الجزيرة - عبد العزيز العنقري
توقَّع مستثمرون ومختصون سعوديون في صناعة وتجارة الذهب أن ينخفض سعر الذهب إلى 700 دولار في غضون ثلاث إلى أربع سنوات قادمة، وهو ما يمثل بحسب رأيهم السعر العادل للبائع والمشتري.. وقال خبير الذهب عبد العزيز العثيم ل(الجزيرة): ارتباط أسعار الذهب عكسياً بقيمة الدولار والثقة بالاقتصاد العالمي وراء ارتفاعاته الأخيرة، فالاقتصاد العالمي ما زال يئن من جراح الأزمة العالمية والدولار في تراجع أمام معظم العملات الرئيسة، حيث تضاءلت قيمته الفعلية إلى أقل من النصف قياساً بما كانت عليه قبل 25 عاماً.. ما جعل المستثمرين يلجؤون لاستثمارات آمنة وفي مقدمتها الذهب وأضاف: مع التوقع بتعافي الاقتصاد الأمريكي من أزمته بعد ثلاث إلى أربع سنوات فمن المتوقع أن تنخفض أسعار الذهب لتستقر عند مستويات 700 إلى 950 دولاراً للأونصة.
واعتبر عضو لجنة الذهب بغرفة جدة علي صالح القندي أن شراء المستثمرين المتواصل للذهب نتيجة انخفاض الدولار ورغبتهم بتعويض خسائرهم في أسواق المال يعدان أهم أسباب الارتفاعات الأخيرة للذهب.. متوقعاً وبحسب رأي خبراء في أسواق الذهب أن أسعاره ستنخفض إلى 700 دولار بعد ثلاث إلى أربع سنوات قادمة.
وفيما يتعلق بالتحركات السعرية للذهب في المدى القريب والمتوسط، قال العثيم: التوقعات تشير إلى ثلاث مراحل لارتفاعات الذهب.. المرحلة الأولى: من (650 إلى 950) دولاراً، وقد رأيناها.. والمرحلة الثانية: من (950 إلى 1250) دولاراً، ومن المحتمل أن تتم في 2010.. أما المرحلة الثالثة: من (1250 إلى 1500) دولار، ويرجح تحققها بعد 2010م.. مبيناً أن هذا مجرد توقع من محللين تم اعتماده بناء على العوامل الأساسية وعلى مؤشرات السوق.
وعن رأيه حول توقعات مؤسسة (شرودر إينفستمنت منجمنت) في لندن بإمكانية وصول سعر الذهب خلال السنوات القليلة القادمة لمستويات غير مسبوقة تناهز الـ5000 دولار للأونصة نتيجة تفاقم معدلات التضخم عالمياً وعودة البنوك المركزية في الدول النامية لشراء المعدن الأصفر في ظل تقلص الاستكشافات الجديدة ومحدودية المعروض، قال العثيم: يتطلب حدوث هذا الأمر وجود كوارث اقتصادية أو ظهور أمر مفاجئ كأن تقوم الصين والسعودية والهند بفك ارتباط عملاتها بالدولار مما يربك الاقتصاد العالمي وعندها من الممكن أن نرى هذه الأسعار, وهذا ما استبعده تماماً فليس من مصلحة أحد وقوع هذا الأمر.. أضف لذلك وجود بدائل استثمارية للذهب ممثلة في سلع أخرى كالزنك والنحاس...
وحول مدى تأثير الارتفاعات الأخيرة على سوق الذهب المحلي وإمكانية زيادة الإقبال على شراء الفضة كبديل للذهب، بيَّن العثيم انخفاض مبيعات الذهب بنسبة فاقت ال(20)%، موضحاً أن الارتفاع المستمر للذهب سيجعل أصحاب الورش الصغيرة ينسحبون بالتدريج ونهائياً من سوق الذهب.. أما أصحاب المصانع الكبيرة فلا يمكنهم الانسحاب ويستطيعون مواجهة هذا الارتفاع من خلال تصميم مشغولات ذهبية مطعمة بالمجوهرات واللؤلؤ.. وبالنسبة للفضة فمن الممكن أن ترتفع مبيعاتها ولكنها لن تكون بديلاً عن الذهب لأن الفضة سلعة قابلة للفناء أما الذهب فعكس ذلك.. إلى ذلك قال علي القندي: من المتوقع وصول أسعار الذهب خلال العام الحالي إلى (1200) دولار للأونصة وهو سعر اقتربنا منه كثيراً, أما في العام القادم فيتوقع أن يسجل (1300) دولار.. ليبدأ بعدها بالنزول حتى يصل لمستويات (700) دولار بعد ثلاث إلى أربع سنوات.. وحول مدى تأثر سوق الذهب المحلي بالارتفاعات الأخيرة المتسارعة, وأثر ذلك على صناعة ومبيعات الفضة، أوضح القندي أن مبيعات الذهب تأثرت سلباً فمن كان يشتري عند زواجه ذهباً ب (30000) ريال أصبح يشتري الآن ب (10000) ريال فقط.. ولكن أتوقع تحسن مبيعات الذهب خلال موسم الحج وعيد الأضحى المبارك وأضاف: هناك رواج لمبيعات الفضة وخصوصاً المطلية بالذهب.