Al Jazirah NewsPaper Tuesday  01/12/2009 G Issue 13578
الثلاثاء 14 ذو الحجة 1430   العدد  13578
الهيئة والمرور ودرس الهيبة
فهد الحوشاني

 

مع المقارنات تتضح الفوارق بين الأشياء وقديماً قالت العرب: (وبضدها تتميز الأشياء)! ودعونا نجري حواراً هادئاً لمقارنة هيبة الهيئة ب(هيبة) المرور! فما نشاهده من تفحيط وسرعة وكثرة حوادث تقاطعات الشوارع الفرعية وقطع للإشارات حتى بوجود رجال المرور! يعطينا مؤشراً بأن هيبة المرور في أدنى مستوياتها! فهذا الجهاز الحيوي لو انضبطت أحواله لضبط سلوك السائقين، فالمرور هو السبب الرئيسي لما نحن فيه من فوضى، بل ويتحمل مسؤولية بعض الحوادث التي تقع لأنه تساهل في ضبط سلوك قاطعي الإشارات والمخالفين فأودوا بأنفسهم وبغيرهم إلى الهلاك! ولعلكم تلاحظون خاصة في فترة الصباح إشارة مرورية يقف عندها دورية وعدد من أفراد المرور لتنظيم السير وتخفيف ما يسميه المرور (بالكثافة)! فماذا يعني ذلك؟ وما قيمة أن يكون هناك إشارة إذا كان المرور سيعززها بعدد اثنين ودورية! ألا يعني ذلك أن المرور يقر بأن السائقين لا يحترمون إشاراته المرورية فيعززها بأفراد ينظمون المرور بيد واليد الأخرى تمسك بالجوال! في هذا المقال سأقارن بين هيبة الهيبة وهيبة أو (لا هيبة) المرور!!

قبل الأذان للصلاة نلاحظ أن البائعين وأصحاب المحلات والورش بلا استثناء يبدؤون الاستعداد لإغلاق محلاتهم وما أن يسمعوا صوت فتح الميكرفون من قبل المؤذن إلا وتبدأ المحلات بالإغلاق وبعد لحظات تجد أن حركة السوق الذي كان يعج بالناس قد تعطلت تماما، تحاول اللحاق ببائع يغلق بقالته تريد علبة ماء فيقول لك: هيئة أو مطوع!! تقول له بان المؤذن ما يزال يؤذن يلتفت يمينا ويسارا وحتى إلى الأعلى ويقول لك بلهجة القاطع أمره على إغلاق البقالة وقد أعطاك ظهره مهرولا!! (لا لا مطوع يجي بعدين مشكلة)! تنظر يميناً ويساراً وفوقاً فلا تجد لا مطوع ولا هيئة!! فما هو السبب لهذا الانضباط العجيب الذي فرضته الهيئة على البائعين والمتسوقين للانصياع لنظام فرضته وطبقته! إن السبب الوحيد هو أن لدى الهيئة ورجالها (جدية) في تطبيق النظام الذي اتخذوه وأقروه لأنفسهم، دون أن أدخل في كيفية وآلية التطبيق والتجاوزات أو الأخطاء التي تحدث (أحيانا) من قبل أفراد الهيئة ويتناقلها الناس بتذمر في مجالسهم! انه إذا القانون بما تعنيه هذه الكلمة الذي تفرضه الهيئة منذ زمن طويل ولا يزال حيز التطبيق ويحذر من مخالفته المغادرون لغيرهم من القادمين للعمل في المملكة!

إن تطبيق الهيئة لأنظمتها وعدم التساهل فيها جعل هذا النظام ساريا وضابطا لسلوكيات البائعين وأصحاب المحلات، البائع يعرف انه لو خالف النظام فسيجد نفسه بعد لحظات مستضافا داخل (الصالون) ! وبعدها سيجد نفسه في سين وجيم وربما صاد وضاد ومن وعلى وحتى آخر حروف الجر! سيارات ومشاة ودبابات وأفراد المرور تفوق أعداد الهيئة وأفرادها ومع ذلك فإن المقارنة ليست في صالح المرور!

ما أريد أن أصل إليه هو أن الحزم في تطبيق الأنظمة هو سر التزام الناس بها هل تذكرون عندما اقر المرور تطبيق ربط حزام الأمان فيما يسمى بسنة (ربط الحزام) حيث التزم السائقون بشكل لافت بذلك القانون ولكن (تراخي) المرور في المتابعة جعل الناس يتراخون فالسبب الأول هو المرور نفسه! فهل يقوم الأخوة بإدارة المرور بمعالجة هذا الخلل الإداري لديهم والذي هو سبب كل مشكلاتنا المرورية وهل هناك ما يمنع من أن يتعلموا من الإخوة في جهاز الهيئة درس الهيبة!



alhoshanei@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد