Al Jazirah NewsPaper Tuesday  01/12/2009 G Issue 13578
الثلاثاء 14 ذو الحجة 1430   العدد  13578
الحبر الأخضر
كبيرة والله يا الخطوط السعودية!!
د. عثمان بن صالح العامر

 

في الوقت الذي كان المسلمون فيه يرفعون أيديهم بالدعاء يطلبون من الرحمن الرحيم العفو والمغفرة في هذا الوقت بالذات كانت الأكف في مطار الملك خالد في الرياض ترتفع إلى السماء تدعو على موظفي الخطوط السعودية خاصة بعض العاملين منهم في خدمات الركاب الذين لم يحسنوا إدارة الأزمة ولا التعامل مع الجمهور الذي بقي في الصالة الداخلية لأكثر من يومين، وعيّد الكثير منهم هناك، وربما كان المحظوظ من هؤلاء المنتظرين على أحد الخطوط السريعة مع سيارة أجرة، ليس هذا فحسب؛ بل كان الدعاء على موظفي غرفة التحكم في جدة الذين كانوا يتكتمون على المعلومات بشكل غريب ويصرّفون الرحلة بطريقة عجيبة!!، وتجاوز الأمر بعد أن اشتد الحال إلى توقيع عدد من المواطنين ومن كل الطبقات والأطياف على شكوى خطية شديدة اللهجة إلى المهندس خالد بن عبدالله الملحم المدير العام للمؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية. لقد عشت المشهد بتفاصيله المرة، ورأيت كيف نحن نوظف القدر في تبرير كثير من أخطاء أجهزتنا حين الأزمات، رأيت كيف نغرق في شبر ماء، لقد تعامل كبار الموظفين مع الجميع باستثناء جنسية من الجنسيات!! بلغة الاستعلاء، لم يكن هناك استراتيجية واضحة لكيفية التعامل مع الحدث (تعطل النظام بأكمله بسبب الفيضانات على محافظة جدة)؛ لذا كانت الفوضى والتذمر ورفع الصوت بل ومد الأيدي ودخول المكاتب التي خلت في كثير من الأحيان من الموظفين الذين اضطرهم الوضع المتأزم للهروب والتواري عن الجمهور؛ الأمر الذي جعل البعض من المواطنين المتطوعين الذين استقر بهم الحال هناك ولساعات طويلة يتنقلون بين البوابات يبلغون الناس الذين تجمعوا بشكل مأساوي وينقلون لهم ما يسمعون من أخبار سارة أو مرة. صور يلتقطها الراصد لهذا الحدث بكل بساطة ويُسر، ولعل من الأخطاء التي وقع فيها المسؤولون في الخطوط ما يأتي:

* تسيير رحلات إلى المناطق القريبة من الرياض (القصيم والدمام)، وصرفها عن مناطق أخرى بعيدة، مع أن بإمكان المسافر إلى مثل هاتين المنطقتين أن يصل قبل صباح العيد إلى أهله على السيارة بسهولة ويُسر، وحين السؤال المحدد (على أي أساس يتم اختيار الرحلات التي تغادر؟ ومَنْ المسؤول عن ذلك؟)، كان الجواب وبكل وضوح: لا نعلم في الرياض عن شيء، هذا الأمر من مركز التحكم في جدة، حتى المدير المناوب ومشرف الخدمات لا يعلم.. مصيبة.

* إعلان إلغاء رحلات، وبعد خروج المسافرين بساعة يعلن عن تسيير هذه الرحلة أو تلك.

* إلغاء رحلتين والطلب من المسافرين التوجه للمشرف من أجل الحصول على سكن حتى يتم الإبلاغ من مركز التحكم في جدة متى ستكون ساعة الإقلاع، والسكوت المطبق عن بقية الرحلات ولمدة تزيد على العشرين ساعة، وعدم توفير سكن لهم، مع أن من حقهم الطبيعي ذلك.

* تسيير رحلتين لمنطقة واحدة خلال سبع ساعات، مع أنها ليست من المناطق ذات الكثافة السكانية، وجزماً عدد الركاب محدود.

* إعطاء كروت صعود الطائرة واستلام العفش ومن ثم توجه الراكب للصالة الداخلية مع أن الموظف يعلم أنه لا يمكن لهذا المسافر أن يسافر قبل 10 ساعات؛ ما أدى إلى تزاحم الركاب ليلة العيد بشكل ملحوظ، والحديث في هذا يطول، والصور التي رأيت صعبة، وما ذكرته غيض من فيض. بصدق نحن لا نعرف كيفية إدارة الأزمات. وإلى لقاء، وكل عام وأنتم بخير.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد