Al Jazirah NewsPaper Tuesday  01/12/2009 G Issue 13578
الثلاثاء 14 ذو الحجة 1430   العدد  13578
ممر
هيئة الأرصاد: هل هي آخر من يعلم؟
ناصر صالح الصرامي

 

لعلكم تتذكرون (الغبار الكثيف الذي لفّ مدينة الرياض خلال هذا العام، بعده قالت هيئة الأرصاد وحماية البيئة إنها حذّرت من الغبار وأرسلت (فاكس) للدفاع المدني ولأجهزة أخرى، وبعد موجة الغبار الكثيفة عادت لتصدر تحذيرات من استمرار أو عودة موجة الغبار، لكن لم يحدث شيء من ذاك، وتكررت صورة مشابهة في زلازل المدينة.

مع كارثة سيول جدة بحثت عن دور الأرصاد وحماية البيئة، مع يقيني أن حال جدة لن يكون أحسن مع هذه السيول حتى وإن حذر منها قبل سنة، فمشكلة جدة معروفة ومفضوحة، مدينة ببنية تحتية متهالكة وخدمات ناقصة، ومشاريع ظلت في قوائم الانتظار واستنزفت ميزانية البلاد دون تنفيذ أو تطوير أو تحديث.

نعود إلى آخر من يعلم، هيئة الأرصاد وحماية البيئة، هل هي فعلا آخر من يعلم؟.

نشرت جريدة الحياة نقلاً عن خبير في شؤون المياه وهو المهندس محمد حبيب البخاري، أن هيئة الأرصاد وحماية البيئة حذّرت الشهر الماضي من أمطار (نوفمبر)، وأرسلت (بيانها) إلى كل القطاعات الحكومية، خصوصاً أمانة جدة لمواجهة الأمطار الغزيرة وسيولها. وأشار إلى أن مدينة جدة يخترقها 16 وادياً من الشرق إلى الغرب، في حين أن أمانة جدة عمدت إلى إغلاق مجرى السيل الكبير ونفذت بدلاً منه مشروع الأسواق التجارية من دون مبرر.

وقال: (حجم الأمطار التي سقطت على المحافظة تبلغ (9 ملم)، وهي كمية كبيرة وكافية لقتل العشرات من المواطنين في ظل ضعف تصريف مياه الأمطار وسد طرق مجاري السيول في المحافظة، والتي لا تزال تعاني من سوء التنظيم والتخطيط في هذا الشأن. وذهب إلى أن بحيرة (المسك) قد تنفجر قريباً، وتهدد بموت القريبين من منطقة بحيرة الصرف الصحي!. ودعا إلى تشكيل لجان عاجلة لاستجواب أمانة جدة والتحقيق معها في الكارثة.

والحقيقة أن الكلام السابق مهم جداً، لذا أنقله، وأعتقد من المهم إعادته وتكراره لعلى وعسى.

لكن أيضا نعود إلى هيئة الأرصاد، هل يكفي إرسال بيان، أو خطاب عبر الفاكس أو البريد لإخلاء المسؤولية؟!.

كان من المفترض -ومن المفترض دائماً- رفع شارات التحذير وأصواته عالياً، عبر الإعلام، وعبر الإعلان والمساجد، وإعلان حالات الطوارئ القصوى، ما فائدة (بيانات) باردة تصدر على استحياء في مواجهة كوارث بهذه الفداحة والضخامة؟.

كوارث طبيعية بهذا الحجم تتطلب من الأرصاد دق أجراس الإنذار عبر كل المنابر والمؤسسات الرسمية والخاصة، ورفع درجة التحذير إلى أعلى درجة ممكنة، وليس إرسال فاكس تحذيري إلى أمانة أو بلدية.

حتى لا يكون الضحايا آخر من يعلم؟.

إلى لقاء..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد