدة مثل الصين والهند والبرازيل والمكسيك. ومن المنتظر أن تؤكد الاجتماعات الدعوة التي أطلقتها هذه الدول من خلال تأكيد الوزراء المشاركين التزامهم باستكمال جولة الدوحة وفقا للجدول الزمني الجديد المتفق عليه.

وينتظر الوزراء المشاركون في الاجتماعات أي إشارات مشجعة من جانب إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول استعدادها لتقديم دفعة جديدة لمفاوضات تحرير التجارة العالمية المعطلة. وقال رون كيرك، المسئول التجاري الأول في إدارة أوباما، قبل انطلاق اجتماعات اليوم إن الولايات المتحدة ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق لتحرير التجارة العالمية.

وأوضح أن بلاده تشارك مع الاقتصادات الأخرى، وتلعب دورا قياديا داخل منظمة التجارة العالمية من أجل تعزيز الصادرات الأمريكية وتوفير المزيد من الوظائف ذات الأجر المرتفع للأمريكيين، بناء على قاعدة العرض والطلب. من جانبه، قال نستور ستانكانيلي، كبير مفاوضي الأرجنتين التجاريين، (نحن في خضم أزمة دولية.. التجارة متعددة الجنسيات مهمة لمساعدتنا في الخروج من هذه الأزمة).

جاء تصريح ستانكانيلي في مؤتمر صحفي لما يسمى بمجموعة كيرنز، التي تضم 19 دولة من أكبر الدول المصدرة للمنتجات الزراعية في العالم. من جهة أخرى، قال شين ديمنج وزير التجارة الصيني خلال المؤتمر إن الأزمة أظهرت أيضا الحاجة إلى إجراء تغيرات في منظمة التجارة العالمية.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد