سلفية وحداثية، تقدمية ورجعية، علمانية ولبرالية، دكتاتورية وديمقراطية.. هذه كلمات ترددها القنوات الفضائية، قنوات العرب العاربة والمستعربة وقنوات الحاضرة والبادية حتى تكون عنواناً للتقدم العربي في
|
القرن الواحد والعشرين.. إنها كلمات طنانة رنانة كلمات بلا معنى، كلمات جوفاء، كلمات وأقوال ومصطلحات لا تغني ولا تسمن من جوع، كلمات هلوسة يرددها الضعفاء كالببغاوات.
|
الدول الواثقة من نفسها وشعوبها تردد كلمات وأفعال لها معنى وحتى تكون الدولة ذات قيمة ومعنى فعليها أن تمتلك القوة العلمية والصناعية والعسكرية وعندها إرادة قوة وفعل، واعتزاز بالنفس والقدرة.. لا مكان في القرن الواحد والعشرين للدول الضعيفة والفقيرة وفاقدة الإرادة وسلاحها للمستقبل ترديد الكلمات الجوفاء.
|
ومن هلوسات بعض القنوات العربية الفضائية إثارة مواضيع قد أكل الدهر عليها وشرب وعلكها التاريخ علكاً سواء كانت دينية أو قبلية.. مثل هذه القنوات لا تدرك أن الناس في عمومهم في عالم اليوم يحتاجون إلى من يحضهم ويرشدهم بالأخذ بأسباب التقدم والذي عنوانه وحقيقته الراهنة هو العلم والمعرفة والتقنية، وأن الحديث عن الماضي وإثارة النعرات لا مكان لها في هذا العصر، لأن حقيقة العصر واضحة كوضوح الشمس.. إن هذه القنوات عليها أن تدرك أن شعب المملكة قد حدد له قادته وجهته، وجهته النظر إلى الأمام، النظر إلى ماهية العصر وعدم النظر إلى الخلف والتقوقع على الذات والتغني بالفقر والبؤس والشقاء وبالقبيلة والبعير.. البؤس والشقاء في هذا العصر هو العمى عن رؤية شمسه والتمسك في ظلام ماضيه. قال أبو الطيب المتنبي:
|
وهبني قلت هذا الصبح ليل |
أيعمى العالمون عن الضياء؟ |
|
خذ ما تراه ودع شيئاً سمعت به |
في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل |
يقول العكبري في شرحه لهذا البيت: العيان شاهد لنفسه، والإخبار يدخل عليه الزيادة والنقصان، فأولى ما أخذ ما كان دليلاً على نفسه. صدقت يا أبا الطيب عصرنا شاهد على نفسه بأنه عصر العلم والإرادة والقوة.
|
|