من الثابت في تاريخ المملكة العربية السعودية التزامها بالمواثيق ووفاؤها بالالتزامات واعتمادها الوضوح في سياستها ومواقفها مع المجتمع الدولي, هذا الواقع يجعل العالم أجمع يقرأ المواقف السعودية كما تحددها وتعلنها دون التفاف أو تورية. وفي الوقت الذي تدور فيه المعارك على الحدود الجنوبية للوطن لدحر المتسللين وإبعادهم يؤكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله بأن المملكة لن تسمح لأي كائن من كان بأن يدنس شبراً من أراضيها حيث لا خيارات مفتوحة للدفاع عن النفس سوى خيار واحد النصر بعزة وكرامة او الشهادة في سبيل الله ثم الوطن.
كلمات المليك تأتي لترسم بوضوح مساحة الخيارات التي تتبناها المملكة في مواقفها, فالبلد الذي لا يقبل التجاوز على الآخرين يملك ذات الحزم والحسم في خيارات الدفاع عن نفسه وتاريخ المملكة يشهد بأن أبناءها قادرون على صد العدوان عن أراضيهم حتى آخر قطرة دم, فمساحة الوطن هي مساحة قلوب أبنائه ووفائهم لأرضه الذي هو امتداد لوفاء آبائهم وأجدادهم مع المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن يرحمه الله حين جمع أوصال هذا الوطن تحت راية التوحيد.
سيادة الوطن وأمنه لن تكون مناخاً لأصحاب الأفكار المريضة الذين أغراهم اتزان المملكة ووسطيتها وحرصها على استقرار المنطقة وعدم المقامرة بأمنها, فالسيادة والوطن خطان أحمران يفتح أبناء الوطن صدورهم للدفاع دونهما, كلمات خادم الحرمين الشريفين لإخوانه وأبنائه من رجال القوات المسلحة أمس الأول خلال استقباله لهم تمثل الإرادة والثقة في حسم الخيارات فالوطن الذي يتقن بناء الأمن والطمأنينة والرفاهية لشعبه يعرف تماما كيف يحميها من الأعداء وستظل المملكة عزيزة لأبنائها وللأمتين العربية والإسلامية ودعامة للأمن والسلم العالمي.
