في كل عام نجوم تظهر وتلمع في سماء العالم، ونجوم تخبو وتنطفئ.. نجوم تسطع في شتى المجالات ثم سرعان ما ينطفئ وهجها وبريقها ونجوم لا تزيدها الأيام إلا بريقاً ولمعاناً وسحراً.
|
نجم الرياض الدائم والاسم المؤثر في صناعة مدينتنا الرياض، هو سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - الذي ارتبط اسمه بالصحافة والثقافة وحبه وتقديره الواضح واهتمامه الكريم واحتضانه المثقفين والإعلاميين والأدباء.
|
ولعل شاهدي الأكبر هو علاقاته الحميمة بجدي الأديب عبد لله بن خميس التي توطدت حين كلفه وكيلاً لإمارة الرياض، ودعمه منذ البدايات في شتى أعماله ومشاريعه الأدبية، فهو من ذلل الصعاب أمامه لتظهر مجلة الجزيرة وتبصر النور بعد أن عاشت مخاضاً مؤلماً سهله الأمير سلمان.
|
وهو الوفي لجدي يزوره بين الفينة والأخرى ليطمئن على أحواله - وهو المشغول والمسؤول عن مدينة تتكئ على كتفيه - وليجدد عهد الصداقة والأخوة بينهما ويتبادلان حديثا ذا شجون عن الدرعية ومعشوقته الرياض.
|
كما أنه يتحفظ على زيارة جدي له قائلاً بتواضع جم في مجلسه العامر: أنا من يجب أن يزورك يا عبد لله!.
|
سلمان بن عبد العزيز شخصية كاريزمية قيادية لماحة تحرص على الوقت كل الحرص، فهو في مكتبه في تمام الثامنة صباحاً, وهو من سيحتفل قريباً بيوبيله الذهبي في منصب أمير الرياض، شخصيته الفذة كانت ومازالت المحطة التي توقف عندها الكثير يفكر وينحني ويشيد بقدرة هذا الرجل وأعوانه على تحويل الرياض من بقعة في فناء صحراوي شاسع إلى مدينة بإرادة قوية ومتوثبة لخوض الماراثون التنموي والحضاري.
|
حتى أضحت الرياض معجزة الرمال والمدينة التي لا تشبه شيئاً سوى نفسها وروح أميرها وهيبته.
|
سلمان أحب الرياض بلا شك، وذاب في عشقها فقدم لها بحب وكرم شبابه وجهده وعقله وبعد نظره وهي بلا شك بادلته حبه بزهوها وشبابه بنضجها وعقله بقلبها الكبير والمتسع لكل الأطياف والجنسيات.
|
ويكفيه فخراً أنه عاصر مرحلة التطوير بل وصنعها، فتابع ولادة هذه المدينة الجميلة وطفولتها التي لم تدم طويلة لأنه أرادها بجانبه يانعة ومكتملة وقد أرهقه مراهقتها - لا ريب في ذلك - ولكنها نضجت بحكمته وبعد نظره وتجاوزت كل العواصف والأزمات، بمزيد من الوعي وكثير من الرعاية وها هي اليوم صبية صحراوية ساحرة وملهمة يغيب أهلها عنها فقط للاستمتاع بالعودة إليها مشتاقين والهين, هي الرياض بلمسات حضارية لم تغير من أصالتها وروحها وزخم تفاصيلها شيئاً.
|
الرياض اليوم تشتاق لسلمان وأهل هذه المدينة كذلك. وها هي اليوم تبكي فرحاً لقرب عودتك وولي العهد سلطان بن عبد العزيز. فاغتسلت والشوارع والنخيل والأرض التي تفوح منها رائحة المطر والاشتياق للعناق.
|
يعلم الأمير سلمان أن السفينة أكثر أماناً وهي راسية، ولكنه يعلم أيضاً أنها لم تصنع لذلك، فقد خاض غمار التجربة وقد يعرف الناس كيف خطط كي يحولها إلى مدينة راقية للعلم والعمل وطيب العيش.
|
فلم يتنبأ بمستقبلها بل صنعه، ولم ينتظر أن تفصح الأيام عن واقعها القادم، بل أفصح هو عن مستقبل مضيء ومميز لها.
|
الأمير سلمان تابع عملية التنمية وأشرف عليها ومن ذلك مطار الملك خالد، حي السفارات، جامعة الإمام محمد بن سعود، جامعة الملك سعود، مشروع تطوير وادي حنيفة، مركز الملك عبد لله المالي الذي هو قيد الإنشاء وغيرها الكثير من المشاريع التي أضافت طابعا حضاريا للرياض. وخير ما يقال في هذا المقام أبيات من قصيدة كُتبت في الرياض لجدي عبد لله بن خميس قال فيها:
|
برعت في بنائها كفّ سلمان |
فكانت كفّ الصنّاع الأريبة |
ذلّل الصعاب ما تبدّى له الصّعب |
وألوى بالمشكلات الرّهيبة |
فانبرت غادةً يروق بها الحسن |
وجاءت جمَ الدَلال طروبة |
هذه هذه الرياض تجلَت |
ليلاقي منها حبيبٌ حبيبه |
أخيراً سلمان هو الذي أشعل الشمعة وغيره كثير لعن الظلام وانتقد الغبار والزحام.. هو الذي قرر أن يجعل من الرياض مدينة ذهبية فكان له ذلك..
|
هو الذي لم يعشق الرياض وحدها، بل أحب أهلها وكان حاضراً دائماً من أجلهم، يهنئهم في أفراحهم، ويواسيهم في أتراحهم.. يفتح بيته وقلبه للمظلوم والمحتاج والمحتج! ويسمعهم بتواضع وحب.. أفلا تستحق مثل تلك الشخصية العظيمة منا كل الحب والاشتياق والدعاء والوفاء والولاء؟ نعم! بكل تأكيد.. فما جزاء الإحسان إلا الإحسان!.
|
|
(العادي يقرأ التاريخ، والعظيم يكتبه).
|
|
|