301 قتيلاً هي المحصلة لسيول جدة الجارفة. عدد مهول من الضحايا الأبرياء كشف عن سوء إدارة أهم المرافق المتصلة بأرواح المواطنين. الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، تحدث بحرقة عن تأخر إنجاز مشروع تصريف مياه الأمطار والسيول وهو المشروع الأهم لحماية أرواح المواطنين، وعن الأحياء العشوائية!.
تُرى من المتسبب في تأخير إنجاز مشروع تصريف الأمطار والسيول لعشرات السنين، ومن سمح بقيام مثل تلك الأحياء العشوائية فوق المخططات المعتمدة والخاضعة لإشراف الأمانة؟، نحن لا نتحدث عن منازل متفرقة، أو مخالفات محدودة، بل عن أحياء مترامية الأطراف تسببت، كما يُقال، بإعاقة انسيابية الأمطار فحولتها إلى سيول جارفة تسببت في حصد أرواح الآمنين على حين غرة. إغاثة المتضررين، وإيوائهم هي الخطوة العاجلة ضمن خطة الطوارئ الشاملة، أما المرحلة الأهم فيفترض أن تتمحور حول فتح تحقيق موسع يفضي إلى الكشف عن المتسببين بهذه الكارثة البيئية والإنسانية المؤلمة. يبدو أن ما تنفقه الدولة من مئات المليارات لا تحقق المنفعة الكلية بسبب سوء إدارة المشروعات، وعقود الباطن، وسوء التنفيذ الذي يصل في أحيان كثيرة إلى حد التسبب في قتل الأبرياء. ربما استبعد مسؤولو أمانة جدة، ومقاولوها جريان السيول في تلك المدينة الملاصقة للبحر فأهملوا مشروع التصريف، وأساء المنفذون إنجاز مشروعات الدولة وفق المواصفات العالمية، فتهاوت الجسور، وتقطعت الطرق، وحلّت الكارثة التي أراد الله بها كشف المقصرين في تحمل مسؤولياتهم الوطنية التي أوكلها لهم ولي الأمر.
سيول جدة كشفت عن سوء تنفيذ المشروعات، وتقصير أمناء المدينة الحالمة، وانشغالهم عمّا ينفع الناس بما يُشغل الناس عنهم، فكانوا جزءاً من أسباب حدوث الكارثة المؤلمة.
سيول جدة وضحاياها يُفترض أن يدقوا نواقيس الخطر، وأن تفتح لأجلهم ملفات محاسبة المقصرين وإن كانوا خارج محيط العمل في الوقت الحالي، فالأخطاء المتسببة بإزهاق أرواح الآمنين لا تُلغى بانتهاء الخدمة الحكومية، بل تبقى مُعلقة وفق القانون. المحاسبة، وتحميل المقصرين تبعات أخطائهم يمكن أن تعيد القطار إلى مساره الصحيح في الوقت الذي تزيد فيه سياسات (عفا الله عمّا سلف)، (غض الطرف)، و(قضاء وقدر)، من جراح الوطن ومآسيه، وآلام المواطنين.
تهاني العيد
تهاني العيد الصادقة نوجهها لحماة الوطن القابعين على ثغر الجنوب، مقدمين أرواحهم دفاعاً عن دولة الإسلام، وإخوانهم المواطنين. تهانينا الصادقة، ودعواتنا لهم بالنصر والتمكين، ودحر الظالمين، المعتدين، وأن يحفظهم الله من كل شر وأن يعيدهم سالمين غانمين منصورين، بإذن الله.
***
F.ALBUAINAIN@HOTMAIL.COM