المشاعر المقدسة - فيصل المران
يتكرر في موسم الحج سنوياً بعض المشاهد من أبرز ها اصطحاب الأطفال وحمل الأمتعة الشخصية والافتراش ودخول بعض العربات أو السيارات الصغيرة للمشاعر، إلا أن بعضها اختفى نسبياً وأخرى في طريقها إلى الزوال. (الجزيرة) قامت بجولة داخل المشاعر المقدسة واستمعت لبعض آراء الحجيح حول بعض تلك المشاهد التي يشهدها موسم الحج الحالي.
يقول الحاج المهندس محيي الدين من جمهورية مصر الشقيقة والذي اصطحب معه ابنته الصغيرة (عام) إنه أجبر على اصطحاب طفلته الصغيرة بسبب عدم وجود من يرعاها خلال أدائه ووالدتها للفريضة، وتحتاج إلى الرعاية بشكل يومي ويقول في البداية تخوفت من اصطحابها معنا للحج ولكن بفضل الله تعالى جميع الخدمات ميسرة ولم نجد أي نقص في مستوى الخدمات المقدمة للحجيج.
وعن الأمراض المعدية كإنفلونزا الخنازير أكد والد الطفلة أنه يحرص على تحاشي الدخول في الأماكن المزدحمه بشكل مستمر وقد وكلتني زوجتي في رمي الجمرات لتتفرّغ هي بدورها لرعاية الطفلة داخل المخيم في منى وخصوصاً أن منطقة الجمرات هي المنطقة الأكثر زحاماً في الحج.
وأثنى محيي الدين على تطور الخدمات عما كانت عليه في السابق في كافة القطاعات والمرافق التي يحتاجها الحاج خاصة التوسعة الجديدة في منطقة الجمرات التي سهلت على ضيوف الرحمن عملية الرجم بكل يسر وسهولة.
وأضاف محيي الدين: لقد سبق لي الحج مرتين وقد لاحظت التطور الواضح في مستوى الخدمات والإمكانيات التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشرفين سنوياً لحجاج بيت الله الحرام.
من جهة ثانية برز مشهد هطول أمطار غزيرة على منطقة مكة المكرمة وبعض المحافظات والمراكز التابعة لها، ويقول أحد الحجاج من دولة سوريا الشقيقة بفضل من الله تعالى شهدت منطقة مكة المكرمة لهذا العام أمطاراً غزيرة لم تشهدها من قبل، مشيراً إلى أن جميع الخدمات متكاملة ومميزة خاصة في منطقة الجمرات وفي مشعر منى وعرفات إضافة إلى الخدمات الكبيرة التي تقدم داخل الحرم المكي الشريف.
وأشار إلى أن جميع التسهيلات والخدمات كانت على أرقى مستوياتها ولم نواجه أي صعوبة تذكر خلال تنقلنا لأداء الفريضة بالمشاعر المقدسة سوى قلة عدد دورات المياه في مشعر مزدلفة الخاصة بالنساء. وأشاد بالجهود الكبيرة التي توليها المملكة في توفير وتسخير كافة الإمكانيات لحجاج بيت الله الحرام داعياً الله أن يديم على المملكة نعمة الأمن والاستقرار وأن يجزيهم الله خير الجزاء.
ومن المشاهد الأخرى هي توظيف الطلاب في بعض حملات الحج لهذا العام لتقديم الخدمات اللازمة لضيوف الرحمن إضافة إلى شغل الشباب خلال إجازة الحج بما يفيدهم ويفيد مجتمعهم.
يقول محمد بن بداح السبيعي الطالب في المرحلة المتوسطة إنه التحق بإحدى حملات الحج للاستفادة من وقت الإجازة والمشاركة في الإسهام بخدمة ضيوف الرحمن، وكذلك الاستفادة المادية، حيث يتقاضى مقابل عمله خلال مدة 15 يومياً راتباً قدره 1800 ريال.
وأضاف السبيعي أنه سعيد وزملاؤه الطلاب بالإسهام في خدمة حجاج بيت الله الحرام إضافة إلى اكتساب الخبرة والاعتماد على الذات ومعرفة الكثير عن هذه الفريضة العظيمة.
كما ساهمت الحملة الإعلامية (الحج عبادة وسلوك حضاري) التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة قبل بداية الحج لهذا العام في إنجاح موسم الحج الحالي من خلال اختفاء بعض المشاهد والسلوكيات في موسم الحج لهذا العام، حيث حققت الحملة إنجازاً في الحد من ظاهرة الافتراش داخل المشاعر بعد تطبيق قرار لا حج إلا بتصريح والذي جاء ضمن الأهداف الأساسيية للحملة.
وقد انعكس ذلك من خلال منع المخالفات لنظام الحج ويترجم ذلك في اختفاء الافتراش داخل المشاعر المقدسة والقضاء على الازدحام وذلك بعد تطبيق نظام عدم السماح للعربات التي تقل حمولتها عن 25 راكباً.